عودة التوتر إلى عين عيسى.. ووفد "مسد" يزور موسكو لبحث مصير عين العرب

عودة التوتر إلى عين عيسى.. ووفد "مسد" يزور موسكو لبحث مصير عين العرب

22 نوفمبر 2021
الاشتباكات تتجدد في سورية (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

تجددت الاشتباكات بعد منتصف الليلة الماضية بين "الجيش الوطني السوري" المعارض و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف الرقة، تزامنا مع تحليق من الطيران الحربي التركي عند الحدود السورية، فيما شهدت البادية السورية تجدد الغارات صباح اليوم على مناطق متفرقة ضمن نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي، بعيد اعتقال "قسد" 15 شخصا من العراقيين في مخيم الهول بريف الحسكة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن اشتباكات وقعت بين "الجيش الوطني السوري" ومليشيات "قسد" على محاور عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، تزامنت مع قصف من الجيش التركي على مواقع لـ"قسد" في قريتي الهوشان والخالدية قرب عين عيسى، ما أسفر عن دمار في بعض المواقع.

وذكرت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن الطيران الحربي التركي والطيران المسير حلقا فوق الحدود السورية التركية انطلاقا من ناحية القامشلي، وصولا إلى ناحية عين عيسى من دون تنفيذ أي ضربات جوية.

وفد "مسد" في موسكو

ويتزامن التوتر قرب الحدود التركية مع أنباء نقلتها صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري عن اقتراب وصول وفد من "مسد"، الجناح السياسي لـ"قسد"، إلى موسكو برئاسة الرئيسة المشتركة للمجلس إلهام أحمد، لبحث التطورات الأخيرة. وذكرت الصحيفة أن الوفد سيصل اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء، بهدف لقاء مسؤولين روس على رأسهم وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وزعمت الصحيفة أن الوفد سيبحث المقترح الروسي المتمثل في "إدخال 3 آلاف من جنود وضباط الجيش العربي السوري إلى عين العرب (كوباني)، لحمايتها من خطر الغزو التركي الذي لا يزال قائما، والذي سبق أن اقترحته موسكو ورفضته أحمد في تصريح لها خلال الندوة الحوارية التي نظمتها مسد في مدينة الرقة في 16 الشهر الجاري".

وبحسب الصحيفة "تستهدف مسد من زيارة العاصمة الروسية استباق زيارة الوفد العسكري التقني من وزارة الدفاع الروسية إلى أنقرة، للقاء نظرائه الأتراك والتباحث في الأمور العسكرية الخاصة بمناطق شمال شرق وشمال غرب سورية".

وكان من المتوقع أن يصل الوفد إلى موسكو الأسبوع الماضي، لكن الزيارة تأجلت لأسباب مجهولة، وكانت "مسد" قد نفت في تصريحات لمسؤوليها نية تسليم مناطق "قسد" لقوات النظام، وذلك بعد وصول تعزيزات كبيرة منها إلى مناطق التماس مع "قسد" في ريف حلب.

وفي الحسكة، تحدثت مصادر محلية مقربة من "قسد" عن فرض قوى الأمن الداخلي "الأسايش" التابعة لها حظرا للتجول في مخيم الهول، بعدما دهمت المخيم مساء أمس واعتقلت 15 شخصا من نساء ورجال من العراقيين القابعين في المخيم.

وبحسب المصادر ذاتها التي اشترطت كذلك عدم كشف هويتها، فإن عملية الاعتقال جاءت بعد اتهام هؤلاء بالعمل لصالح تنظيم "داعش" وزرع الفوضى في المخيم وارتكاب جرائم، إضافة لاستهداف دوريات الأمن التابعة لـ"قسد" في المخيم.

غارات في البادية

إلى ذلك، واصل الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري غاراته على مناطق متفرقة في البادية بمحافظات حمص والرقة ودير الزور.

وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن أربع طائرات روسية شنت صباح اليوم مجموعة من الغارات على مناطق في البادية، ولم يتبين على الفور حجم الأضرار أو الأهداف التي طاولتها.

وذكرت المصادر أن اشتباكات وقعت بين قوات النظام وخلايا تنظيم "داعش" في عدة محاور، على رأسها بادية تدمر الشرقية وبادية السخنة بريف حمص وبادية جبل البشري عند الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، إضافة لمحاور أثريا في ريف حماة الشمالي، مشيرة إلى وقوع خسائر بشرية من الطرفين.

من جهتها، زعمت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام، نقلا عن مصدر ميداني، أن الوحدات المشتركة من قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها تصدت لهجوم مباغت من خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، أمس، على نقاط عسكرية في بادية دير الزور.

وقالت الصحيفة إن الوحدات المشتركة خاضت مع عناصر "داعش" اشتباكات ضارية، أسفرت عن مقتل وإصابة العديد منهم، وفرار الناجين إلى عمق البادية، من دون أن يتسنى التأكد من صحة ذلك، أو هوية المستهدفين، من مصدر آخر.

وقتل شخص وأصيب آخر بجراح خطيرة إثر هجوم تعرضا له في منطقة تخضع لنفوذ "هيئة تحرير الشام" على أطراف مدينة إدلب، شمال غربي سورية.

وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال ارتفعت وتيرتها خلال الأسابيع الأخيرة في مناطق "هيئة تحرير الشام".

وبحسب المصادر ذاتها، فإن العمليات طاولت مدنيين وعسكريين من عناصر "هيئة تحرير الشام" وبقية الفصائل، مؤكدة أن بعض تلك الهجمات تمت بعبوات ناسفة وأخرى بأسلحة رشاشة، في حين لم تنجح العمليات الأمنية التي أجرتها "الهيئة" في وقف الهجمات.

مقتل وإصابة 9 مدنيين بقصف روسي على إدلب

قُتل مدنيان وجُرح سبعة آخرون، اليوم الاثنين، جراء قصف جوي روسي على ريف إدلب الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار شمال غربي سورية، فيما قُتل وجُرح عناصر من قوات النظام السوري بقصف للمعارضة طاول مواقع لهم في المنطقة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن غارة جوية روسية طاولت منازل ومناطق للمدنيين في قرية تلتيتا بمنطقة جبل سماق في محيط بلدة كفرتخاريم، شمال غربي إدلب، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة، وأضافت المصادر أن الغارة طاولت مجموعة من المدنيين يعملون في قطاف الزيتون بالمنطقة.

وبحسب المصادر، فإن ذلك جاء متزامنا مع قصف من الطيران الحربي الروسي على محور تلال الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف إدلب الغربي، كما شهدت المنطقة تحليقا مكثفا من الطيران المروحي الروسي وطيران الاستطلاع، الذي تزامن مع قصف مدفعي من قوات النظام السوري على محور جبل الزاوية جنوب إدلب.

في المقابل، قصفت "هيئة تحرير الشام" وفصائل المعارضة مواقع لقوات النظام السوري في محور قرية جوباس، ما أسفر عن مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة.

وتتعرض منطقة شمال غربي سورية الخاضعة لاتفاق وقف إطلاق النار إلى قصف جوي روسي بشكل متكرر، وقصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام، أديا إلى ضحايا من المدنيين بينهم أطفال ونساء.