حصل "العربي الجديد" على معلومات خاصة من مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، مفادها أن "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري بشار الأسد، نقلت 80% من قواتها المتواجدة بريف حماة الغربي، إلى مناطق السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وذلك بهدف شن عملية عسكرية واسعة ضد خلايا تنظيم "داعش"، التي تعاظم نشاطها بكثرة في الآونة الأخيرة على امتداد البادية السورية، التي تُسيطر عليها قوات النظام، موقعةً عشرات القتلى من خلال نصب الكمائن، واستهداف الأرتال العسكرية والقوافل النفطية التابعة للنظام.
وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن "الفرقة الرابعة" أرسلت فجر اليوم الثلاثاء، رتلاً عسكرياً قوامه 35 آلية، ضم الرتل سبعة مدافع ثقيلة متنوعة، وست دبابات، وسيارات "زيل" لنقل العناصر، وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة، انطلق الرتل من قلعة المضيق غرب حماة، واستقر في بادية السخنة بريف حمص الشرقي.
وأشارت المصادر إلى أن الفرقة الرابعة نقلت 80% من قواتها التي كانت منتشرة بريف حماة الغربي خلال الأسبوعين الفائتين، وتحديداً من منطقة قلعة المضيق في منطقة سهل الغاب غرب حماة، وذلك بعد نقل اليوم الرتل السادس لها من المنطقة إلى محيط منطقتي السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي. ولفت إلى أن العتاد الثقيل للفرقة جميعه أصبح بالبادية مع طواقمه، بالإضافة لقوات هجومية قتالية، وذلك بهدف شن حملة عسكرية واسعة ضد خلايا التنظيم ضمن البادية السورية الممتدة من مدينة البوكمال شرقي محافظة دير الزور، وصولاً إلى بادية السخنة بريف حمص الشرقي.
إلى ذلك، دفعت مليشيات "الدفاع الوطني"، و"لواء القدس" الفلسطيني، المدعومة من روسيا، بتعزيزات عسكرية قتالية، من منطقة "إثريا – خناصر" شرقي حماة جنوبي حلب، إلى منطقة كباجب وجبل البشري جنوب دير الزور، ومحيط الرصافة وصفيان غربي محافظة الرقة، وذلك بهدف العملية العسكرية المرتقبة خلال الأيام القادمة ضد خلايا التنظيم المنتشرة في المنطقة.
وأضاف المصادر لـ"العربي الجديد" أن خمسة عناصر من مليشيا "لواء القدس" الفلسطيني، المدعومة من روسيا، سقطوا بين قتيل وجريح، اليوم الثلاثاء، إثر كمين نفذه عناصر تنظيم "داعش" في منطقة كباجب جنوب محافظة دير الزور، أثناء تمشيط عناصر المليشيا البادية من فلول التنظيم، كما قُتل عنصران من المليشيا ذاتها، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات "داعش" في محيط قصر حير الشرقي بريف منطقة السخنة.
وشنت الطائرات الحربية الروسية التي أقلعت من قاعدة "حميميم" الجوية، أكثر من 18 غارة جوية بصواريخ شديدة الانفجار، خلال الـ24 ساعة الماضية، استهدفت مواقع لخلايا التنظيم في كل من مناطق كباجب وجبل البشري جنوب دير الزور، والرصافة وصفيان غرب محافظة الرقة، وإثريا شرق حماة، وخناصر جنوب حلب، فيما لم ترد أية معلومات عن وقوع قتلى في صفوف خلايا التنظيم.
وتسعى روسيا لبسط نفوذها بشكل أكبر ضمن البادية السورية التي يُسيطر عليها النظام، من خلال الدفع بأرتال عسكرية للمليشيات التي تدعمها، بالتزامن مع استمرار عمليات التمشيط لتلك المليشيات بمهمات روسية كلفتهم بها قيادة قاعدة "حميميم" الروسية، ولم تستطع روسيا حتى اللحظة السيطرة أو لجم خلايا التنظيم على الرغم من شن ما يزيد عن 700 غارة جوية بحسب وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية ضمن البادية السورية.