غروسي يقرّ بوجود مخاوف لدى بعض خبراء تقرير فوكوشيما

غروسي يقرّ بوجود مخاوف لدى بعض خبراء تقرير فوكوشيما

07 يوليو 2023
أثار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية انتقادات ومخاوف (كازوهيرو نوغي/فرانس برس)
+ الخط -

تحدث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، اليوم الجمعة، عن أن هناك مخاوف لدى واحد أو اثنين من فريق الخبراء الدوليين المشارك في تقرير الوكالة، الذي يعطي الضوء الأخضر لصرف اليابان مياهاً معالجة من الإشعاع من محطة فوكوشيما المعطلة.

ووافقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على خطة الحكومة اليابانية للتخلص من حوالى 1,33 مليون طن من المياه الملوثة المخزنة في موقع المحطة الذي سيبلغ حده الأقصى قريباً، بإلقائها في المحيط بعد معالجتها وتخفيف كثافتها.

وقال غروسي لـ"رويترز"، رداً على سؤال عمّا إذا كانت هناك أي اختلافات في الرأي بين الخبراء في التقرير، الذي شمل مشاركين من 11 دولة، من بينها الصين التي تُعدّ أشد منتقدي خطة اليابان، "سمعت ما يقال... ولكن أقولها مجدداً، ما نشرناه لا تشوبه شائبة من الناحية العلمية".

وفي أول مقابلة معه منذ صدور التقرير يوم الثلاثاء، قال غروسي إن أياً من الخبراء لم يبلغه بمخاوفه بشكل مباشر. ولم يوضح غروسي كيف سمع بالأمر.

وذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية التي تديرها الدولة، أمس الخميس، أنّ ليو سنلين، وهو خبير صيني في مجموعة العمل الفنية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يشعر بخيبة أمل إزاء التقرير "المتسرع"، وقال إن إسهامات الخبراء فيه محدودة، وتُستخدم كمرجع فقط.

ولم يرد ليو على الفور على طلب للتعليق.

وشكّلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة فريق العمل في عام 2021، لمراجعة سلامة خطة اليابان لصرف المياه التي تكفي لملء 500 حوض سباحة بحجم أولمبي من المحطة التي دمرتها أمواج مد بحري عاتية (تسونامي) قبل أكثر من 10 سنوات. ويضم الفريق أيضاً أعضاء من الأرجنتين، وأستراليا، وكندا، وفرنسا، وجزر مارشال، وكوريا الجنوبية، وروسيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، وفيتنام، بحسب الوكالة.

وانتقدت بكين تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلة إنها ينبغي ألا تصادق على خطة تشكل خطراً على الحياة البحرية وصحة الإنسان، على الرغم من تأكيدات طوكيو والوكالة بأن لها تأثيراً ضئيلاً فقط على البيئة.

وقال غروسي إنّ تقرير الوكالة لا يصل إلى مستوى المصادقة على الخطة، وإنّ على طوكيو أن تتخذ القرار النهائي بشأن صرف المياه المقرّر أن يبدأ في وقت لاحق هذا الصيف. وأضاف "نحن لا نصادق على الخطة أو نوصي بتنفيذها. إننا نقول إن هذه الخطة تتفق مع المعايير".

ويشعر بعض المسؤولين اليابانيين بالقلق من أنّ الصين، وهي أكبر مشترٍ لصادرات اليابان من المأكولات البحرية، قد توقف استيراد هذه المأكولات بعد أن تبدأ طوكيو تصريف المياه، والذي من المتوقع أن يستغرق ما يصل إلى 40 عاماً.

وتقول اليابان إن المياه ستتم تنقيتها لإزالة معظم العناصر المشعة منها باستثناء "التريتيوم"، وهو نظير للهيدروجين يصعب فصله عن الماء. وسيتم تخفيف المياه المعالجة إلى مستويات أقل بكثير من مستويات "التريتيوم" المعتمدة دولياً قبل صرفها في المحيط.

سيول: الخطة سيكون تأثيرها "لا يذكر" على كوريا الجنوبية

من جهتها، أكدت سيول، اليوم الجمعة، أن خطة اليابان لتصريف المياه من محطة فوكوشيما للطاقة النووية المتضررة في المحيط، سيكون لها تأثير "لا يذكر" على كوريا الجنوبية، في محاولة لتهدئة قلق السكان المتنامي.

وقوبلت الخطة بمعارضة واحتجاجات في كوريا الجنوبية، حيث كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "غالوب كوريا" أخيراً، أنّ نحو 80% من المشاركين قلقون من الخطة.

وأثار الإجراء الذي وافقت عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية حالة من الذعر بسبب مخاوف من أن تتسبب المياه الناجمة عن فوكوشيما بتلوث المحيط، وكذلك الملح المستخرج من مياه البحر.

وقال وزير تنسيق السياسات في كوريا الجنوبية بانغ مون كيو، في مؤتمر صحافي، اليوم الجمعة، إنّ سيول أجرت دراستها الخاصة لخطة طوكيو، وخلصت إلى أنّ اليابان ستحترم المعايير الدولية الرئيسية.

وأوضح أنّ الدراسة التي ركزت على مدى تأثير تصريف المياه على مياه كوريا الجنوبية، كشفت أنه ستكون لذلك "عواقب لا تذكر". وتابع بانغ أنّ المياه المعالجة التي يتم تصريفها من فوكوشيما إلى المحيط الهادئ ستحتاج إلى 10 سنوات للوصول إلى شبه الجزيرة الكورية.

ولفت إلى أنه "من المتوقع أن يكون مستوى الإشعاع حوالى 1/100000 من متوسط المستوى في الأوقات العادية"، عندما تصل المياه المعالجة إلى المياه الكورية.

ويفترض أن يصل غروسي إلى سيول اليوم، لكن دراسة الوكالة لم تخفف المعارضة الشديدة في كوريا الجنوبية للخطة اليابانية، حتى أن بعض نواب المعارضة بدأوا إضراباً عن الطعام احتجاجاً على ذلك.

وقال النائب المضرب عن الطعام في البرلمان وو وون شيك، لوكالة فرانس برس من سيول، في 26 يونيو/ حزيران، إنّ "اليابان تريد تصريف مياه الصرف في البحر لأنّ ذلك يشكّل أسهل وأرخص طريقة للقيام بذلك".

(رويترز، فرانس برس)