نفذ الطيران التركي غارات واسعة استهدفت مواقع لمسلحي حزب العمال الكردستاني في مناطق زاخو وقنديل وسيدكان شمالي العراق، أدت إلى إلحاق خسائر بشرية ومادية في صفوف مسلحي الحزب داخل مناطق عراقية حدودية مع تركيا يتخذها منطلقا لتنفيذ هجماته داخل الأراضي التركية.
وتأتي الغارات التركية بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع التركية عن ارتفاع عدد قتلى الجيش التركي إلى 12 جنديا خلال يومين، نتيجة هجمات لمسلحي حزب العمال الكردستاني استهدفت الجيش التركي داخل مناطق حدودية عراقية تركية يومي الجمعة والسبت.
وقال مسؤولان عراقيان في أربيل لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إن ما لا يقل عن 10 مواقع ومقار لحزب العمال دُمّرت ليلة أمس بقصف جوي تركي.
وقال أحدهم، وهو عقيد في قوات اللواء 80 التابع للبشمركة في إقليم كردستان العراق، إن الغارات استهدفت مستودعات أسلحة وذخائر في قنديل وسوران وسيدكان وزاخو، وملاجئ وأنفاقاً لعناصر حزب العمال، مؤكدا أن القصف أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف الحزب، لكن، بسبب خضوع المنطقة لسيطرته، لا يمكن حصر تلك الخسائر على وجه الدقة.
إلى ذلك، أكد مصدر أمني في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا، لـ"العربي الجديد"، أن الجيش التركي قصف ليلة أمس موقعا لحزب العمال، تسبب في إحداث انفجارات ثانوية عديدة يعتقد أنها ناتجة عن انفجار عتاد وذخيرة كانت بالمكان، مشيرًا إلى أن المستشفيات المدنية لم تستقبل أي حالات من المدنيين جراء القصف بسبب نزوح السكان من المناطق المستهدفة منذ سيطرة مسلحي حزب العمال عليها قبل عدة سنوات.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، قالت وزارة الدفاع التركية إنها نفذت 29 غارة جوية استهدفت مواقع حزب العمال الكردستاني في كل من العراق وسورية، و"حيّدت أعدادا كبيرة من الإرهابيين".
من جهته، قال الخبير الأمني واللواء السابق في الجيش العراقي سعد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنه من المتوقع أن تبدأ أنقرة سلسلة عمليات جديدة وأكثر شمولية في مناطق حزب العمال الكردستاني داخل العراق.
وأضاف العبيدي، في اتصال عبر الهاتف، أن الطقس وتراجع نسبة الرؤية بسبب الضباب والثلوج قد يكون أحد أسباب التصعيد الأخير لمسلحي حزب العمال الكردستاني داخل العراق خلال الأيام الماضية".
وأضاف أن "مسلحي الكردستاني استفادوا من تراجع نسبة الرؤية نتيجة حالة الضباب الواسعة التي غطت مناطق شمال العراق، وبالنتيجة الوصول إلى مواقع مهمة واستهداف مواقع الجيش التركي، لذا من المتوقع أن تبدأ أنقرة سلسة ضربات جوية واسعة لتقليل الاعتماد على القوات البرية الأكثر عرضة للمخاطر".
واعتبر أن "مناطق قنديل وسيدكان وسوران والزاب والعمادية وزاخو العراقية الحدودية مع تركيا ستكون على رأس تلك المواقع التي يتوقع أن تُنفذ فيها غارات جوية تركية على معاقل الحزب".
ومنذ منتصف عام 2021، تستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية مقار وعناصر حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي، وتحديدا مناطق ضمن إقليم كردستان، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا، حيث يتخذ الحزب منها منطلقا لشن الهجمات بالداخل التركي.
وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي حزب العمال وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.