أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الأحد، أن المحادثات السعودية العمانية مع الحوثيين في صنعاء، "تجعل اليمن أقرب ما يكون نحو تقدم حقيقي تجاه سلام دائم"، منذ بدء الحرب، وهو ما أكدته الحكومة اليمنية اليوم الاثنين.
وقال غروندبرغ، في تصريح لوكالة "أسوشييتد برس"، في وقت متأخر أمس الأحد: "هذه لحظة يجب اغتنامها والبناء عليها، وفرصة حقيقية لبدء عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، لإنهاء الصراع بشكل مستدام".
وعقد وفدان من السعودية وسلطنة عمان، أمس الأحد، مباحثات مع قيادات في جماعة الحوثي في صنعاء، تناولت سبل إحلال السلام في اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء "سبأ" بنسختها الحوثية، أن "رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة مهدي محمد المشاط، استقبل في صنعاء الوفدين العماني والسعودي، بحضور رئيس فريق المفاوضات (الحوثي) محمد عبد السلام وقيادات أخرى".
وزير الإعلام اليمني: الأجواء مهيّأة لتحقيق السلام
من جهته، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، اليوم الاثنين، إن "الأجواء مهيّأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق السلام" في بلاده.
وذكر الإرياني في بيان، وفق "الأناضول"، أن "تحقيق تقدم في مسار الحلّ السلمي للأزمة، يُعدّ انتصاراً للشرعية الدستورية والتحالف بقيادة الأشقاء في السعودية، لكونه يكرّس نهجنا في الوصول إلى السلام".
وأوضح أن ذلك يأتي "خصوصاً في ظل التطورات الإيجابية الأخيرة في المنطقة، وأهمها الاتفاق السعودي الإيراني، حيث باتت الأجواء مهيّأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق السلام".
وتابع الإرياني: "نؤكد ترحيبنا بالجهود الاستثنائية التي يبذلها الأشقاء في المملكة العربية السعودية لإحلال السلام في اليمن، ودعمنا الكامل لمساعيهم لتحقيق السلام في المنطقة، والانتقال بها من مرحلة النزاعات والاقتتال الداخلي، إلى مرحلة يسودها الاستقرار والأمن".
وتتصاعد مساعٍ إقليمية ودولية لتجديد هدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل الحكومة الشرعية والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها.
وكانت مصادر رسمية يمنية قد أكدت لـ"العربي الجديد" الخميس، التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة في اليمن حتى نهاية العام الحالي، وتوسيعها لتشمل إجراءات إنسانية واقتصادية، مشيرة إلى أن اللقاء الذي جمع فجر الخميس أعضاء مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي، مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، كان لإطلاع القيادة اليمنية على التفاهمات التي توصلت إليها السعودية مع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) خلال الفترة الماضية.
دعم إيراني لهدنة مستدامة في اليمن
وعلى الخط الإيراني، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، أنّ بلاده لعبت "دوراً إيجابياً" في المفاوضات اليمنية، والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي لحلّ الأزمة.
وأضاف كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي: "نأمل التوصل إلى هدنة مستدامة في اليمن، في ضوء الظروف الجديدة في المنطقة، للتمهيد لإطلاق مسار سياسي مستدام يخدم مصالح الشعب اليمني، بمشاركة جميع الأطراف اليمنية، فضلاً عن تأمينه مصالح الدول الجارة".
وأشار إلى أنّ "هناك تطورات وتحركات جديدة في الملف اليمني"، مشدداً على أنّ الأزمة اليمنية ليس لها حلّ عسكري، و"حلّها سياسي بمشاركة جميع الأطراف اليمنية، يعتمد مصالح الشعب اليمني لتقرير مصير البلاد وتشكيل الحكومة".
وشدد المسؤول الإيراني على أنّ طهران تدعم تمديد الهدنة في اليمن، على أن تؤدي إلى رفع الحصار بشكل كامل، وإرسال المساعدات الإنسانية بلا قيود. وأكد كنعاني أنه "لا أحد يحق له أن يقرّر مكان الشعب اليمني مصيره السياسي ومستقبله".