عزلة إسرائيلية وسط تنديد وضغوط في ظلّ العدوان المتواصل على غزة

01 يونيو 2024
تظاهرة في إندونيسيا تحت شعار "كل العيون على رفح" 1 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الانتقادات العالمية ضد إسرائيل تصاعدت بشكل كبير بعد عملية "طوفان الأقصى" والضربات في غزة، مما أدى إلى تراجع التعاطف الدولي معها وزيادة الدعم للفلسطينيين.
- حملات التنديد الدولية شملت إجراءات قانونية مثل أوامر وقف الهجوم من محكمة العدل الدولية وطلبات إصدار مذكرات توقيف ضد مسؤولين إسرائيليين، ما يعكس تحولاً في الرأي العام الدولي.
- الإسرائيليون يشعرون بالعزلة والتهميش دوليًا، ويعتبرون أنفسهم ضحايا لازدواجية المعايير ومعاداة السامية، مما يعمق الانقسام بينهم وبين العالم بشأن الصراع في غزة ومستقبل السلام.

يشعر الإسرائيليون بالعزلة وسط موجة الانتقادات التي تطاول دولة الاحتلال، ما بين تهديدات من المحاكم الدولية والتنديد بمجازر أودت بالمئات من الشهداء عبر استهداف مخيمات النازحين في جنوب قطاع غزة بالتزامن مع تظاهرات تعمّ الجامعات الغربية تأييدا لفلسطين.

كانت إسرائيل واثقة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، من أنها ستحصل على دعم ثابت من حلفائها كما من قسم كبير من الرأي العام الدولي، غير أن التعاطف معها تراجع على وقع العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ239 على التوالي، وسط مجازر يومية مستمرة.

وأثارت ضربة إسرائيلية في 26 مايو/ أيار الماضي على رفح بأقصى جنوب القطاع، وأسفرت عن استشهاد 45 فلسطينياً في مخيم للنازحين بحسب وزارة الصحة في غزة، حملة تنديد عمت العالم من إسطنبول إلى بكين ومن واشنطن إلى باريس.

وردا على هذه الضربة، تداول أكثر من 47 مليون حساب عبر العالم على إنستغرام صورة ولّدها الذكاء الاصطناعي وتحمل شعار "كل العيون على رفح" الذي بات وسما منتشرا على الموقع. وبعدها بيومين، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة في المواصي باستهداف خيام نازحين، ما أسفر عن سقوط 22 شهيداً على الأقل وعشرات الجرحى.

وقالت ناتالي الفرنسية الإسرائيلية طالبة عدم كشف كنيتها "إنها مأساة للجميع"، مشيرة كذلك إلى مصير المدنيين الفلسطينيين.

وقالت المرأة الخمسينية: "بما أن الجميع متصل بالإنترنت، نرى ما يجري، نشعر بأننا مكروهون فعليا من الجانبين".

وتابعت: "نشعر بأننا متهمون بأننا مستعمرون وإمبرياليون، في حين أننا نرى أنفسنا لاجئين"، في إشارة إلى اليهود الذين وصلوا إلى المنطقة قبل وبعد 1948، عام "النكبة" التي أرغم خلالها نحو 760 ألفا من الفلسطينيين على ترك موطنهم.

"العالم ضد إسرائيل"

من جانبها، لفتت داليا شيندلين المحللة السياسية العاملة في تل أبيب إلى أن الإسرائيليين يعتبرون الرد الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى بمثابة "صراع وجودي".

وفي محاولة للتعبير عن الشعور السائد في إسرائيل، تصف شيندلين "معاناة مشروعة" للإسرائيليين الذين ما زالوا تحت وطأة "صدمة" السابع من أكتوبر، مبدية في الوقت نفسه أسفا "للأعمال المدمرة وغير المقبولة" ضد المدنيين في قطاع غزة.

وقالت الباحثة إن الإسرائيليين "يعتقدون أن العالم ضد إسرائيل. يعتقدون أن العديد من الهيئات والدول معادية للسامية وأن هناك ازدواجية في المعايير".

وشددت على أن "رؤية إسرائيل متّهمة من محكمتين دوليتين بارزتين بأسوأ الجرائم في العالم التي يعتقد الإسرائيليون أنها ارتُكبت بحقهم وحدهم" أمر "يصعب جدا" عليهم تقبله.

وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف هجومها على مدينة رفح في حكم صدر إثر رفع جنوب أفريقيا شكوى إلى الهيئة القضائية العليا في الأمم المتحدة متهمة إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية"، فيما طلب المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين في طليعتهم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وأوضحت الباحثة المتخصصة في استطلاعات الرأي السياسية في إسرائيل أن الإسرائيليين يرون أن هجوم حركة حماس "يفترض أن يبرر كل ما تفعله إسرائيل".

وردا على صورة "كل العيون على رفح"، نظّمت في إسرائيل حملة مضادة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث انتشرت صورة مركبة لوجوه المحتجزين الإسرائيليين يعترضها شعار "إن كانت عيونكم على رفح ساعدونا في العثور على الرهائن".

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "بيو ريسيرتش سنتر" قبل قصف مخيم النازحين في 26 أيار/مايو، أن 40% من الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن الدولة العبرية ستحقق "بلا أي شكّ" كل أهدافها الحربية ضد حماس.

وبحسب الاستطلاع، فإن 4% فقط من الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة ذهب "أبعد مما ينبغي".

وفي القدس المحتلة، رأت أني ديكبيكيان الأرمنية المولودة في المدينة أن الحرب زادت "الكراهية" من الجانبين.

وأضافت: "هذا له وقع علينا، وأتكلم بصفتي مسيحية" متمنية عودة "السلام والمحبة والاحترام".

ورغم إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، في خطاب له الجمعة، أن إسرائيل تقدمت بمقترح جديد من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب على غزة، موضحاً أن المقترح هو خريطة طريق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، ودعوته كافة الأطراف إلى الموافقة على المقترح، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته العنيفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة لليوم الـ239 على التوالي.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون