غروندبرغ يحذر من خطر انزلاق اليمن أكثر في التصعيد الذي تشهده المنطقة

15 أكتوبر 2024
غروندبرغ خلال لقائه مسؤولين محليين في تعز، 12 فبراير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ على خطورة التصعيد العسكري في الشرق الأوسط وتأثيره السلبي على اليمن، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار وخفض التصعيد لحماية الملاحة الدولية والبيئة في البحر الأحمر.
- أشار إلى معاناة اليمنيين من الاعتقالات التعسفية والتهديدات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، داعياً للإفراج الفوري عن المعتقلين لتعزيز جهود بناء السلام.
- شدد على أهمية الحل السلمي للنزاع في اليمن، مؤكداً على الالتزامات بوقف إطلاق النار وتلبية الاحتياجات الإنسانية، وضرورة الدعم الدولي لتجنب انهيار البنوك.

قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ اليوم الأحد، إن التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، الذي نشهده منذ عام، يستمر في التفاقم ويهدد بالخروج عن نطاق السيطرة. ومن المؤسف أن اليمن جزء من هذا التصعيد، ويواجه خطر الانزلاق بشكل أعمق. وأشار غروندبرغ في إحاطته أمام مجلس الأمن الثلاثاء، إلى أن هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار فوراً وخفض التصعيد في المنطقة لاحتواء هذا الصراع المتفاقم.

وأضاف غروندبرغ أن اليمن وشعبه يشعرون بوطأة هذا الصراع الإقليمي المتصاعد، مشيراً إلى مواصلة أنصار الله (الحوثيون) هجماتهم على الملاحة الدولية، إلى جانب محاولات متعددة لاستهداف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وأكد غروندبرغ أن تكرار هذه الهجمات، بما في ذلك الضربات الأخيرة على ناقلات النفط، زاد بشكل كبير من خطر وقوع كارثة بيئية - وهي كارثة تم تجنبها بصعوبة بعد الهجوم على الناقلة MV سونيون. 

وأشار غروندبرغ إلى أن هذه الهجمات على الملاحة المدنية غير مقبولة على الإطلاق، ويجب أن تتوقف فوراً. البحر الأحمر ممر مائي دولي، ويجب أن يبقى ممراً آمناً يستفيد منه الجميع. ولفت إلى أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية على أربع محافظات يمنية، ونفذت إسرائيل غارات جوية على الحديدة. التقارير التي تتحدث عن وقوع ضحايا في الحديدة وتضرر البنية التحتية الأساسية في المدينة تثير قلقاً بالغاً، وهذا التصعيد المتبادل يجرّ اليمن بشكل أعمق نحو الصراع الإقليمي، ما يهدد آماله في تحقيق السلام والاستقرار. علاوة على ذلك، يُشغل التركيز بعيداً عن الحاجة الملحة لمعالجة الأزمة الداخلية في اليمن.

وأوضح غروندبرغ أن اليمنيين لا يزالون يتطلعون إلى السلام ويبذلون الجهود لتحقيقه بعد أكثر من تسعة أعوام من النزاع الذي أنهك البلاد، وهجّر الملايين، وفرق العائلات، ودمر الاقتصاد. ومع ذلك، فإنهم يشهدون تضييقاً على مساحات المشاركة الفعّالة وبناء السلام، إذ يتعرضون للاعتقالات التعسفية والتهديدات بالقتل والترهيب، خصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله. 

ودعا غروندبرغ الحوثيين إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين تعسفياً، بمن فيهم 17 من موظفي الأمم المتحدة -منهم أربع نساء وأحد أعضاء فريقي- وإنهاء حملة الاعتقالات. وقال غروندبرغ: "تحدثت أخيراً مع العديد من منظمات مجتمع مدني ومجموعات النساء والناشطين وصناع السلام المحليين، وقد شاركوني كيف تأثروا بشدة من موجة الاعتقالات التعسفية الأخيرة التي نفذها أنصار الله. هذه الاعتقالات، المصحوبة باتهامات مبهمة وكاذبة وغياب تام لأي إجراءات قانونية عادلة، تهدف إلى تشويه السمعة وخلق بيئة من الخوف وانعدام الثقة". 

وأضاف أن الإحالة الأخيرة لبعض المعتقلين إلى ما يسمى "الملاحقة الجنائية" تمثل ضربة إضافية لجهودنا الجماعية لبناء السلام والاستقرار في اليمن. ولقد أوضحت لأنصار الله مراراً أن مثل هذه الإجراءات لا تعكس نية في التفاوض لتحقيق السلام. وأكد غروندبرغ أن الحل السلمي للنزاع في اليمن ليس فقط الخيار الأكثر واقعية للمضي قدماً، بل الأهم من ذلك، أنه قابل للتحقيق. كذلك يحتاج الشعب اليمني إلى دعم دولي مستمر وموحد، وعلينا جميعاً أن نبقى ملتزمين بجعل السلام واقعاً ملموساً.

وأشار غروندبرغ إلى أن الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف تجاه وضع خريطة طريق تتضمن وقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد، وتلبية الاحتياجات الإنسانية والاقتصادية، والتحضير لعملية سياسية شاملة. وعلى الرغم من التصعيد، تظل هذه الالتزامات أساساً جوهرياً لبناء السلام في اليمن ونقاطاً مرجعية في مناقشاتنا مع الأطراف. وقال غروندبرغ إنه على اتصال وثيق بأصحاب المصلحة الرئيسيين، خصوصاً في القطاع المصرفي، حيث يبرز احتمال انهيار أحد البنوك التجارية الرئيسية مدى أهمية التعاون العاجل.

المساهمون