استمع إلى الملخص
- باسم نعيم لعب دوراً مهماً في العلاقات الدولية لحماس، بينما غازي حمد شارك في صفقة شاليط والمفاوضات مع إسرائيل، وعبد الرحمن غنيمات يُتهم بإدارة خلايا عسكرية.
- موسى عكاري وسلامة مرعي متهمان بتسهيل تدفق الأموال، ومحمد نزال يُعرف بدفاعه المستمر عن حماس.
فرضت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، عقوبات على ستة من قادة حركة حماس، من بينهم قياديان من قطاع غزة موجودان خارجه منذ بداية الحرب الإسرائيلية في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. والشخصيات التي طاولتها العقوبات هي غازي حمد وباسم نعيم ومحمد نزال وعبد الرحمن غنيمات وموسى عكاري وسلامة مرعي.
تتهم واشنطن عدداً منهم بأنهم شخصيات قيادية في الذراع العسكري لحركة حماس ومسؤولون عن تنفيذ عمليات استهدفت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين قبل سنوات. وسبق أن فرضت عقوبات على شخصيات فلسطينية بارزة منذ بداية عملية "طوفان الأقصى"، كان من أبرزها إسماعيل هنية ويحيى السنوار وشقيقه محمد وقائد كتائب القسام محمد الضيف وشخصيات عسكرية وسياسية أخرى.
باسم نعيم.. من وزارة الصحة لدور في علاقات "حماس" الدولية
يعتبر باسم نعيم أحد أبرز الوجوه التي طاولتها العقوبات الأميركية، حيث صعد إلى الواجهة في أعقاب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، وكان أول وزير صحة في أول حكومة شكلتها الحركة في تلك الفترة، ثم بقي في المنصب لسنوات حتى بعد الانقسام الفلسطيني في الحكومات التي بقيت حتى عام 2014.
في أعقاب ذلك صعد الرجل للملف السياسي، وتولى الجانب الدولي المتعلق بالاتصالات مع الدول الخارجية والشخصيات التي كانت منفتحة على الاتصال والتواصل مع الحركة، ولعب دوراً في ملفات إدارة حملات كسر الحصار عن غزة واستقدام الوفود للقطاع. خلال السنوات الأخيرة صعد نعيم لعضوية المكتب السياسي للحركة في غزة وبات جزءاً من إدارة ملف العلاقات الدولية للحركة بجانب شخصيات قيادية أخرى مثل موسى أبو مرزوق، وكان أيضاً جزءا من فريق التواصل مع روسيا.
غازي حمد.. دور بارز في صفقة شاليط
رفيق هنية وشخصية سياسية وإعلامية وكان ناطقاً باسم الحكومة الفلسطينية في غزة خلال فترة من فترات تولي هنية رئاستها، ثم صعد ليصبح وكيل وزارة الخارجية التابعة للحركة وبقي في هذا المنصب لسنوات. وينسب للرجل أنه كان جزءاً من ملف التواصل في صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من خلال أحد الناشطين الإسرائيليين (غارشون باسكن)، خلال فترة أسره في القطاع في الفترة ما بين 2006 وحتى عام 2011.
خلال السنوات الماضية تولى حمد إدارة وزارة التنمية الاجتماعية ضمن اللجنة الإدارية التي شكلتها حماس في غزة، ولعب دوراً بارزاً في التنسيق في هذه الوزارة مع نظيرتها في رام الله وحل بعض الإشكاليات المتعلقة بالفلسطينيين في القطاع. ويعتبر حمد عضواً في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الدورة الانتخابية الأخيرة وأحد المتحدثين مع وسائل الإعلام الدولية والخارجية نظراً لخبرته وإتقانه عدداً من اللغات الأخرى الأجنبية وعمله السابق بالصحافة.
كان حمد منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع خارجه وظهر في أكثر من مناسبة ضمن فريق التفاوض الذي يتولى مسؤولية إدارة المباحثات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي للتوصل لصفقة تبادل ووقف الحرب.
