عودة الهدوء إلى بغداد بعد مواجهات أشعلتها صورة لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس

26 ديسمبر 2023
اندلعت الاشتباكات بين أنصار التيار الصدري ومليشيا عصائب أهل الحق (فرانس برس)
+ الخط -

تخطت العاصمة العراقية بغداد ليلة صعبة أمنيا، بعد مواجهات اندلعت بين الجناح العسكري للتيار الصدري، الذي يتزعمه مقتدى الصدر "سرايا السلام" وبين مسلحين من مليشيا "أهل الحق"، بزعامة قيس الخزعلي، وسط بغداد، بسبب الخلاف على رفع صورة كبيرة تضم كلًّا من قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس في منطقة حي العامل، والتي تعد من أبرز مناطق نفوذ الصدريين.

وهذه الاشتباكات ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت الفترات السابقة اشتباكات مماثلة بين الجماعتين المسلحتين، تكون بالعادة بسبب الصراع على النفوذ، وتطورت الأمور إلى حرق المقرات والمكاتب ما بين الطرفين، إضافة إلى وقوع قتلى وجرحى بين الطرفين.

وقال مصدر أمني مسؤول في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "قوة عسكرية من الحشد الشعبي، تابعة لفصيل عصائب أهل الحق، أقدمت في ساعة متأخرة من ليلة أمس الاثنين على تعليق صورة كبيرة تضم كلًّا من قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس بأحد شوارع منطقة حي العامل وسط بغداد، حيث رفض عدد من أنصار التيار الصدري تعليق الصورة، كونها تُعتبر من أبرز مناطق نفوذهم في جانب الكرخ".

وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن "عناصر الحشد الشعبي رفضوا ذلك وأصروا على تعليق الصورة، مما أدى إلى حصول مشاجرة كلامية، تطورت بعد لحظات إلى اشتباك مسلح بين الجانبين، في منطقة حي العامل والمناطق القريبة منها، وأسفرت تلك الاشتباكات عن إصابة عنصر أمني من الشرطة الاتحادية واثنين من عناصر عصائب أهل الحق".

وبيّن المصدر ذاته أن "الاشتباكات استمرت لنحو 50 دقيقة، وبعد تدخل قوة أمنية كبيرة من الشرطة والجيش العراقيين، وإجراء اتصالات مع قيادة الجهتين، توقفت الاشتباكات، لكن بقي التوتر الأمني والانتشار المسلح لعناصر سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر، في منطقة حي العامل ومناطق الكرخ الأخرى القريبة منها، وتم رفع صورة سليماني والمهندس، التي بسببها وقع الاشتباك المسلح".

اشتباكات بغداد صراع على النفوذ

من جهته، قال الباحث في الشأن الأمني والسياسي محمد علي الحكيم، لـ"العربي الجديد"، إن "ما حصل من اشتباكات مسلحة ما بين الفصائل في بغداد، قائم على الصراع السياسي ومناطق النفوذ، وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، فهذا الصراع مستمر منذ سنوات، ويمكن أن يتجدد بأي لحظة، خصوصاً لوجود صراع سياسي محتدم ما بين الصدريين والفصائل والإطار".

وبيّن الحكيم أن "هذا الاشتباك يؤكد ويدل على استمرار فشل الحكومة العراقية في حصر السلاح بيد الدولة وبقاء السلاح خارج سيطرتها، ما يشكل تهديداً حقيقياً للسلم المجتمعي والأهلي وكذلك يهدد الدولة نفسها، خاصة أن هذا الصراع أصبح أداة تُستخدم في الصراع السياسي وصراع فرض النفوذ".

وأضاف: "بغداد تخطت ليلة صعبة أمنيا، فهذه الاشتباكات لو استمرت دون أي تهدئة لامتدت لمناطق أخرى في العاصمة وربما لمحافظات الوسط والجنوب، فهذا الصراع المسلح دائما ما يهدد الاستقرار وقد يدفع إلى اقتتال أهلي، وهذا الأمر له عواقب كبيرة وخطيرة على العراق والعراقيين".

المساهمون