غروسي يسعى إلى حلّ وسط "لتجنب كارثة" في محطة زابوريجيا

غروسي يسعى إلى حلّ وسط "لتجنب كارثة" في محطة زابوريجيا

30 مارس 2023
هذه ثاني زيارة يجريها غروسي إلى المحطة منذ بدء الحرب (أندريه بورودولين/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، الأربعاء، أنه يعمل على خطة أمنية لحلّ وسط يضمن سلامة محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها موسكو، محذراً من زيادة النشاط العسكري حولها.

وتستمر المخاوف بشأن سلامة المحطة النووية في جنوب أوكرانيا، بعد تعرضها لقصف متكرر منذ غزو القوات الروسية العام الماضي.

وقال غروسي خلال زيارته الثانية إلى أكبر محطة نووية في أوروبا، إنه يعمل للتوصل إلى تسوية تكون ملائمة لموسكو وكييف.

وأضاف خلال جولة صحافية نظمتها موسكو في المحطة: "أحاول إعداد إجراءات واقعية لاقتراحها بحيث تحظى بموافقة جميع الأطراف".

وأكد غروسي الذي وصل إلى المحطة النووية في عربة روسية مدرعة محاطاً بجنود مدججين بالسلاح، "يجب أن نتجنب كارثة. أنا متفائل وأعتقد أن هذا ممكن". لكنه حذر من النشاط العسكري المتصاعد في الموقع، مناشداً موسكو وكييف الاتفاق على "مبادئ" لتأمين حمايته.

وأشار غروسي إلى أن زيارة المحطة النووية كانت "مفيدة إلى حدّ بعيد". وصرح بشكل منفصل لوكالة "فرانس برس" بأن "الفكرة هي الاتفاق على مبادئ معينة والتزامات معينة، بما في ذلك عدم مهاجمة المحطة".

واتهمت موسكو وكييف بعضهما البعض بقصف محطة زابوريجيا، ما زاد المخاوف من وقوع كارثة.

وقال جنود روس متمركزون في المحطة لوكالة "فرانس برس" خلال زيارة غروسي الأربعاء، إنهم يستعدون لهجوم محتمل من كييف. وأضافوا أن مهمتهم الرئيسية هي "منع الاستيلاء المسلح" على الموقع من قبل "المخربين" الأوكرانيين.

وتنفي أوكرانيا أي خطط من هذا النوع. ودعت الأمم المتحدة إلى منطقة منزوعة السلاح حول الموقع النووي.

"حدث عادي"

وقال غروسي إن فريقه ركز في السابق على إمكانية إقامة منطقة أمنية حول المحطة. وأضاف أن "المفهوم يتطور الآن"، مع تركيز فريقه على حماية المحطة نفسها، بدلاً من "الجوانب المتعلقة بالأراضي التي قد تثير مشاكل معينة".

وقام غروسي بجولة في المحطة النووية الضخمة التي تم تحصينها، يرافقه نحو 30 صحافياً، حيث أطلعه مديرها المعين من قبل موسكو يوري تشيرنيشوك على الأضرار التي لحقت بها جراء الأعمال العدائية.

وهذه هي الزيارة الثانية لغروسي إلى زابوريجيا منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، حيث ينتشر فريق من خبراء الوكالة الدولية منذ سبتمبر/أيلول.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، التقى غروسي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال إنه ليس من الممكن استعادة السلامة في المحطة، مع سيطرة روسيا.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن رينات كارتشا، وهو مستشار في هيئة "روس-إينرغو-أتوم" الروسية المشغلة للمحطة، قوله الأربعاء، إنه لا يتوقع أن تحقق المحادثات اختراقاً. وأضاف: "نحن بعيدون كل البعد عن الأوهام بأن زيارة غروسي ستغير أي شيء بشكل كبير. بالنسبة إلينا، هذا حدث عادي".

انسحاب كامل

تحتاج محطة زابوريجيا إلى كهرباء من مصدر ثابت لضمان الوظائف الأساسية للأمان النووي. لكنها عانت من انقطاعات متكررة في الكهرباء خلال الحرب، ما أثار قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي.

وتسبب الغزو الروسي بالدمار في مناطق واسعة من البلاد، وعلى الرغم من مرور أكثر من 13 شهراً على الغزو، حافظ وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الثلاثاء على نبرة متحدية.

وقال في جلسة افتراضية قبيل قمة الديمقراطية التي بدأها الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء: "على روسيا الانسحاب من كل متر مربع من الأراضي الأوكرانية". وأضاف: "يجب ألا يكون هناك سوء تفسير لدلالات كلمة انسحاب".

وفي منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، تركز القتال في الأشهر الأخيرة على مدينة باخموت الشرقية، حيث قالت كييف إنها صامدة في المدينة لإرهاق القوات الروسية.

وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي في مؤتمر صحافي في واشنطن، إن روسيا لم تحرز "أي تقدم على الإطلاق" حول باخموت في الأسابيع الثلاثة الماضية تقريباً. وأضاف أنها "مذبحة للروس".

الهدف العسكري الرئيسي للغزو الروسي هو الاستيلاء الكامل على دونيتسك التي ادعت بالفعل أنها ضمتها العام الماضي، حتى مع استمرار القتال هناك.

وأكّدت السلطات الروسية، الأربعاء، تعرض ميليتوبول للقصف، وهي عاصمة الاحتلال الروسي في القسم الذي يسيطر عليه من منطقة زابوريجيا. وأفادت بأن القصف طاول مستودعاً للقطارات من دون أن يسفر عن وقوع إصابات. كما أبلغت عن انقطاع للتيار الكهربائي.

وقالت السلطات الروسية إن الضربات نُفذت باستخدام نظام "هايمارس" الأميركي الصاروخي المتنقل عالي الدقة، في حين تقع المدينة على مسافة أكثر من 65 كيلومتراً من الجبهة.

(فرانس برس)

المساهمون