عملية جوية تركية تستهدف مخابئ مسلحي "الكردستاني" في العراق

18 ابريل 2022
قصف تركي سابق استهدف قيادياً بارزاً بحزب العمال في سنجار عام 2018 (الأناضول)
+ الخط -

أعلنت وزارة الدفاع التركية، فجر اليوم الاثنين، عن بدء عملية عسكرية جوية لملاحقة جيوب مسلحي حزب العمال الكردستاني، الذي ينشط داخل قرى وبلدات حدودية عراقية مع تركيا، ويتخذها منطلقا لتنفيذ اعتداءات مسلحة داخل الأراضي التركية.

وتعد العملية الجديدة هي الثالثة من نوعها في غضون عام واحد، وأطلقت القوات التركية عليها اسم عملية "قفل المخلب"، فيما نقلت وكالة الأناضول للأنباء، عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قوله إن" القوات التركية بدأت عمليتها ضد الأهداف الإرهابية بغية منع الهجمات على شعبنا وقوات أمننا من شمالي العراق، وضمان أمن حدودنا".

وأكد أكار استهداف القوات الجوية بشكل مكثف مواقع الحزب في مناطق متين وزاب وأفشين- باسيان، مشيرًا إلى أن القصف طاول مخابئ وكهوفاً وأنفاقاً ومستودعات ذخيرة ومقار تابعة للحزب.

من جهة أخرى، أكد مسؤولون أكراد في محافظة أربيل بإقليم كردستان العراق، لـ"العربي الجديد"، أن العمليات التركية الجوية استهدفت، خلال الساعات الماضية، مخابئ ومقار لمسلحي حزب العمال في مناطق متين والزاب وحفتانين الحدودية، مشيرين إلى أن هذه المناطق خالية من السكان منذ فترة بفعل سيطرة مسلحي الحزب عليها ونزوح الأهالي عنها.

وقال مسؤول في "اللواء 80" بقوات البشمركة، لـ"العربي الجديد"، إن ما لا يقل عن 20 ضربة جوية نفذتها الطائرات التركية واستهدفت مواقع حزب العمال الكردستاني منذ فجر اليوم الاثنين.

وأكد أن طائرات مروحية ومقاتلات تنفذ الهجمات على ما يبدو ضمن قائمة أهداف مسبقة، مبينًا أن القصف تركز أكثر على منطقة مرتفعات كورزار ضمن سلسلة جبال متين، 20 كيلو مترا عن الحدود مع تركيا، حيث طاولت كهوفا تابعة لمسلحي الحزب، كما وُجهت ضربات في وادي نهيلي قرب مدينة العمادية.

وأضاف أن قوات البشمركة دخلت في حالة تأهب منعا لنزول مسلحي الحزب من مناطقهم المستهدفة بحثا عن ملاذات أخرى، إذ سيُمنعون من اتخاذ أي خطوة توسيع لأنشطتهم المسلحة في الإقليم على حساب استقرار البلدات والمدن المحاذية للحدود شرق أربيل وشمال دهوك، بحسب قوله.

تعتبر العملية الجديدة هي الثالثة من نوعها في غضون أقل من عام واحد التي تستهدف مسلحي الحزب داخل الأراضي العراقية

بدورها، نقلت محطة تلفزيون محلية كردية مقربة من حكومة إقليم كردستان عن مصادر أمنية في أربيل، لم تسمها، تأكيدها بدء القوات التركية الجوية توجيه ضربات على مناطق نشاط حزب العمال الكردستاني في آفاشين وقرى سيته وجبل كورجار ووادي رشافا، مؤكدة أن القصف لم يوقع أي خسائر بشرية أو مادية في صفوف المدنيين وممتلكاتهم.

وفي نهاية أيار/مايو العام الماضي، أعلنت أنقرة عن عملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف معاقل ومُقدّرات مسلحي حزب العمال الكردستاني في المناطق العراقية الحدودية مع تركيا ضمن إقليم كردستان، أطلقت عليها اسم "مخلب البرق"، بعد أن كانت قد أطلقت عملية "الصاعقة"، حيث شملت تنفيذ عمليات تركية على عمق يبلغ نحو 40 كيلومترًا داخل الأراضي العراقية.

وتعتبر العملية الجديدة الثالثة من نوعها في غضون أقل من عام واحد التي تستهدف مسلحي الحزب داخل الأراضي العراقية، وسط حديث سياسي عن وجود تفاهم بين حكومة مصطفى الكاظمي وحكومة إقليم كردستان من جهة، وبين أنقرة من جهة أخرى، حول العمليات التي تعتبرها تركيا ضمن مهام حماية أمنها الداخلي، ومع عدم وجود أي تحرك ملموس من السلطات العراقية لبسط الأمن في المناطق التي ينشط فيها مسلحو الحزب أقصى شمالي العراق.

وحول مجمل الأوضاع داخل مناطق نفوذ مسلّحي حزب العمال الكردستاني شمالي العراق، قال الخبير بالشأن الكردي في محافظة كركوك، شمالي العراق، أرشد كركوكلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ العملية التركية الجديدة تأتي بسبب استمرار أنشطة مسلحة لعناصر الحزب داخل مناطق حدودية عراقية مع تركيا.

وأضاف كركوكلي أنه "وفقا للمعلومات الميدانية، فإنه لم تُسجل أي حالات نزوح لغاية الآن، كون المناطق المستهدفة خالية أساسا من أهلها منذ سيطرة مسلحي الحزب عليها، نهاية عام 2017، بشكل شبه كامل". واعتبر أن "التحدي الحالي يقع على عاتق قوات (البشمركة) في منع أي تمدد للعماليين (حزب العمال الكردستاني) لمناطق جديدة في الإقليم في حال خسروا مواقعهم المستهدفة لصالح الجيش التركي، خاصة أن هناك توقع أن تتوغل القوات التركية للسيطرة على المواقع التي قصفها الطيران".

وأشار كركوكلي إلى أن الضربات التركية الحالية تؤكد وجود قائمة أهداف عسكرية رصدت مسبقا، وهي عبارة عن كهوف ومغارات ومستودعات سلاح، قررت أنقرة تدميرها، على اعتبار أنها جزء من سياسة الردع والدفاع عن النفس التي تعتمدها في التعامل مع مسلحي حزب العمال الكردستاني.