أعلنت الجزائر استعدادها لتحريك ملف ليبيا في مجلس الأمن الدولي بصفتها تشغل مقعد عضو غير دائم، والقيام بخطوات لصالح تسوية نهائية للأزمة الليبية، وجددت دعمها لأي جهود تفضي إلى حل وطني بين الليبيين للأزمة في ليبيا.
وأكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال لقائه رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في العاصمة الليبية طرابلس، اليوم السبت، "استعداد الجزائر للمساهمة من موقعها بمجلس الأمن في المرافعة عن انشغالات وأولويات الأشقاء الليبيين للمضي قدما نحو الإسراع في تحقيق حل ليبي-ليبي ينهي الأزمة بصفة نهائية".
وتدعم الجزائر مسار الحوار والمصالحة في ليبيا، وتشدد في مواقفها المعلنة على منع التدخلات الأجنبية، وإخراج المرتزقة من ليبيا، وتشجيع الأطراف الليبية على صياغة الأرضية التي تسمح بإجراء انتخابات تعيد شرعية المؤسسات السيادية للدولة الليبية.
وسلم عطاف إلى المنفي رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لم يكشف عن مضمونها، ونقل تطلع تبون إلى لقاء قريب مع المنفي لمواصلة التنسيق معه حول كل المواضيع التي تصب في صلب اهتمامات البلدين، وكان اللقاء بمثابة فرصة لاستعراض واقع وآفاق العلاقات الجزائرية-الليبية، والمستجدات الأمنية والسياسية في منطقة الساحل الصحراوي، والقضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في قطاع غزة المحاصر.
وكان عطاف وصل صباح اليوم إلى طرابلس، قادما من تونس، حيث كان قد سلم رسالة من الرئيس تبون إلى الرئيس التونسي قيس سعيد، وأجرى مباحثات سياسية مع نظيره التونسي نبيل عمار، وتؤشر التحركات الجزائرية باتجاه كل من تونس وليبيا، على مسعى جزائري غير معلن باتجاه تأمين الموقف والتنسيق في قضايا محددة تخص أمن المنطقة واستحقاقاتها السياسية والأمنية.
وفي أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني، قال عطاف خلال لقائه الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عبد الله باتيلي، إن "استمرار التدخلات الأجنبية في الأزمة الليبية يحد من فرص إنهاء الأزمة التي حالت دون حلها لفترة طويلة تدخلات أجنبية، وجدد دعم الجزائر الكامل لمسار إنجاز الانتخابات لتوحيد مؤسسات الدولة وتثبيت وقف إطلاق النار".
وأضاف عطاف: "تبقى قناعتنا راسخة بأن جوهر الأزمة ولب الصراع يتمثلان في التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي، وهي التدخلات التي ترفضها الجزائر رفضاً تاماً، وتدعو لإنهاء جميع أشكالها وأساليبها وصورها في المشهد الليبي، سياسيةً كانت أو عسكرية"، مشيرا إلى أن "هذه الأزمة ما كانت لتكون لولا التدخل العسكري الأجنبي، والأزمة الليبية ما كانت لتدوم لولا التدخلات الخارجية المتواصلة التي ساهمت في تغذية الانقسام بين الأشقاء الليبيين، وفي تعقيد المساعي الرامية لمرافقتهم نحو صياغة التوافقات السياسية الضرورية لرأب النزاع وصدعه".