غانتس يصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لـ"التحدي الإيراني"

11 ديسمبر 2021
تصريحات غانتس جاءت خلال مشاركته في مؤتمر بفلوريدا (Getty)
+ الخط -

أكد وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، اليوم السبت، إصداره تعليمات للجيش بالاستعداد والتحضير العملي لما وصفه بـ"التحدي الإيراني".

وقال غانتس، في إحاطة للصحافيين الإسرائيليين خلال مشاركته في مؤتمر "المجلس الإسرائيلي الأميركي"، في ولاية فلوريدا الأميركية، إنّ "الولايات المتحدة والدول الأوروبية تعلم جيداً ما يحدث، ولم يتم إحراز أي تقدم في جولة المفاوضات في فيينا، وهم يفهمون أنّ الإيرانيين يلعبون لعبة".

وتابع غانتس، وفق ما ذكرته القناة "12" الإسرائيلية، ونقله موقع "عرب 48"، أنّ "ما قالته لهم (الولايات المتحدة والأوروبيون) هو إنّ إيران لديها خيارات سيئة الآن، والوضع الاقتصادي هناك صعب، وبالتالي هناك مجال للضغط الدولي السياسي والاقتصادي والعسكري أيضاً، حتى تتمكن إيران من وقف تخيلاتها بشأن البرنامج النووي".

"يديعوت أحرونوت": تصريحات غانتس ليست مؤشراً على نية إسرائيل شن عمل عسكري فوري ضد إيران

في المقابل، نفى مصدر عسكري إسرائيلي أن تكون تصريحات غانتس التي أكد فيها أنه أبلغ الأميركيين إصداره تعليمات لجيشه بالاستعداد لشنّ هجوم على إيران، مؤشراً على نية إسرائيل شنّ عمل عسكري حالياً.

ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن المصدر قوله: "نحن لسنا حالياً في موقع من يريد استخدام القوة، الولايات المتحدة غير غاضبة على إسرائيل، ولا تشعر بالمرارة، واشنطن مخلصة لنا، وهي ليست بعيدة عن فقدان صبرها إزاء سلوك طهران". واستدرك المصدر قائلاً إنه نظراً لأنّ الولايات المتحدة هي الدولة الأقوى في العالم، فإنها لا تسارع إلى استخدام الخيار العسكري على اعتبار أنّ لديها القدرة على فرض العقوبات.

ورأى المصدر أنه "يمكن أن يسهم تشديد العقوبات الاقتصادية في دفع إيران للتراجع عن البرنامج النووي، وهذا هو الوقت المناسب للقيام بذلك"، بحسب قوله. وأضاف المصدر: "الأميركيون إلى جانبنا، ومع ذلك، فإنه يتوجب علينا كإسرائيليين أن ندرك أن الولايات المتحدة تنظر إلى العالم نظرة واسعة ولها سلّم أولويات مغاير، فالأميركيون يعون أن إيران تشتري الوقت، وأنه ليس لديها أوراق جيدة".

وأردف المصدر: "إلى جانب العلاقات مع الولايات المتحدة، يتوجب على إسرائيل أن تكون قوية وتعتمد على ذاتها".

وعلى الرغم من أنّ الأميركيين أبدوا استعداداً لإجراء مناورة مشتركة مع إسرائيل لمحاكاة هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، ووسط الضغوط التي تمارسها تل أبيب على واشنطن لتشديد العقوبات على طهران بالتزامن مع مفاوضات فيينا، إلا أنّ إدارة بايدن ترى في الهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية "خياراً أخيراً في حال فشلت الاتصالات الدبلوماسية"، بحسب "يديعوت أحرونوت".

ونقل الموقع عن مصدر أمني إسرائيلي آخر قوله إنه وفق التقديرات السائدة في إسرائيل، فإنّ إيران تقترب من إنتاج قنبلة نووية واحدة، مضيفاً أنّ الإيرانيين "لن يسارعوا لتجاوز السقف النووي، لأنهم يعون تداعيات ذلك".

ولفت إلى أنّ تخصيب اليورانيوم يُعدّ مركباً من عدة عناصر يقوم عليها البرنامج النووي، فالإيرانيون مطالبون بأن ينجحوا في إعداد منظومات لإطلاق الصواريخ التي تحمل الرؤوس النووية، مشدداً على أنه من الأسهل لإسرائيل "أن تتدخل في مرحلة تخصيب اليورانيوم، لأنه ليس بوسع أحد معرفة مصير المادة المخصبة ولا طابع القدرات العلمية التي حازها الإيرانيون، وهذا ما يحتم علينا العمل على عدم السماح لهم بالتقدم".

مسؤول عسكري إيراني يتوعّد "المعتدين" بدفع "ثمن غال"

واليوم السبت، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أنّ مسؤولاً عسكرياً إيرانياً كبيراً توعّد "المعتدين" بدفع "ثمن غال"، وذلك بعد نشر تقرير عن خطط أميركية إسرائيلية لإجراء تدريبات عسكرية محتملة استعداداً لضربات على مواقع نووية إيرانية في حال فشل الدبلوماسية.

وذكرت وكالة "نور" الإخبارية التابعة لأعلى جهاز أمني في إيران، في تغريدة على "تويتر"، نقلاً عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه "إتاحة الأجواء لأن يختبر القادة العسكريون الصواريخ الإيرانية مع أهداف حقيقية سيكبّد المعتدين ثمناً غالياً".

وكان مسؤول أميركي كبير قد قال لـ"رويترز"، يوم الخميس، إنّ من المتوقع أن يناقش قادة الدفاع الأميركيون والإسرائيليون إجراء تدريبات عسكرية محتملة استعداداً لسيناريو تدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية و"إذا طلب زعيما الدولتين ذلك".

والخميس، بحثت الولايات المتحدة وإسرائيل، في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إجراء مناورات عسكرية مشتركة لمواجهة الطموحات النووية الإيرانية، في وقت استؤنفت المفاوضات الصعبة حول برنامج طهران النووي في فيينا.

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لدى استقباله وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، إنّ "الرئيس الأميركي جو بايدن، قال بوضوح إنّه في حال إخفاق السياسة فنحن جاهزون للانتقال إلى خيارات أخرى".

ولم يحدّد الخيارات المطروحة، لكنّه تحدث عن مناورات عسكرية مشتركة أجريت قبل فترة قصيرة في البحر الأحمر بين الولايات المتحدة، وإسرائيل، والإمارات، والبحرين.

وأضاف أوستن: "سنواصل تطوير هذه الهندسة الأمنية الإقليمية من خلال تعاون عسكري وتدريبات ومناورات".

من جهته، قال الوزير الإسرائيلي "أتيت لتعميق حوارنا وتعاوننا في مواجهة إيران، ولا سيّما الجهوزية العسكرية المشتركة للتصدي لإيران ووضع حدّ لعدوانها في المنطقة وتطلّعاتها النووية".

المساهمون