استمع إلى الملخص
- أثار القرار احتجاجات من أنصار حزب الشعب الجمهوري وحزب ديم الكردي، حيث تجمع المئات للمطالبة بالإفراج عنه، وشارك في التظاهرات شخصيات بارزة مثل أكرم إمام أوغلو.
- تأتي هذه التطورات في سياق سياسي معقد، حيث يُعد عزل رئيس بلدية من حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول سابقة، مما يضيف بعدًا جديدًا للتوترات السياسية في البلاد.
أعلنت وزارة الداخلية التركية، اليوم الخميس، عزل رئيس بلدية منطقة أسنيورت عن المعارضة في ولاية إسطنبول أحمد أوزار، وهي من أكبر بلديات تركيا، وتعيين وصي بدلاً عنه، عقب قرار سجنه في الليل بعد توقيفه والتحقيق معه أمس الأربعاء. ونشرت وزارة الداخلية عبر حسابها على منصة إكس بياناً جاء فيه أن أوزار تم توقيفه "بتهمة العضوية في منظمة إرهابية محظورة"، ليتم عزله بشكل مؤقت من عمله، وتعيين جان أكسوي نائب والي إسطنبول وصياً على البلدية.
وجاء في بيان الوزارة "تم وضع المشتبه به عمدة أسنيورت أحمد أوزار، الذي سجنته المحكمة بتهمة الانتماء إلى منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية المسلحة، ضمن نطاق التحقيق الذي أجراه مكتب المدعي العام في إسطنبول". وأضافت "وفقاً للمادة 127 من الدستور والمادة 47 من قانون البلدية رقم 5393، وكإجراء احترازي، تم إيقاف أوزار عن العمل من قبل وزارة الداخلية، وتم تعيين نائب والي إسطنبول نائباً لرئيس البلدية وفقا للمادتين 45 و46 من قانون البلدية نفسه".
ويأتي إعلان وزارة الداخلية بعد ساعات من قرار حبس أوزار عقب توقيفه بساعات صباح أمس الأربعاء. وخلال ساعات الليل، أعلن عن سجنه بقرار حاكمية الصلح التي نقل إليها في ساعات المساء، مع استكمال التحقيقات وطلب النيابة العامة سجنه.
ووُجهت التهمة لرئيس البلدية بالتواصل مع مطلوبين وأعضاء في حزب العمال الكردستاني، بعد تدابير احترازية من قبل النيابة العامة قسم مكافحة جرائم الإرهاب، حيث تمت مراقبة اتصالات أوزار ومراجعتها ومعرفة تواصله مع مطلوب بالنشرة الحمراء وهو رمزي كارتال، فضلاً عن التواصل مع 694 من أعضاء "الكردستاني" والمنظمات التابعة له.
ورافق عملية استجواب أوزار في المحكمة تجمع لأنصار حزب الشعب الجمهوري وحزب ديم الكردي أمام المحكمة للضغط والمطالبة بالإفراج عنه، وبدلاً من تحقيق مطالبه صدر قرار سجنه. ودعا رئيس فرع حزب الشعب في إسطنبول أوزغور تشليك أنصار الحزب للتجمع أمام القصر العدلي بإسطنبول، كما أطلق فرع حزب ديم في إسطنبول الدعوة نفسها، حيث يُعتبر أوزار مرشحاً توافقياً بين الحزبين ضمن توافقات الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس/ آذار الماضي، حيث لم يرشح الحزب الكردي أي مرشح، مقابل دعم مرشح حزب الشعب الجمهوري.
وتجمع المئات من أنصار الحزبين أمام القصر العدلي، وشارك في التظاهرة رئيس بلدية إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو، وألقى كلمة بالحاضرين، طالب فيها بالإفراج عن أوزار، قبل أن تتفرق الجموع لاحقاً مع صدور قرار السجن. وأعلن تشليك أن حزب الشعب الجمهوري سيجمع اللجنة التنفيذية المركزية للحزب في منطقة أسنيورت. وفي الوقت نفسه، تجمع أنصار الحزبين أمام بلدية أسنيورت، وعقب قرار السجن أطلقوا هتافات تنديد، في وقت شددت فيه قوى الأمن إجراءاتها حول البلدية، ولا تزال الإجراءات مستمرة اليوم.
من ناحيته، وجه زعيم حزب الشعب الجمهوري نداء لأعضاء اللجنة المركزية للحضور إلى أسنيورت من أجل الاجتماع، عبر منشور على إكس، جاء فيه أنه جرى إلغاء مخيم للحزب مقرر في ولاية أنطاليا في الفترة بين 1 و3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وإجراء اجتماع مجلس الحزب في إسطنبول في الثالث من الشهر المقبل. كما أوضح أن اجتماع اللجنة المركزية سيجري بعد ظهر اليوم الخميس، على أن يتم تنظيم تظاهرة أمام مبنى بلدية أسنيورت الساعة الرابعة عصراً، ويتوقع أن تكون تظاهرة حاشدة، حيث اتخذت إجراءات أمنية مشددة.
وينتظر أن تكون هناك تطورات في هذا الملف خلال اليوم والأيام المقبلة، حيث إن عملية العزل المؤقت وتعيين وصي على بلدية تابعة لحزب الشعب الجمهوري هي الأولى من نوعها، كما أن حصولها في إسطنبول أيضاً يُعد سابقة، حيث سبق وتم عزل رؤساء بلديات وتعيين وصاة في بلديات جنوب شرقي تركيا بالسنوات السابقة.
ورشح حزب الشعب الجمهوري بداية علي غوكمان لبلدية أسنيورت، ولاحقاً سحبه ورشح أوزار ضمن تفاهمات المدينة مع حزب ديم الكردي، فيما لم يرشح الحزب الكردي أي مرشح في البلدية، ليفوز أوزار بهذا التحالف في انتخابات البلدية. وتأتي هذه التطورات رغم أحاديث إيجابية من التحالف الجمهوري الحاكم ممثلاً بالرئيس رجب طيب أردوغان، الذي تحدث عن الأخوة التركية الكردية في البلاد، ودعوة غير مسبوقة من زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي لزعيم حزب العمال الكردستاني بحل الحزب والاستفادة من العفو، وتجاوب حزب ديم الكردي بشكل إيجابي مع خطوات الحكومة.