غضب غربي بالأمم المتحدة لعدم حصول تقدم مع إيران حول استئناف مفاوضات الاتفاق النووي

24 سبتمبر 2021
أنتوني بلينكن: لم نحصل بعد على موافقة إيران على العودة إلى محادثات فيينا (تاس/Getty)
+ الخط -

لا تخفي الولايات المتحدة والأوروبيون غضبهم إزاء إيران، التي لم تقدم أي "إشارة واضحة" هذا الأسبوع في الأمم المتحدة حول نواياها استئناف المفاوضات لإنقاذ الاتفاق حول الملف النووي الإيراني.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لم نحصل بعد على موافقة إيران على العودة إلى فيينا لمواصلة المحادثات، والسؤال هو معرفة ما إذا كانت إيران مستعدة لذلك ومتى"، مضيفاً: "ننتظر رداً".

وهذا اللقاء السنوي كان يفترض أن يشكل مناسبة للغربيين لجس نوايا الحكومة الإيرانية الجديدة، مع خطاب الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي عبر الفيديو واللقاءات المتعددة في الكواليس مع وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان الذي حضر إلى نيويورك.

وبدأت المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في إبريل/نيسان في فيينا بوساطة من الأوروبيين والصين وروسيا، الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي المبرم عام 2015. والهدف: إنقاذ هذا النص الذي يفترض أن يمنع الجمهورية الإسلامية من امتلاك القنبلة الذرية، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018.

وأبدى الرئيس الحالي جو بايدن استعداده للعودة إلى الاتفاق، ورفع قسم على الأقل من العقوبات التي أعاد الملياردير الجمهوري فرضها على إيران، لكن بشرط أن تعود للالتزام بتعهداتها الواردة في الاتفاق النووي، التي أوقفت العمل بها احتجاجاً على الضغط الأميركي. لكن هذه المفاوضات معلقة منذ الانتخابات الرئاسية الايرانية التي جرت في يونيو/حزيران.

ماذا يريد أطراف الاتفاق النووي من إيران؟

في المقابل، فإنّ وزراء الخارجية الفرنسي والألماني والبريطاني، وكذلك وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يطرحون على نظيرهم الإيراني شرطاً واحداً، وهو الاستئناف السريع للمفاوضات.

وكتب المفاوض الأوروبي إنريكي مورا، الخميس، في تغريدة عبر "تويتر": "بعد أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإنّ العودة إلى الاحترام الكامل" للاتفاق النووي "تبقى أولوية". وبحسب الجميع، فإنّ كلّ القوى الكبرى التي وقعت على نص 2015 مع طهران، وبينها موسكو وبكين، "متفقة على ضرورة استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن من النقطة التي وصلت إليها" في يونيو.

وكتب المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف، على "تويتر" أيضاً، أن "المفاوضات يجب ألا تبدأ مجدداً من الصفر". لكن هذه الجبهة الموحدة يرتقب أن تغادر نيويورك خالية الوفاض. وقال مسؤول أميركي كبير رفض الكشف عن اسمه، الخميس، "حتى الآن، من الواضح أن ليس هناك أي مؤشر، مؤشر واضح، إلى استعداد إيران للعودة" و"محاولة معالجة المسائل العالقة". وأضاف "لم يحصل شيء يجعلنا أكثر تفاؤلاً".

وأكد بوريل أن الوزير الإيراني أبدى استعداده لاستئناف عملية فيينا "في موعد قريب". لكن هذا كان كل شيء.

ماذا في حال فشل مفاوضات العودة للاتفاق النووي الإيراني؟

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "لا نشعر أن لديهم الرغبة في تسريع الأمور". هناك مؤشر مثير للقلق بالنسبة للأوروبيين كما بالنسبة للأميركيين: لقد رفض الإيرانيون عقد الاجتماع الوزاري التقليدي للدول التي لا تزال موقعة على الاتفاق، والذي ينظم سنوياً على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي كان الوزير الفرنسي جان إيف لودريان قد اعتبر أنه شبه أكيد في مطلع الأسبوع. وقال المسؤول الأميركي:"نحن مستعدون للتحلي بالصبر لكن مرت ثلاثة أشهر، ومنذ ذلك الحين واصلت إيران تصعيد قوة برنامجها النووي".

من جهة أخرى، كرّر أنتوني بلينكن تحذيره قائلاً إنه سيكون الوقت قد فات قريباً لإنقاذ الاتفاق، رغم أنه في الوقت الراهن إنذار بدون موعد نهائي. وسيتعين على حكومة بايدن بعد ذلك تنفيذ خطة بديلة تحرص على عدم الكشف عنها في هذه المرحلة.

وتقول باربرا سلافين، المتخصصة في شؤون إيران في مركز الأبحاث الأميركي "أتلانتيك كاونسل"، إنّ الإيرانيين "يطيلون أمد الاستمتاع"، لا سيما لأنهم لم يختاروا مفاوضيهم بعد، وهم "يحاولون فهم ما إذا كان بإمكانهم الحصول على أكثر بقليل" مما حصلت عليه الحكومة السابقة. وقالت لوكالة "فرانس برس" "لكنني ما زلت أعتقد أنه تتعين عليهم العودة إلى طاولة المفاوضات"، في إشارة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد. وأضافت أنهم "بحاجة فعلياً لرفع العقوبات".

(فرانس برس)