بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم الأربعاء، مباحثات في العاصمة صنعاء، تركز على ضمان استمرار الهدنة والتوصل إلى رفع الحصار عن تعز، بعدما كان قد وصل إلى العاصمة اليمنية برفقة وفد الحوثيين، قادمين من عمّان، التي شهدت مفاوضات بين ممثلين عن الحوثيين والحكومة بشأن تعز.
وقال غروندبرغ، في تصريح صحافي فور وصوله إلى مطار صنعاء: "يسعدني تمديد الهدنة لشهرين، وهو مؤشر إيجابي لجدية الأطراف في التمسك بالهدنة وتنفيذها".
وأضاف "آمل أن تكون لدي نقاشات مثمرة مع قيادات أنصار الله (الحوثيين) على مقترحنا بفتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات، وكذلك التدابير الاقتصادية والإنسانية والخطوات اللازمة للمضي قدماً"، وتمنى "القيام بالجهود اللازمة لحماية الهدنة".
وانتهت الجولة الثانية من المحادثات يوم الاثنين 6 يونيو/ حزيران الجاري، بإعلان المبعوث الأممي أنه قدم مقترحاً منقَّحاً لإعادة فتح الطرق تدريجياً في تعز، يأخذ بعين الاعتبار مقترحات ومشاغل عبّر عنها الطرفان، وقال في بيان صحافي: "تقع على الطرفين المسؤولية الأخلاقية والسياسية للتعامل بشكل جاد وعاجل مع مقترح الأمم المتحدة"، وعقب ذلك أعلن الوفد الحكومي موافقته على المقترح الأممي قبل مغادرته عمّان.
ويهدد هذا الملف الهدنة الأممية في اليمن برمتها، والتي أعلن عن تمديدها شهرين إضافيين بدءاً من 2 يونيو/حزيران الحالي. ويعد فتح الطرق نحو مدينة تعز من ضمن بنودها الإنسانية، وهو الأمر المتعثر إلى الآن، في حين نفذت بقية البنود سواء بفتح مطار صنعاء بواقع رحلتين أسبوعياً، أو السماح بدخول سفن المشتقات النفطية لمدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون، بالإضافة إلى الوقف الشامل لإطلاق النار، رغم الاتهامات المتبادلة بالخروقات لكن الهدنة صامدة.
ويتضمن المقترح الأممي المقدم إلى الأطراف اليمنية، فتح خمسة طرق، أحدها طريق رئيسي داخل مدينة تعز، فضلاً عن ثلاثة طرق فرعية أخرى غالبيتها ترابية ووعرة، وهذه الطرق الفرعية هي التي يريد الحوثيون فتحها فقط، أما الطريق الخامس فهو نحو محافظة الضالع (جنوب)، ويربط مدينة دمت التي يسيطر عليها الحوثيون بمركز المحافظة الموجودة تحت سيطرة الحكومة اليمنية.
وتحدث رئيس وفد الحوثيين، اللواء يحيى الرزامي، اليوم الأربعاء، عن استعداد الجماعة لفتح 3 طرق في تعز "حرصاً على السلام"، موضحاً أنّ "مبادرات فتح الطرق الثلاثة بتعز تشمل طريق كرش - الشريجة - الراهدة، طريق الزيلعي - الصرمين - صالة، وطريق الستين - الخمسين - الدفاع الجوي - بير باشا"، وهي نفسها التي تضمنتها مبادرة المبعوث الأممي، ما عدا الطريق الرئيس الذي يربط منطقة الحوبان (شرق المدينة تحت سيطرة الحوثيين)، بوسط المدينة التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
تحدث رئيس وفد الحوثيين، اللواء يحيى الرزامي اليوم عن استعداد الجماعة لفتح 3 طرق "حرصاً على السلام"
ويصر وفد الحوثيين على تطبيق مقترحاتهم فقط، حيث قال رئيس وفدهم "إنّ الطرف الآخر (الحكومة اليمنية) رفض المقترحات التي قدمناها"، وأضاف "ننتظر بهذه المبادرة من الطرف الآخر الجدية لتنفيذها وجاهزون لما هو أكبر منها تلبية لتوجيهات القيادة، وهناك مقترحات للأمم المتحدة وستتم مناقشتها مع القيادة في صنعاء".
كما قال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في تصريحات، اليوم الأربعاء، خلال لقاء عبر دائرة تلفزيونية مع مشائخ من تعز: "أكدنا استعدادنا لفتح طرقات لخدمة المواطنين وجاهزون لذلك بشكل مبادرة ولو لم يكن هناك اتفاق مع الطرف الآخر"، وأضاف "من يحاصر تعز وكل محافظات اليمن هو تحالف العدوان، ولسنا من نحاصِر بل نحن المحاصَرون".
وكان الوفد الحكومي قد قال، أمس الثلاثاء، في بلاغ صحافي: "أصر الطرف الآخر (الحوثيون) على طرح طرق فرعية ترابية لا تحقق هدف رفع الحصار وتخفيف المعاناة، بل أخذ يتصرف بشكل أحادي الجانب بغرض أن يفرض أمرا واقعا لطرق لم يتم التوافق عليها وبعيدة عن المفاوضات، ما أدى إلى توقف المفاوضات عند هذا الحد".
وأضاف "أسفرت جهود المبعوث عن تقديم مقترح لفتح خمسة طرق، وهو ما يمثل الحد الأدنى من مطالب أبناء محافظة تعز، على أن يتم برمجة فتح بقية الطرق خلال الأشهر القريبة القادمة".
وكانت جماعة الحوثي قد استبقت جولة المفاوضات الثانية بالحديث عن فتح طريق فرعي شمالي مدينة تعز، كانت قد عملت على شقه خلال الأيام الماضية، في خطوة اعتبرت أنها محاولة فرض أمر واقع والتنصل من الاتفاق مع الجانب الحكومي. وعبّر الوفد الحكومي، في بيان، الأحد الماضي، عن رفضه للإجراءات الأحادية التي يروج لها الحوثيون بشأن فتح طريق ترابي شمال تعز، ووصفها بأنها "محاولة للتهرب من التزامات الهدنة والتفاف على المشاورات الجارية".