نفذ سلاح الجو التركي غارات جوية مستخدماً صواريخ شديدة الانفجار، استهدف من خلالها، بعد منتصف ليل الجمعة، مواقع عسكرية ومنشآت نفطية في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بريف محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، وذلك رداً على مقتل تسعة جنود أتراك شمالي العراق.
وقال الناشط خالد الحسكاوي، وهو من أهالي ريف محافظة الحسكة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن القصف الجوي التركي استهدف، فجر اليوم السبت، 3 مواقع لقوات "قسد" في منطقة المالكية شمال شرقي محافظة الحسكة، وهي: محطة زاربة النفطية، وموقع نفطي آخر في جنوب شرق المالكية، ونقطة عسكرية بالقرب من سد باشوط، ومنطقة أثرية يوجد فيها مقر عسكري لـ"قسد" في قرية باكروان بريف المالكية، مؤكداً وقوع قتلى وجرحى من "قسد" ضمن تلك الضربات الجوية.
ولفت الحسكاوي إلى أن القصف الجوي التركي طاول أيضاً كلٍ من منطقة الرميلان النفطية، وناحية الجوادية، وناحية القحطانية شرقي مدينة القامشلي بريف محافظة الحسكة الشمالي الشرقي، أقصى شمال شرقي سورية.
إلى ذلك، استهدف الجيش التركي بالاشتراك مع الجيش الوطني، بقذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ، مواقع عسكرية تابعة لـ"قسد" في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، تزامن معها تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية في أجواء المنطقة.
في غضون ذلك، أعلنت "وزارة الدفاع التركية"، في بيانٍ لها، عن "تدمير 29 هدفا (إرهابيا) شمالي العراق وسورية في عملية جوية، وتحييد عدد كبير من الإرهابيين"، مؤكدةً، أن ضرباتها الجوية في شمال سورية والعراق استهدفت منشآت نفطية ومخابئ.
من جانبها، قالت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية"، في بيان لها فجر اليوم السبت، إن "الدولة التركية تهاجم المرافق الحيوية والخدمية والبنية التحتية في إقليم شمال وشرق سورية، حيث استهدفت بعد منتصف الليلة مناطق تربسبية ورميلان وديريك وجل آغا بغايات واضحة تنجلي في تهديد استقرار المنطقة وخلق مخاطر حقيقية حول جهود مكافحة الإرهاب؛ كذلك محاولة علنية لتأجيج الوضع شبه المستقر في مناطقنا، خاصة أنها تشكل أرضية مناسبة نحو ضمان الاستقرار وتحقيق الظروف المناسبة للحل والتوافق السوري".
وطالبت "الإدارة الذاتية" في بيانها "جميع القوى الفاعلة في سورية بضرورة إدراك مخاطر هذا التصعيد غير المبرر على الإطلاق وتداعياته السلبية وتأثيراته الكبيرة على جهود الاستقرار والوضع الإنساني، كذلك تهديده الواضح على عمليات التنظيم المجتمعي في إطار بناء الحل الديمقراطي في مناطقنا وضمانه كنموذج لعموم سورية ومسيرة شعبنا في محاربة الإرهاب، واجتثاث منابع فكره المتطرف، مع ضرورة تحرك المنظمات الحقوقية والإنسانية وكذلك الأممية وفق دورها ومسؤولياتها المحددة في تصعيد كهذا".
وكان 9 جنود من القوات التركية قد قُتلوا مساء الجمعة، بالإضافة إلى إصابة جنود آخرين، إثر محاولة عناصر من "حزب العمال الكردستاني (PKK) " التسلل إلى قاعدة عسكرية تركية في منطقة عملية "المخلب ـ القفل"، شمالي العراق.