عصابة تتبع لأمن النظام السوري تثير الرعب في السويداء

14 سبتمبر 2021
تشهد السويداء توتراً أمنياً وانتشار نقاط عسكرية (Getty)
+ الخط -

تشهد محافظة السويداء، جنوب سورية، توترات أمنية جديدة جراء قيام إحدى عصابات الخطف التابعة للأمن العسكري، باعتراف متزعمها المدعو راجي فلحوط، بخطف عدة مدنيين بقوة السلاح وإثارة الذعر عبر عمليات إطلاق نار في الشوارع ما تسبب بسقوط ضحايا إضافة إلى القيام بخطف مدنيين، في محاولة للضغط على فصيل يدعى "قوات مكافحة الإرهاب"، بعد أن ألقى الأخير القبض على عنصرين يتبعان لـ"فلحوط" مؤخراً وبث اعترافات لهما تفيد بأنهما كانا مكلفين بتنفيذ عمليات اغتيال بحق قياداته، الأمر الذي يهدد بوقوع صدامٍ مسلح في المحافظة وهو ما يدفع له النظام بهدف خلق فرصة لإعادة سيطرته على السويداء. 

وأفادت مصادر محلية، طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، "العربي الجديد" بأن "عصابة راجي فلحوط التابعة للأمن العسكري، والتي يحمل أفرادها بطاقات أمنية وبحقها عشرات قضايا القتل تحت التعذيب والخطف والسلب المسلح والاتجار بالمخدرات إلى الاتجار بالسلاح وإثارة الذعر بين المدنيين، قامت بخطف المدني محمد العبدالله من دكانه وسط مدينة السويداء، وطالب طب الأسنان في جامعة دمشق، حيان الحكيم، في بلدة عتيل الواقعة على طريق دمشق السويداء خلال عودته من جامعته لمنزله في مدينة السويداء، بهدف الضغط على قوات مكافحة الإرهاب لإطلاق سراح المدعو حازم ابو فخر أحد عناصره، الذي ألقت الأخيرة القبض عليه وبثت له اعترافاً مصوراً يقر به أنه مكلف من قبل فلحوط للعمل على اغتيال المدعو سامر الحكيم الوجه الأبرز في قوات مكافحة الإرهاب".  

وبينت المصادر أن "عصابة فلحوط أطلقت سراح الحكيم الاثنين جراء وساطة أهلية، إلا أن العبد الله مازال محتجزاً لدى فلحوط، الذي نشر على صفحته فيديو يناشد به العبد الله شقيقه للضغط لإطلاق سراح أبو فخر"، مضيفة: "قامت مجموعة من المسلحين التابعين لفلحوط بمساندة من عناصر عصابة معتز ورامي مزهر، مقرها في مدينة السويداء، بإطلاق النار أمس الأحد على تجمع من الأشخاص المناصرين للعبد الله على دوار الملعب البلدي وسط مدينة السويداء، ما أدى إلى مقتل إحسان الشقيق الأكبر للعبد الله وإصابة شخص آخر".

وذكرت أن "التوتر مازال قائماً في المدينة، التي شهدت أول أمس نتيجة الأحداث انتشاراً لمجموعات مسلحة في النقاط الرئيسية من المدينة وبلدة الرحى الملاصقة للسويداء من الجهة الجنوبية الشرقية وطريق عتيل من الجهة الشمالية للمدينة، إلا أن المشهد الاثنين في شوارع المدينة كان طبيعياً، في ظل جهود تبذلها بعض القوى والشخصيات لإنهاء التوتر بين الطرفين".  

من جانبه، قال الناشط "أبو جمال معروف" (اسم مستعار لأسباب أمنية)، المقيم في السويداء، لـ"العربي الجديد": "يبدو أن النظام يريد أن يقامر على السويداء عبر تفجير الوضع بداخلها، فإما يعيد سيطرته عليها كما كانت قبل عام 2014 وإما يتخلص من أعبائها الخدمية والإدارية بالرغم من أنها اليوم بأسوأ أحوالها"، موضحاً: "النظام وجد بتشكل حزب اللواء السوري وقوات مكافحة الإرهاب، اللذين طرحا الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحماية مؤسسات الدولة والوقوف بوجه تهريب وتجارة المخدرات والخطف وغيرها من الأعمال غير المشروعة، تهديداً لمصالح متنفذيه المتورطين بمثل هذه الأعمال، فحاول بداية خلق صراع بين فلحوط وبين التشكيل الجديد جراء توقيف سيارة مسروقة من قبل فلحوط وإعادتها إلى أصحابها، إلا أن مكافحة الإرهاب استطاعت سحب الذرائع وهدأت الموقف لعدم الدخول بصراعات جانبية".  

وتابع: "بعدها دفع النظام بميليشيا الدفاع الوطني التي ذهبت إلى التصعيد العسكري وإعلان عزمها مداهمة مقرات مكافحة الإرهاب في بلدة الرحى، إلا أن موقف الأهالي الرافض للدفاع الوطني وتلقيه عدة ضربات متتالية منها التحاق عناصر الدفاع الوطني بالرحى بالحكيم، جعل قيادة المليشيا تتراجع عن التصعيد، لكن يبدو أن الأمن العسكري غير المخطط راح كالعادة إلى سياسة الاغتيالات المعتمدة في درعا جارة السويداء، وتبين أن فلحوط وعصابته هم الأدوات، وتسبب كشف هذا المخطط من قبل قوات مكافحة الإرهاب عبر إلقاء القبض على خلية في الرحى خلطت أوراق فلحوط والأمن العسكري ودفعت بهم للهروب إلى الأمام عبر التصعيد".  

وأعرب عن اعتقاده بأن "النظام يعتبر فلحوط ومعتز ورامي مزهر وسليم حميد ومجدي نعيم وأمثالهم من العصابات أدوات رخيصة، وهو يدفع بها دائما لخلق مواجهة مع الفصائل غير الراضخة للأمن أمثال حركة رجال الكرامة وعدد أخر من الفصائل المحلية إضافة إلى قوات مكافحة الإرهاب، بهدف التخلص من أكبر عدد ممكن من عناصر الجهتين وإنهاك الفصائل، ويكون الحل بدخول قواته لإعادة الأمن تحت مناشدة الأهالي والوجهاء، وبالتالي إعادة بسط هيمنتها على المحافظة المتمردة عليه أمنياً منذ عام 2014"، واستدرك قائلاً: "يعتقد النظام أنه اللاعب الوحيد في المنطقة، فهناك أيضاً جهات أخرى تترقب حدوث أي خلل لتغيير المعادلة في السويداء والمنطقة الجنوبية".

 

يشار إلى أن السويداء تعيش حالة من الصراع الأمني مع القوات النظامية منذ أن أجبرت "حركة رجال الكرامة" النظام عام 2014 على وقف الاعتقالات التعسفية داخل المحافظة، وإجباره على إطلاق سراح كثير ممن يعتقلهم في خارجها، ومنعه من ملاحقة وإجبار المستنكفين عن الخدمة العسكرية في القوات النظامية. 

المساهمون