عاد التوتر من جديد بين قوات النظام السوري من جهة، و"قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) من جهة أخرى، في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، فيما عاودت "الأسايش" نصب حواجزها الأمنية على المداخل المؤدية إلى السوق الرئيسي والمربع الأمني للنظام في مدينة القامشلي شمال شرقي الحسكة.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن "توتراً جديداً ساد، اليوم الثلاثاء، بين قوات النظام في مدينة الحسكة والأسايش، مما انعكس سلباً على الأجواء في مدينة القامشلي"، مؤكدةً أن "قوات الأسايش منعت دخول العناصر العسكرية وسياراتهم تلك التابعة للإدارة الذاتية من دخول وسط مدينة القامشلي تجنباً للاحتكاك بينهم وبين عناصر النظام السوري".
وأشارت المصادر إلى أن "التوتر جاء عقب استهداف أحد عناصر الأسايش برصاص مجموعة عناصر تابعين لمليشيا الدفاع الوطني المدعومة من روسيا، صباح الثلاثاء، وسط مدينة الحسكة، تلاه تكثيف قوات الأسايش لعدد حواجزها الأمنية في مدينة القامشلي، وفي محيط المربع الأمني، الذي تتمركز فيه قوات النظام".
في غضون ذلك، داهمت "وحدات حماية الشعب" (YPG) التابعة لـ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، قسم المهاجرات في مخيم "روج" الذي يضم عوائل من تنظيم "داعش" شمال شرقي محافظة الحسكة، واعتقلت عدداً من النساء الأوروبيات وأطفالهن.
وقال الناطق باسم شبكة "عين الفرات"، الناشط أمجد الساري، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "نحو 100 عنصر بين رجال ونساء يتبعون لوحدات حماية الشعب داهموا قسم المهاجرات في مخيم روج بعد منتصف ليل الإثنين بذريعة مكافحة تنامي خطر الخلايا الإرهابية داخله".
وأكد الساري أن "القوات المداهمة اعتقلت 12 امرأة مع أطفالهن بعد مداهمة الخيام وإطلاق الرصاص العشوائي لمنع أي نوع من أنواع المقاومة".
وأشار الساري إلى أن "السبب الحقيقي وراء الاعتقال لا يزال مجهولاً حتى الآن كون الأوامر صدرت من قاعدة رميلان التابعة للتحالف الدولي، وبدعم من مروحيتين أميركيتين شاركتا بالمداهمة"، لافتاً إلى أن "وحدات حماية الشعب نقلت المعتقلات وأطفالهن ضمن رتل عسكري إلى قاعدة رميلان التابعة للتحالف، دون التمكن من معرفة أسماء المعتقلات أو تفاصيل حول التهم الموجهة لهن".
من جهة أخرى، نفذت خلايا تنظيم "داعش"، مستغلةً الظروف الجوية (الضباب)، هجوماً متزامناً على نقاط قوات النظام السوري المتمركزة في بادية ريف دير الزور الغربية، وبلدة غانم العلي وبادية الرصافة غرب محافظة الرقة، وعلى إثر ذلك، استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية من مدينة دير الزور.
وأكدت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد" أن "هجوم التنظيم أسفر عن مقتل عنصرين يتبعان مليشيا الدفاع الوطني، إثر استهداف نقطة عسكرية في بادية الرصافة، بالإضافة لاستهداف سيارة عسكرية لمليشيا لواء القدس (الفلسطينية) في بادية غانم علي في الريف ذاته، ما تسبب في إعطاب السيارة العسكرية، دون وقوع إصابات بشرية".
وأضافت المصادر أن "خلايا التنظيم هاجمت أيضاً موقعاً عسكرياً لقوات الحرس الجمهوري التابعة لقوات النظام في بادية التبني غرب محافظة دير الزور، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر من الطرفين، في حين استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى المكان عقب الهجوم بساعتين، كون النقطة العسكرية تحتوي على مستودع أسلحة لقوات الحرس الجمهوري".