انتشر نحو 1500 عنصر من قوات النظام السوري صباح اليوم إلى مدينة طفس في ريف درعا الغربي جنوب البلاد، تطبيقاً لاتفاق التسوية المبرم مع اللجنة المركزية برعاية روسية، وذلك بعد تطبيق بند تسوية المطلوبين وتسليم السلاح الخفيف خلال اليومين الماضيين.
ودخلت السبت عناصر من قوات النظام برفقة الشرطة العسكرية الروسية، يمثلون اللجنة الأمنية للنظام، بهدف إجراء عمليات تسوية، إلا أن النظام اعترض على كمية الأسلحة المسلّمة، التي بلغت 51 قطعة سلاح، هي عبارة عن بنادق وقذائف "أر بي جي"، وهددت بشنّ عملية عسكرية إذا لم تُسلَّم كمية أكبر من السلاح.
وقال الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن مجموعات من قوات النظام السوري دخلت اليوم إلى طفس وانتشرت في الشوارع الرئيسية تمهيداً لبدء حملة تفتيش واسعة وتدقيق على هوية السكان تطبيقاً لاتفاق التسوية الأخير برعاية من الشرطة العسكرية الروسية.
وذكر الناشط أن قوات النظام قامت حتى مساء أمس بتسوية أوضاع أكثر من خمسمئة مطلوب من شبان البلدة، من بينهم مقاتلون سابقون في فصائل المعارضة، وعناصر منشقون عن قوات النظام، وشبان مدنيون هاربون من التجنيد الإجباري في قوات النظام، وقد جرى ذلك تزامناً مع تسليم مجموعة من الأسلحة الخفيفة.
وانتشرت قوات النظام في العديد من النقاط بالمدينة، أبرزها المشفى الوطني ومبنى البريد، إضافة إلى تعزيز المواقع العسكرية السابقة في محيط المدينة. وذكرت مصادر عدة من المدينة لـ"العربي الجديد"، أن النظام استقدم قوة كبيرة من الأفراد لتفتيش المدينة، حيث جلب قرابة 1500 عنصر بسلاحهم الفردي.
ونُفِّذ بند تسليم السلاح يوم أمس بحضور العميد لؤي العلي، رئيس جهاز "الأمن العسكري" التابع للنظام في محافظة درعا، واللواء حسام لوقا، رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة، واللواء علي محمود، المسؤول عن "الفرقة الرابعة" في درعا، وحضر أيضاً ممثلون عن الشرطة العسكرية الروسية وممثلون عن اللجان المركزية.
ويأتي استكمال عملية التسوية في طفس بعد أن أبلغت اللجنة الأمنية التابعة للنظام يوم السبت الماضي وجهاء المدينة، عدم رضاها عن عدد الأسلحة التي تسلّمتها، البالغة 51 قطعة بين بنادق رشاشة وقواذف (أر بي جي)، بعضها جمعته عشائر المدينة، وبعضها الآخر يعود لعناصر النظام الذين أُسروا في 29 يوليو/ تموز الماضي.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن ضباط النظام حصلوا على مبالغ مالية من قبل وجهاء في درعا نتيجة الابتزاز الذي يقوم به الضباط، والتهديد بشنّ حملات عسكرية على المدينة، حيث يستخدم النظام التهديد والوعيد بالعنف العسكري لإرضاخ المنطقة الغربية من محافظة درعا.
وكانت قوات النظام قد أجرت تسوية أخيراً في العديد من بلدات ومدن الريف الغربي لدرعا، عقب فرض تسوية في منطقة درعا البلد بمدينة درعا مهد الثورة السورية ضد النظام السوري.