استمع إلى الملخص
- أشار العقيد مصطفى بكور إلى أن الغارات تهدف لزعزعة استقرار مناطق المعارضة، مع تكهنات بمعركة وشيكة ضد المليشيات الإيرانية والأسدية، وتكثيف طائرات الاستطلاع الروسية لجمع المعلومات.
- تعرضت قاعدتان تركيتان في "درع الفرات" لقصف صاروخي من قوات النظام وقسد، بعد وصول تعزيزات تركية، مما يعكس تصاعد التوترات العسكرية.
شنت الطائرات الروسية، بعد ظهر اليوم الاثنين، أربع غارات على حرش "الشيخ بحر" وأربع غارات أخرى على منطقة حرش باتنتة، وهما منطقتان جبليتان تحتويان على أحراش في ريف إدلب الشمالي. كما شنت غارة على بلدة بسنقول في ريف إدلب الغربي، وجاء ذلك مع تكثيف روسيا غاراتها اليوم، على جبل الأكراد، شمال غربي محافظة اللاذقية، والأطراف الغربية لمدينة إدلب الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي سورية. كما تعرضت قاعدتان عسكريتان تركيتان في منطقة "درع الفرات"، شمالي محافظة حلب، لقصف صاروخي من منطقة عسكرية مشتركة بين قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، شمالي البلاد.
وقال الناشط مصطفى الأحمد، في حديث مع "العربي الجديد"، إن ثلاث طائرات حربية روسية من طراز "إس يو 24 – إس يو 34" نفذت 12 غارة جوية، اليوم، مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار، استهدفت من خلالها الأطراف الغربية لمدينة إدلب، وحرج بلدة بسنقول بريف محافظة إدلب الغربي، بالقرب من الطريق الدولي حلب - اللاذقية المعروف بطريق "إم 4"، وتلال الكبانة في منطقة جبل الأكراد، شمال شرقي محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية، ما تسبب باندلاع حرائق في بعض الأماكن المستهدفة، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
من جانبه، قال المتحدث باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، العاملة في منطقة إدلب، العقيد مصطفى بكور، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه "منذ أن توقفت المعارك في مارس/ آذار عام 2020، يشنّ الطيران الحربي الروسي غارات كل فترة على مواقع عسكرية ومدنية في الشمال السوري المحرر (مناطق سيطرة المعارضة السورية)، بهدف جعل المنطقة تعيش حالة خوف وعدم استقرار"، معرباً عن اعتقاده بأن "الغارات اليوم تندرج في هذا الإطار، وخاصة في ظل تزايد الحديث عن معركة وشيكة ضد المليشيات الإيرانية والأسدية".
وعن تحليق مكثف لطائرة أنتونوف (الروسية) في أجواء منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، بهدف جمع بنك من الأهداف والمسح الطبوغرافي، أشار بكور إلى أن "طائرة الاستطلاع الروسية تقوم على فترات بجولات استطلاعية لتحديث بنك الأهداف، وكشف المتغيرات بانتشار الفصائل الثورية على الأرض، ومن الطبيعي أن تكثف نشاطها هذه الأيام بعد الحديث عن المعركة المحتملة". ولفت القيادي في المعارضة السورية إلى أن "الحشود العسكرية على أطراف إدلب من الجانبين تأتي في إطار التحضيرات لمعارك هجومية أو دفاعية، في حال قرر أحد الطرفين البدء بالهجوم مستغلاً الظروف الإقليمية والدولية السائدة حالياً".
وبيّن المتحدث باسم فصيل "جيش العزة" أن "النظام عزز قواته في محيط إدلب لأنه يتوقع أن تستغل الفصائل الوضع في المنطقة لشن هجوم لطرد المليشيات الإيرانية والأسدية، بينما تتوغل القوات الإسرائيلية في محيط الجولان، والنظام يعتبر أن نشاط الفصائل الثورية أكثر خطراً عليه من إسرائيل، لأن الفصائل تعمل على إسقاطه بينما إسرائيل ثبتته منذ بداية الثورة، ولا يهتم إذا خسر بعض الأراضي في الجولان والجنوب السوري مقابل كسب رضى إسرائيل".
وشدد بكور على أن "غرفة عمليات الفتح المبين في حالة جاهزية دائمة للتصدي لأي هجوم معادٍ"، مؤكداً أنه "في ظل الظروف الحالية، من الطبيعي أن تعزز جاهزيتها على مختلف المحاور، كما أنه من واجبها أن تستعد لتنفيذ هجوم لطرد المليشيات الإيرانية من الأرض السورية في حال توفرت الظروف المناسبة لذلك".
استهداف قواعد تركية
إلى ذلك، استهدفت مواقع عسكرية مشتركة بين قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، اليوم الاثنين، القاعدة العسكرية التركية في منطقة البحوث العلمية على أطراف مدينة أعزاز، وقاعدة تل مالد، شرقي مدينة مارع، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" بريف حلب الشمالي، شمالي سورية.
ويأتي هذا الاستهداف عقب وصول تعزيزات عسكرية للقوات التركية من داخل أراضيها، خلال الأيام الماضية، إلى قواعدها العسكرية المنتشرة في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، شمال شرقي محافظة حلب.