عبد الرحمن غنيمات.. خلية صوريف
ولم يسلم بعض الأسرى المحررين الذين يشغلون مناصب قيادية في الحركة من العقوبات الأميركية، حيث شملت العقوبات عضو المكتب السياسي للحركة عبد الرحمن غنيمات، الذي يتهمه الاحتلال الإسرائيلي بإدارة خلايا عسكرية للمقاومة في الضفة.
كان غنيمات، الذي تحرر من الأسر في صفقة التبادل عام 2001، جزءاً من خلية صوريف التي نفذت عدة عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، من أبرزها خطف وقتل الجندي شارون إدرى وعملية مقهى أفروفو في تل أبيب. وغنيمات موجود في تركيا منذ سنوات حيث أبعده الاحتلال الإسرائيلي في صفقة التبادل، فيما ينسب إليه أخيراً تجنيد خلايا عسكرية للحركة في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
موسى عكاري.. أحد مبعدي مرج الزهور
أما القيادي موسى عكاري فهو أسير محرر تعود جذوره إلى مدينة القدس المحتلة وهو من ضمن أسماء محدودة سمح الاحتلال بالإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل عام 2011، بعدما قضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية.
وهو أحد أعضاء المجموعة التي أسرت الرقيب أول في حرس الحدود الإسرائيلي نسيم توليدانو قرب مدينة اللّد المحتلّة في 13 ديسمبر/كانون الأول 1992، حيث قامت الحركة بخطفه وقتله بعدما طالبت بإطلاق الشيخ أحمد ياسين مقابل إطلاق سراحه، وعندما رفض الإسرائيليون ذلك قامت حماس بقتله. وقد تلت ذلك حملة اعتقالات إسرائيلية شملت 1300 من أعضاء حماس وأنصارها، وتم إبعاد 415 شخصا معظمهم من حماس إلى جنوب لبنان.
اعتقل عكاري ضمن هذه الحملة ولكنه لم يبعد للخارج، وكان عمره آنذاك 21 عاماً، وصدر بحقه حكم يقضي بسجنه ثلاث مؤبدات وأربعين عاماً، قبل أن يفرج عنه في صفقة شاليط ويبعد إلى تركيا مع عشرات الأسرى. وتتهمه الإدارة الأميركية بالسماح بتدفق الأموال إلى غزة والضفة الغربية المحتلة من خلال نشاطات تجارية واقتصادية يقوم بها للحركة من خلال استثمارات ونشاطات يتولى إدارتها منذ سنوات، إلى جانب عضويته في المكتب السياسي لحماس.
سلامة مرعي.. أسير مبعد إلى تركيا
أما القيادي سلامة مرعي فلا تتوفر الكثير من المعلومات عنه باستثناء وجوده في تركيا منذ الإفراج عنه عام 2011 وإبعاده إليها، إلى جانب أنه سجن سابقا لدوره في هجوم عام 1993 في الضفة الغربية المحتلة أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي. وتتهمه الإدارة الأميركية هو الآخر بتولي مسؤولية بعض الأنشطة المالية للحركة عدا عن كونه جزءاً من المكتب السياسي لحركة حماس على المستوى العام وعلى مستوى الضفة الغربية وكان من الشخصيات المقربة من صالح العاروري الذي اغتاله الاحتلال في لبنان في بداية العام الجاري.
محمد نزال.. أحد أبرز المتحدثين باسم "حماس"
يُعد محمد نزال، العضو في المكتب السياسي لحماس، أحد أبرز المتحدثين باسمها منذ التسعينيات وكان كثير الظهور إعلامياً في سنوات الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الحجارة)، وأصل عائلته من مدينة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة. وكان مقر إقامته الأردن في البداية ثم مع إغلاق السلطات مكتب الحركة في عمّان، انتقل إلى سورية ومن هناك تنقّل بين أكثر من مكان.
ويقول مقربون من حماس إنه انتمى للتيار الإسلامي مبكراً، وكان مقرباً من مؤسسي الحركة ومسؤوليها، وظل لسنوات مدافعاً عنها وعن خياراتها وتوجهاتها. وبرز مجدداً في الساحة الإعلامية بعد سنوات من الغياب، بالتزامن مع عملية "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية الشاملة التي تشن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على قطاع غزة.