يواصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ جولته في الشرق الأوسط بهدف بحث السبل الهادفة للوصول إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية، حيث ناقش خلال الأيام الماضية، مع مسؤولين يمنيين وإقليميين سبل استمرار الجهود نحو وقف إطلاق النار في جميع أنحاء اليمن، إلى جانب تدابير لتحسين الظروف المعيشية، واستئناف عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة. وبالتزامن تصاعدت عمليات الإعدام التي تنفذها جماعة الحوثيين أخيراً، إذ أعدمت مواطناً داخل أحد مقارها بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
والتقى غروندبرغ في العاصمة الإماراتية أبوظبي، اليوم الخميس، المستشار الدبلوماسي الرئاسي في الإمارات، أنور قرقاش، ووزير الدولة الإماراتي خليفة المرر لبحث أهمية الدور الإقليمي في توفير بيئة مواتية للحوار البناء في اليمن. من جانبه شدّد قرقاش، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، على دعم بلاده "للجهود الدولية المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية وتداعياتها على استقرار المنطقة"، مثمناً "الدور الحيوي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في هذا الصدد".
كما ناقش المبعوث الأممي، اليوم، مع عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي، سبل تخفيف التوترات في اليمن، والعملية السياسية برعاية أممية.
لقاءات في الرياض وطهران
وكان غروندبرغ قد التقى، أول من أمس الأربعاء، بالعاصمة السعودية الرياض عدداً من كبار المسؤولين والدبلوماسيين، بمن في ذلك السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
وتناولت الاجتماعات الحاجة إلى خفض التصعيد على المستوى الإقليمي، واستمرار ضبط النفس داخل اليمن.
وزار غروندبرغ، الأحد الماضي، العاصمة الإيرانية طهران، حيث التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وعددا من كبار المسؤولين والدبلوماسيين، فيما استطلع من المسؤولين الإيرانيين سبل الحفاظ على بيئة مواتية لاستمرار الحوار البنّاء في اليمن، من خلال الدعم الإقليمي والدولي المستمر والمتضافر لوساطة السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
وركّزت المناقشات أيضاً على ضرورة خفض التوترات على المستوى الإقليمي، ومنع الارتداد لدائرة العنف الذي عانى منه اليمن حتى الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة عام 2022، بين الأطراف اليمنية.
تصاعد إعدامات الحوثيين
في سياق منفصل أعدمت جماعة الحوثيين، اليوم، مواطناً داخل أحد مقارها في مديرية الطفة، بمحافظة البيضاء وسط اليمن، أمام والده وشقيقه.
وذكرت مصادر صحافية أن الجماعة استدعت عواد الهياشي ووالده عادل وشقيقه، إلى مقرها في مديرية الطفة الساعة 12 منتصف الليل، بحجة التحقيق في مقتل مسلح حوثي، قرب هنغار (مستودع) مستأجر معهم. وأضافت أن عناصر الحوثيين، وأثناء التحقيق، أطلقوا الرصاص على الشاب عواد، وأردوه قتيلاً أمام ناظر والده وشقيقه، ثم نقلوهما إلى مركز المحافظة في الساعة الثالثة فجراً.
وتأتي هذه الحادثة بعد يوم واحد من حادثة مشابهة، حيث قتل مسلحون حوثيون الشاب حاشد محمد النقيب، من أبناء مديرية حراز، غرب صنعاء، أمام والدته وأسرته.
وقالت مصادر صحافية إن المسلحين قتلوا الشاب أثناء خروجه من منزله الكائن في مديرية بني الحارث شمال العاصمة صنعاء، ولاذوا بالفرار. وأشارت المصادر أن جريمة القتل جاءت بعد أيام من شجار بين القتيل وابن أحد القيادات الحوثية يعمل نائباً لمدير أمن محافظة الجوف، والذي توعد بقتل المجني عليه.