اتهم عضو مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان المكوّن العسكري، شريك السلطة الانتقالية في البلاد، بمحاولة السيطرة على الأوضاع السياسية.
وقال سليمان، في مقابلة مع تلفزيون السودان الرسمي، الجمعة: "هنالك محاولة من المكون العسكري لتعديل المعادلة السياسية وهذا مخل بعملية الشراكة"، معتبراً أن ذلك "هو الانقلاب الحقيقي وهو انقلاب أبيض".
وأضاف: "المكون العسكري بحديثه عن خلافات داخل قوى الحرية والتغيير يهدف إلى السيطرة على العملية السياسية وتعيين أشخاص محددين (لم يذكرهم) في السلطة، وهذا مرفوض".
وأردف: "(رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح) البرهان ليس وصياً على العملية السياسية بالبلاد، أرفض حديثه حول وصاية المكون العسكري على العملية السياسية".
ويخوض شريكا الحكم في السودان، العسكر والمدنيون، معارك كلامية وسجالاً سياسياً، تعود أسبابه إلى المحاولة الانقلابية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، ونفّذها أكثر من 20 ضابطاً في الجيش السوداني، وباءت بالفشل في ساعاتها الأولى.
وتبادل المكونان العسكري والمدني في السلطة الانتقالية تحميل المسؤوليات بشأن ما جرى للطرف الآخر. المكون المدني، ممثلاً في حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وأعضاء مجلس السيادة من المدنيين، بادروا بالكشف باكراً عن المحاولة الانقلابية وإدانتها، واتهام النظام السابق بالتورط فيها.
في المقلب الآخر، تأخر المكون العسكري في إصدار بيان حول المحاولة الانقلابية، وانتظر حتى زيارة رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، لسلاح المدرعات، البؤرة الرئيسية لتنفيذ المحاولة الانقلابية الفاشلة. وبدلاً من إدانة الانقلاب، وجّه البرهان رسائل حادّة ضد المكون المدني، واتهمه بالفشل الحكومي وبالتسبب في التردي الاقتصادي.
(الأناضول، العربي الجديد)