غزة: 98 شهيداً والمقاومة تُسقط طائرة استطلاع وتعد بـ"التحرير"

11 يوليو 2014
القسام: التصعيد سيزيدنا ثقة (بلال خالد/الأناضول/Getty)
+ الخط -
ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين، في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، إلى 98، وأصيب أكثر من 630 جريحاً، فيما أطلقت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، اسم "العصف المأكول" على عمليات التصدّي للعدوان والردّ على جرائم الاحتلال.

واستشهد شاب من عائلة خطاب، في قصف استهدف منزلهم في مدينة دير البلح، وسط القطاع، فيما قصف طيران الاستطلاع الاسرائيلي، (درون)، منزلاً للعائلة نفسها، في منطقة حكر الجامع، دون وقوع إصابات في القصف الأخير.


واستشهد الشاب، سامي شلدان، في قصف استهدفه على دراجة نارية في حي الزيتون، جنوبي مدينة غزة. وأعلن مصدر طبي استشهاد الشاب، أحمد حمدان، متأثراً بجراح أصيب بها في وقت سابق في شمالي القطاع، فيما استشهد الشاب، محمد كمال الكحلوت، في قصف استهدف عزبة عبد ربه، القريبة من الحدود الشرقية لشمالي القطاع.
واستشهد، عبد الله أبو محروق، متأثراً بجراح أُصيب بها في وقت سابق في قصف دراجته النارية في دير البلح.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن "عدداً من جرحى العدوان استشهدوا متأثرين بجراحهم، بينهم اسماعيل أبو جامع، وياسمين المطوق". وأكد "أن الطواقم الطبية في حالة طوارئ قصوى، لمواجهة ما قد يطرأ في الميدان".

وفي السياق نفسه، صعّد الاحتلال من استهداف المنازل في القطاع بشكل مباشر، ودمّر بعضها على رؤوس ساكنيها. وقصف الطيران الحربي منزل فيصل القاضي، في مدينة رفح جنوب القطاع، فيما قصف منزل عائلة صيام، في مخيم البريج، وقصف منزل عائلة حمادة، في منطقة العطاطرة، شمالي غزة.

كما قصف الطيران الحربي منزل عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، الأسير المحرر، يحيى السنوار، في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، ومنزل القائد في "كتائب القسام"، أيمن نوفل. كذلك دمّر منزل القائد "القسامي"، أيمن صيام، الذي زعمت إسرائيل أنها اغتالته، ونفت "القسام" وأسرته ذلك. ويعتبر صيام، مسؤول الوحدة الصاروخية فيها، وأقرّت إسرائيل عقب ذلك بأنها فشلت في محاولة الاغتيال، علماً بأنها حاولت اغتياله سابقاً، في عام 2009، بقصف منزله في مخيم جباليا للاجئين، شمالي القطاع.

واستهدف الاحتلال منزل القيادي في "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد"، بهاء أبو العطا، في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة. كما قصف منزلاً وسط دير البلح، في قلب القطاع، مما أدّى إلى تدميره بشكل كامل.

وقصفت قوات الاحتلال موقعاً أمنياً، شرقي مدينة رفح الحدودية مع مصر، التي تعرّضت بدورها لأكثر من 7 غارات متتالية، قريبة جداً من الجدار، الذي يفصل القطاع عن الأراضي المصرية.

ووفق تقديرات الأمن في غزة، فإن الاحتلال شنّ ما يزيد عن 800 غارة على القطاع خلال الأيام الأخيرة، وأدت هذه الغارات إلى تدمير ما يزيد عن 150 منزلاً.

وأعلنت "كتائب المجاهدين"، الذراع العسكرية لحركة "المجاهدين في غزة"، أن مقاوميها أطلقوا صاروخاً من طراز "سام 7" على طائرة استطلاع إسرائيلية، غربي مدينة غزة مما أدى إلى إسقاطها. وذكرت مصادر في وقت لاحق أن "جهاز الشرطة البحرية، في غزة، استولى على الطائرة بعد سقوطها".​
وتصدّى مقاومون لمحاولة توغّل وحدة من الكوماندوز الإسرائيلي في ميناء غزة.

وفيما يهدد الاحتلال بتوسيع عدوانه على القطاع ودخول أجزاء منه، أكدت "كتائب القسام" أنها أعدت نفسها لـ"معركة طويلة جداً مع الاحتلال، وليس كما يقول قادته لأسبوع أو عشرة أيام، بل لأسابيع طويلة وطويلة جداً".

وفي خطاب متلفز، أعلن المتحدث باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، قائلاً: "لم نبدأ بحرب ولم نبدأ بعدوان، والعدو هو الذي بدأ بالتهديد والوعيد، ثم ترجم ذلك بالعدوان الذي تصاعد، ولكن بعد أن بدأ الحرب فإنه لن يقرر موعد نهايتها، ولا شروطها ولا شكلها".

وأشار الى أن "التصعيد ضد المدنيين العزّل وارتقاء الشهداء من النساء والأطفال وهدم البيوت، لن يزيد الفلسطينيين إلا إصراراً وثقة". وشدّد أن "مستوى ردنا لهذا اليوم تضاعف، رداً على جرائم العدو، ونعده بالمزيد "، في إشارة إلى تصعيد "القسام" من عمليات القصف الصاروخي، رداً على تصاعد العدوان وتدمير المنازل.

وخاطب أبو عبيدة وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، "أتتوعدنا يا ابن اليهودية بما ننتظر؟ إن غزة تنتظركم وهي تحمل الموت". ولفت الى أن "العملية البرية، ستكون فرصة لأسر جنود إسرائيليين، ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين".

وكشف أنه "للمرة الأولى منذ نشأة الكيان، تم إمطاره بالصواريخ من أقصى شمال الوطن المحتلّ وحتى أقصى الجنوب، والقسام وفصائل المقاومة أمطرت مركز الكيان، بعشرات الصواريخ، الأمر الذي يجعل الكيان كالعصف المأكول، ويمهّد لمعركة التحرير قريباً".

وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، رئيس الحكومة الفلسطينية السابقة في غزة، إسماعيل هنية، أن المقاومة "لا تخشى تهديدات العدو، ودماء القادة ليست أغلى من دماء الأطفال والعائلات"، في ردّه على التهديدات الإسرائيلية باستهداف قادة حركته والمقاومة في غزة.
وقال هنية إن "العدو نقض، منذ وقت طويل، اتفاق التهدئة، وتنكّر لكل التفاهمات، وقرّر الحرب، امتداداً للهجمة المسعورة على شعبنا في الضفة الغربية والقدس". وأكد أن "على العدو، الذي بدأ العدوان، أن يوقفه، فنحن ندافع عن أنفسنا".

بينما لفت المتحدث باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، إلى أن "معادلة الهدوء مقابل الهدوء غير مقبولة، والمرحلة التي كان يُذبح فيها الشعب الفلسطيني بلا ردّ أو انتقام، قد ولّت إلى غير رجعة".

في سياق آخر، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا"، الطوارئ، في أقاليم عملياتها الخمسة كافة، على خلفية الوضع المتوتر، وفق ما أفاد مدير عملياتها في غزة، روبرت تيرنر، في بيان رسمي صدر ليل الخميس.

وأشار تيرنر إلى أن "تصاعد أعداد الشهداء والجرحى بفعل الغارات الإسرائيلية، على قطاع غزة، نتيجة تعمّد واضح لاستهداف المدنيين".​