سورية: عناصر "داعش" المتحصنون داخل سجن غويران يطالبون بنقلهم إلى البادية

29 يناير 2022
لايزال العديد من عناصر تنظيم "داعش" يتحصنون داخل سجن غويران (Getty)
+ الخط -

تراجعت حدة الاشتباكات في مدينة الحسكة شمالي شرق سورية، بينما لا يزال العديد من عناصر تنظيم "داعش" يتحصنون داخل سجن غويران (الثانوية الصناعية)، فيما تواصل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) عمليات الاعتقال التي طاولت عشرات الشبان في الحسكة والرقة ودير الزور.

وذكر مراسل "العربي الجديد" أن سجن غويران، الذي شهد خلال الأيام الماضية أحداثا ساخنة، تسوده مع الأحياء المحيطة به، حالة من الهدوء الحذر بالتزامن مع عمليات مداهمة وتمشيط تقوم بها "قسد" في حيي غويران والزهور، إضافة إلى تشديد حصارها على السجن، الذي ما زال يتحصن داخله العشرات من عناصر "داعش"، ويرفضون الاستسلام.

وأضاف المراسل أن ما بين 70 و90 من عناصر "داعش" ما زالوا متحصنين داخل السجن ويرفضون الاستسلام، مبيناً أن عناصر التنظيم لديهم رهائن، ويطالبون بأن يتم السماح لهم بالخروج الآمن من السجن والوصول إلى البادية السورية، دون أن يتضح ما إذا كان الرهائن هم من حراس السجن والعاملين فيه، أم من الأطفال الموجودين بالسجن، من أبناء عناصر التنظيم.

وكان تسجيل مصور أظهر، الأربعاء الماضي، عددا من الأطفال يوجهون نداء استغاثة من داخل السجن لإنقاذ حياتهم.

 من جهتها، قالت "قسد" إن حوالي 60 مقاتلاً من تنظيم "داعش" كانوا يختبئون دون أن يتم اكتشافهم، في قبو بأحد المباني في مجمع السجون المؤقت.

ووفق ما نقل موقع "الحرّة"، قال المدير الإعلامي لـ"وحدات حماية الشعب" العمود الفقري لقوات "قسد" أمس الجمعة: "أعطيناهم مهلة زمنية: إذا لم يستسلموا، فسنستخدم أساليب عسكرية"، موضحاً أن "قسد" خيرت عناصر التنظيم بين الاستسلام أو الموت، دون أن يحدد الموعد النهائي للاستسلام. ورجّح أن مقاتلي "داعش" المتحصنين في الداخل كانوا ممن شاركوا في الهجوم على السجن من الخارج، وليسوا ممن كانوا محتجزين داخله.

وذكرت شبكات محلية أنه تم اكتشاف عشرات الجثث داخل أقبية بعض مباني السجن تعود لسجناء قتلوا خلال الاشتباكات التي جرت في الأيام الماضية، ما يرفع عدد القتلى من السجناء الذين قتلوا داخل السجن إلى أكثر من 300 شخص، فيما ذكرت شبكة "الخابور" أن قائد قوات الكوماندوس التابعة لقسد، أزاد كوباني، أصيب أمس جراء الاشتباكات في محيط سجن غويران، إضافة إلى مقتل عدد من عناصر "قسد".

كما ذكرت شبكة "فرات بوست" المحلية أن الشرطة العسكرية التابعة لـ"قسد" اعتقلت في مدينة الحسكة غالبية عناصر الدفاع الذاتي (التجنيد الإجباري) والمكلفين بحماية سجن غويران، الذين هربوا في أول يوم للهجوم للتحقيق معهم، فيما لا يزال عدد من عناصر الدفاع الذاتي في عداد المفقودين.

حملات اعتقال

إلى ذلك، كثفت "قسد" عمليات المداهمة للمنازل واعتقال المطلوبين في أحياء الحسكة ومناطق المحافظة، ولاسيما الشدادي والهول بدعم مباشر من طائرات التحالف الدولي، حيث وثق الناشطون اعتقال العشرات بتهم التعامل مع تنظيم "داعش" في المنطقة.

 وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن "وحدات من قسد مدعومة بقوات التحالف الدولي والطيران المروحي شنت، صباح اليوم، حملة مداهمات واعتقالات في بلدتي معيزيلة والصور بريف دير الزور بحثاً فارين من سجن غويران بالحسكة، مشيرة إلى اعتقال نحو 30 شخصا خلال الـ 24 ساعة الماضية في أرجاء مختلفة من محافظة دير الزور.

"تسويات دعائية" للنظام

إلى ذلك، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن عملية التسوية تواصلت في مركز قصر الحوريات وسط مدينة درعا لليوم الثالث على التوالي. وكان النظام مدد أمس الأول فترة إجراء التسوية لمدة يومين إضافيين نظراً لما سماه "الإقبال الكبير" من جانب السكان على التسوية، فيما ذكر الناشط محمد المسالمة، في حديث مع "العربي الجديد" أن الإقبال كان محدودا، وشمل أساسا أشخاصا غير مطلوبين ولا تنطبق عليهم شروط التسوية.

واعتبر المسالمة أن "للنظام أهدافا دعائية في الدرجة الأولى من إعادة فتح باب التسوية"، معتبرا أن هذه التسويات "لا قيمة لها على أرض الواقع، حيث تنعدم الثقة في النظام ووعوده وتسوياته" من جانب معظم السكان.

ورأى أن تسليط الضوء على التسويات هدفه إبراز أن النظام يحقق إنجازات في محافظة درعا، بغية التغطية على تقصيره تجاه المحافظة من ناحية تأمين الخدمات الأساسية، فضلا عن تواصل الفوضى الأمنية في المحافظة.

 كما أعلنت "سانا" تواصل عمليات التسوية لليوم السابع عشر على التوالي في محافظة الرقة شرقي البلاد، والتي تشمل "تسوية أوضاع المدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية" في مركز التسوية ببلدة السبخة بريف الرقة الشرقي.

وأضافت الوكالة أن التسويات تتواصل برغم العراقيل التي تضعها "قسد" أمام الراغبين في الانضمام إليها. وكانت المحافظة شهدت في الأيام الأخيرة مظاهرات واعتصامات رافضة للتسوية مع النظام ومطالبة بخروج قواته من المحافظة.

المساهمون