للشهر الثاني على التوالي، تواصل القوات العراقية سلسلة عمليات استخبارية ناجحة أسفرت عن تفكيك عدد غير قليل من خلايا تنظيم "داعش"، في مناطق شمال وغربي البلاد، طاولت في بعضها أسماء بارزة، كما صادرت أسلحة ومتفجرات مختلفة.
وعادة ما تضطلع قوات جهاز مكافحة الإرهاب واستخبارات الجيش العراقي بغالبية تلك العمليات التي تحظى بدعم جوي من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إذ نفذت في الآونة الأخيرة طائرات التحالف سلسلة ضربات جوية في سلسلة جبال حمرين وجبال قره جوخ شمالي العراق، فضلا عن مناطق بعمق صحراء الأنبار المحاذية للحدود العراقية السورية غربي البلاد.
ووفقاً لمسؤول عسكري عراقي في بغداد، فإن الشهرين الماضيين شهدا تفكيك 7 خلايا إرهابية تضم نحو 40 مسلحا من بقايا تنظيم "داعش"، كما تم قتل 18 مسلحا خلال مواجهات مسلحة أو ضربات جوية نهاية إبريل/نيسان الماضي.
وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، أن العمليات الأمنية العراقية في مجملها نجحت في احتواء مخطط لتنظيم "داعش"، لتنفيذ هجمات خطيرة خلال شهر رمضان في عدد من مدن البلاد، إذ تم إحباط عدد من تلك الهجمات من خلال عمليات استباقية وأخرى جرى فيها ضرب الخلايا التي تنوي تنفيذ تلك الهجمات.
واعتبر أن خطر التنظيم ما زال مستمرا، خاصة في مناطق شمالي البلاد بين كركوك ونينوى وصلاح الدين وأجزاء من ديالى، لذا ستتواصل العمليات إلى وقت غير معلوم.
واتهم النظام السوري ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" التي تتقاسم السيطرة على الحدود السورية المحاذية للعراق، بـ"عدم ضبط الحدود بفعل الفساد المالي الذي ينخر الجهتين وكذلك اللامبالاة والفوضى في إدارة الملف الأمني على طول 620 كم من الحدود مع العراق، ما يتسبب بتسلل إرهابيين بين وقت وآخر، خاصة مع بدء موسم العواصف الترابية شبه اليومية التي تساهم في منح مسلحي داعش غطاء التسلل دون ملاحظة كاميرات المراقبة، أو أبراج المراقبة البشرية للقوات العراقية"، وفقاً لقوله.
واليوم الأربعاء، أعلنت وكالة الاستخبارات العراقية القبض على ستة أعضاء من تنظيم "داعش"، في محافظة كركوك 250 كم شمالي بغداد.
وقالت الوكالة في بيان لها إنه "من خلال المتابعة المستمرة للأهداف المطلوبة، تمكنت مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية من إلقاء القبض على ستة إرهابيين بمناطق متفرقة من محافظة كركوك مطلوبين وفق أحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، لانتمائهم لعصابات داعش الإرهابية".
وأضافت أنّ "أحدهم عَمِلَ مسؤولاً في ما يسمى الدعم اللوجستي والآلي بتنظيم داعش، وآخر كان من ضمن المشتركين في مجزرة سبايكر". (في تكريت 2014).
كما أعلنت وزارة الدفاع، أول من أمس الإثنين، ببيانات متفرقة، عن تدمير مواقع ومخابئ عدة لتنظيم "داعش"، في نينوى وقتل خمسة من مسلحي التنظيم خلال مواجهات مع قوات الجيش كما تحدثت في بيان آخر عن مصادرة أسلحة ومتفجرات.
وحول ذلك يقول الخبير بالشأن الأمني العراقي العقيد المتقاعد سعد الحديثي، لـ"العربي الجديد"، إن استمرار تسيب الحدود مع سورية سيجعل من العمليات الأمنية العراقية لضرب بقايا التنظيم "أشبه ما تكون بمحاولة تنظيف غرفة بشبابيك مفتوحة في يوم عاصف"، على حد تعبيره.
وأضاف الحديثي أن "العمليات الأخيرة للقوات العراقية وما حققته من أهداف كبيرة في الأسابيع الأخيرة كان واضحا فيها عنصر التعاون الشعبي لأهالي المدن مع القوات الأمنية، لذا تجب مواصلة وتنمية هذا التعاون بين الأهالي وقوات الأمن لتحقيق نجاحات أخرى، لكن بالوقت نفسه يجب الانتباه إلى مسألة الحدود السورية كون دخول 10 أو حتى أقل من هذا العدد في كل أسبوع يعني عمليات إرهابية جديدة تزهق أرواح أبرياء من المواطنين أو قوات الأمن".
وأكد أن العمليات الأمنية ساهمت بشكل واضح في احتواء خطر (داعش) وجعلت تحركاته وعملياته محدودة بالفترة الأخيرة، وهذا ما بدا واضحا على الأرض لكن مع ذلك يجب عدم الاطمئنان أو الركون لهذه الإنجازات ومواصلة حالة الحذر".