غارة تركية تدمر مستودع متفجرات لمسلحي "الكردستاني" شمالي العراق

05 مايو 2021
إخلاء 13 قرية حدودية بسبب المعارك الدائرة (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر أمنية عراقية كردية في إقليم كردستان، شمالي البلاد، اليوم الأربعاء، عن تدمير مقاتلات تركية لمستودع أسلحة ومتفجرات تابع لمسلحي حزب "العمال الكردستاني" في بلدة كاني ماسي (70 كيلومتراً شمالي محافظة دهوك)، ظهر أمس الثلاثاء، فيما أعلن مسؤول محلي عن إخلاء 13 قرية حدودية بسبب المعارك الدائرة بين القوات التركية ومسلحي حزب "العمال".

وقال مسؤول في اللواء 80 بقوات "البشمركة" الكردية التي تنتشر في مناطق عدة من شمال دهوك وشرقي أربيل، لـ"العربي الجديد"، إنّ مستودعاً للأسلحة والمتفجرات داخل جبل في بلدة (كاني ماسي) شمالي دهوك، تم تدميره بغارة تركية، أمس الثلاثاء.

وأكد أن الغارة تسببت بانفجارات ثانوية في المكان نتيجة انفلاق المتفجرات الموجودة في المستودع، وهو الثاني الذي يتم تدميره خلال أقل من أسبوع.

ووفقاً للمصدر ذاته، فإنّ الغارة دمرت مواقع أخرى لمسلحي حزب "العمال" الكردستاني، ويرجح وجود خسائر بشرية في صفوف مسلحي الحزب المصنف على لائحة الإرهاب.

وأكد شهود عيان أنّ الطيران التركي قصف في ضواحي بلدة الزاب ومتين وجبل كيسته، جيوبًا لمسلحي حزب "العمال".

وتسعى قوات "البشمركة" في إقليم كردستان العراق، منذ أكثر من أسبوعين، إلى منع تمدد مسلحي حزب "العمال" إلى البلدات والقرى المأهولة وذلك بعد اضطرارهم إلى الانسحاب من مناطق حدودية يسيطرون عليها لصالح القوات التركية التي أحرزت تقدماً واضحاً خلال الفترة ذاتها، وقامت بنشر قوات إضافية لتعزيز أمن البلدات والقرى ومنع تمدد مسلحي الحزب تخوفاً من انتقال المعارك إليها.

وبدأت القوات التركية، منذ 23 إبريل/ نيسان الماضي، عمليات برية وجوية جديدة تستهدف مسلحي حزب "العمال" المتحصنين في بلدات حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان، أطلقت عليها اسم "مخلب البرق"، و"الصاعقة"، وتستهدف مناطق عدة أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته، والزاب، شمالي دهوك وشرقي أربيل، حيث ينشط مسلحو حزب "العمال" في تلك المناطق ويستخدمونها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات متكررة ضد الأراضي التركية المجاورة.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، مقتل 68 عنصراً من مسلحي حزب "العمال" خلال العملية، مؤكدة استمرارها.

ويؤكد مسؤولون أكراد أنّ القوى والمناطق الكردية القريبة من مواقع حزب "العمال"، هي أكثر المناطق تضرراً، وأن استمرار بقاء الحزب يهددها بمخاطر جمّة.

وقال قائمقام بلدة العمادية، شمالي محافظة دهوك، شمالي العراق، إسماعيل مصطفى، إنّ "القتال الدائر بين مسلحي حزب العمال والجيش التركي في مناطق ناحية (كاني ماسي) منذ بداية العملية الأخيرة، أدى إلى إخلاء 13 قرية من سكانها، من ضمنها قرية كيسته التي تضم 16 عائلة وتدور المواجهات على مقربة منها".

وأكد، في تصريح لوكالة أنباء كردية محلية، أنّ "أهالي المنطقة تضرّروا جداً من تواجد مسلحي الحزب  ومقراته في مناطقهم"، مطالباً بـ"إبعاد عناصر الحزب، وعدم خلق الذرائع للجيش التركي لاجتياح المنطقة".

أما سكرتير مجلس محافظة دهوك، رزكار صدقي، فقد أكد أنّ "تواجد مسلحي ومقرات حزب العمال في المناطق الحدودية من المحافظة والذي تسبب بعدم استقرارها، يتطلب قرارا حكوميا بإبعادهم".

ودعا الحكومة إلى "العمل على إخراج عناصر الحزب، وما ينتج عن وجوده، إذ يلحق ضرراً كبيراً بالأهالي، طاول مساحات واسعة من مزارع الفلاحين، كما أجبرت الكثير من القرى على المغادرة".

حكومة الإقليم التي تحمل بغداد مسؤولية ذلك، أكدت أنّ "70 قرية كردية حرمت من الكهرباء بسبب القتال الدائر بين حزب العمال والقوات التركية"، وأكدت وزارة كهرباء الإقليم، في بيان، أنه، "بسبب ذلك القتال تضررت العديد من خطوط نقل الطاقة، ما تسبب بتوقف تجهيز الطاقة لتلك القرى".

يجري ذلك في وقت أكد فيه سياسيون أكراد، أنّ الدعم الذي يحظى به عناصر حزب "العمال" من بعض القوى السياسية والفصائل المسلحة في بغداد، يحول دون إمكانية إبعاده عن البلاد. وقال عضو "الحزب الديمقراطي الكردستاني" شيركو الجاف، إنّ "عناصر الحزب مدعومون من القوى الحليفة لإيران، الأمر الذي سلب الحكومة العراقية قدرة إخراجه من البلاد".

وأكد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "حكومة (رئيس الوزراء العراقي مصطفى) الكاظمي لا تريد بقاء الحزب، إلا أنها لا تستطيع اتخاذ خطوات عملية لإخراجه، بسبب نفوذ وقوة تلك الجهات الداعمة للحزب، والتي تؤثر على القرار الحكومي"، مشدداً على أنّه "على بغداد تحمل مسؤولياتها إزاء ذلك، وخاصة أن تواجد عناصر الحزب يتسبب بخسائر كبيرة للإقليم".