عيون العالم على الصواريخ الروسية في حرب أوكرانيا

28 فبراير 2022
لم تظهر روسيا قدراتها الجوية والصاروخية الكاملة بعد، بحسب محللين (Getty)
+ الخط -

استخدمت روسيا مئات من الصواريخ ذات القوة الهائلة والصواريخ الباليستية دقيقة التوجيه، خلال الأيام الأولى من هجومها على أوكرانيا الذي بدأ يوم الخميس الماضي، غير أن محللين ومسؤولين أميركيين يقولون إن الكثير من الدفاعات الأوكرانية لا تزال على حالها.

وتتابع هذه النتائج عن كثب، دول في مختلف أنحاء العالم، منها الصين وكوريا الشمالية على الأرجح، ودول أخرى عمدت، خلال السنوات الأخيرة الماضية، إلى تطوير ترساناتها المتقدمة من هذه الأسلحة. كما أن الحكومات الغربية التي ترى في روسيا خصماً لها، تحرص على جمع معلومات عن نتائج استخدام الصواريخ في القتال.

صواريخ روسيا الباليستية في الحرب الأوكرانية

وقال مسؤول أميركي، للصحافيين، أمس الأحد، بحسب ما نقلت عنه وكالة "رويترز"، إن روسيا أطلقت أكثر من 320 صاروخاً حتى صباح أمس، أغلبها من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، وبعضها من صواريخ "كروز" أو صواريخ سطح - جو. وأضاف المسؤول أن ثمة مؤشرات على أن إطلاق بعض الصواريخ الروسية كان مآله الفشل.

أغلب الصواريخ التي أطلقتها روسيا حتى الآن، هي من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، وبعضها من صواريخ "كروز" أو صواريخ سطح - جو

وتعليقاً على ذلك، أوضح الباحث الزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ومقرها في الولايات المتحدة، أنكيت باندا، أن هذا الأمر يجعل الحملة الحالية أشدّ قصفا بالصواريخ الباليستية قصيرة المدى بين دولتين متجاورتين متحاربتين.

ورجّح المحلل الباحث لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، تيموثي رايت، من جهته، أن تكون روسيا استخدمت على الأرجح الصاروخ "إسكندر - إم"، وهو طرازها الوحيد من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى المستخدم في الخدمة العسكرية الفعلية.

وهذا الصاروخ استخدم في القتال للمرة الأولى عام 2008 في الحرب الروسية على جورجيا، بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مصمم لإرباك الدفاعات الصاروخية بطيرانه على ارتفاع منخفض والمناورة أثناء الطيران لضرب أهداف تبعد 500 كيلومتر بدقة إصابة من مترين إلى خمسة أمتار.

وشرح المحلل الباحث لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، تيموثي رايت، أن هذا الصاروخ "على الأرجح قادر على استهداف ما يُطلق عليه بدقة وتدميره"، مضيفاً أن روسيا تملك في ما يبدو حوالي 150 منصة إطلاق يمكنها أيضاً إطلاق صواريخ "كروز". وتحدث رايت أيضاً عن "دلائل على أن روسيا استخدمت الصاروخ أو تي آر 21 توشكا الباليستي قصير المدى الذي كان من المعتقد أنه خرج من الخدمة".

ولفت رايت إلى أن أوكرانيا تملك منظومة الدفاع الجوي والصاروخي "إس 300" الروسي الصنع التي ترجع إلى فترة الحرب الباردة، ويمكنها التصدي للقدرات الصاروخية الباليستية. ومن غير الواضح بالنسبة إليه، ما إذا كان هذا النظام تصدى بالفعل للصواريخ الروسية، كما أن بعض عربات هذه المنظومة تعرضت للتدمير في ما يبدو في الحرب.

ولا يزال الغموض يكتنف ما استهدفته الصواريخ الروسية في أوكرانيا، ومدى ما تسببت فيه من دمار، وسط البلبلة التي خلقتها الحرب. غير أن المحللين يقولون إن ثمّة ما يشير إلى أن بعض الضربات استهدفت قواعد جوية أوكرانية. 

أنكيت باندا: الحملة الحالية أشدّ قصفا بالصواريخ الباليستية قصيرة المدى بين دولتين متجاورتين متحاربتين

وفي هذا الإطار، لفت الباحث الدفاعي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، جوزيف ديمبسي، أيضاً، إلى أن بعض الضربات بأسلحة غير معروفة على قواعد جوية، كان نطاقها محدوداً نسبياً في ما يبدو، وربما لم تصب أهدافها في بعض الحالات، مثل إصابة طائرات مخزونة بدلاً من الطائرات العاملة. 

وبحسب معهد دراسة الحرب، فإن روسيا لم تظهر قدراتها الجوية والصاروخية الكاملة، بعد، وهي ستزيد على الأرجح موجات الضربات في الأيام المقبلة لإضعاف الدفاعات الأوكرانية الباقية، بما فيها الوحدات المضادة للطائرات التي أسقطت عدداً من الطائرات الروسية. 

العالم يراقب الصواريخ الروسية

تفخر روسيا بامتلاك أكبر مخزون من الصواريخ الباليستية وصواريخ "كروز" المتنوعة في العالم، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، باعتبارها وريثة ترسانة الاتحاد السوفييتي من الصواريخ. غير أن دولاً أخرى تشتري صواريخ وتعمل على تطوير صواريخها بدوافع أمنية ورغبة في تقليل الاعتماد على الآخرين.

ومن هذه الدول الصين، التي تعمل على إنتاج الصاروخ "دي أف 26" بكميات، وهو سلاح متعدد الأغراض يصل مداه إلى 4 آلاف كيلومتر، بينما تطور الولايات المتحدة أسلحة تهدف إلى التصدي لبكين في المحيط الهادي. 

كما تعمل تايوان واليابان على تعزيز قدراتهما الصاروخية والنظم الدفاعية المصممة للتصدي للتهديدات الصاروخية.

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي، اليوم الإثنين، إن بلاده ستُعجّل بتطوير صواريخ باليستية مختلفة بعيدة المدى عالية الدقة وشديدة القوة، للتصدي لترسانة كوريا الشمالية المتنامية. 

وعلى الرغم من أن كوريا الشمالية لم تختبر صواريخها الباليستية العابرة للقارات منذ عام 2017، فقد أطلقت سلسلة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى أخيراً، يبدو أن تصميم أحدها مستلهم من الصاروخ إسكندر.

ورأى محللون أنه على الرغم من أن الصواريخ الباليستية قصيرة المدى (الكورية الشمالية) لا يمكنها الوصول إلى الولايات المتحدة، فإنها ستستخدم على الأرجح في الموجة الأولى في حال نشوب حرب، وذلك في ضرب الدفاعات الجوية والقواعد الجوية القريبة وغيرها من الأهداف، بما يماثل الطريقة التي استخدمت بها روسيا صواريخها في الغزو الحالي لأوكرانيا.
(رويترز)

المساهمون