استمع إلى الملخص
- **توقف المفاوضات النووية وتفاهمات جزئية**: توقفت المفاوضات بين طهران وواشنطن منذ سبتمبر 2020، ولم تنجح ثماني جولات في فيينا في إحياء الاتفاق. تخلت طهران عن التزاماتها النووية، لكن تفاهمات جزئية خفضت التوتر.
- **أولويات السياسة الخارجية الإيرانية**: أكد عراقجي دعم إيران لمحور المقاومة، وأولويات السياسة الخارجية تشمل تعزيز العلاقات مع الجيران، أفريقيا، أميركا اللاتينية، الصين، وروسيا، مع تقليل التركيز على أوروبا.
أكد وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي مساء اليوم الجمعة، في حوار مع التلفزيون الإيراني، أن إحياء الاتفاق النووي لم يعد ممكناً، داعياً إلى إطلاق مفاوضات نووية جديدة للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
وأضاف عراقجي أن بلاده ستسعى إلى مفاوضات نووية جديدة، وقال إنّ استئناف هذه المفاوضات أيضاً "ليس سهلاً كالسابق" بسبب الظروف الإقليمية والدولية الراهنة على خلفية الحرب على غزة والحرب الأوكرانية، مقدماً سرداً عن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018 وإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن بعد توليه الرئاسة رغبته في العودة إلى الاتفاق والشروط الإيرانية لتحقيق هذه العودة، التي أكد وزير خارجية إيران اليوم أنها لم تعد ممكنة، وذلك بعد أكثر من ثلاث سنوات من المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.
يُشار إلى أن المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي الإيراني توقفت منذ سبتمبر/أيلول 2020، ولم تنجح ثماني جولات تفاوض علنية غير مباشرة مع واشنطن في فيينا، بعد تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة عام 2020، في إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018، وهو ما دفع طهران مع مرور الوقت إلى التخلي عن التزاماتها النووية بموجب الاتفاق، منها إنهاء قيود الرقابة المشددة على برنامجها النووي بموجب البروتوكول الإضافي المكمل اتفاقَ الضمانات التابع لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. واليوم، الرقابة من خلال عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية على هذا البرنامج ومنشآت إيران النووية تقتصر على اتفاق الضمانات وليس الاتفاق النووي. إلا أن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري عقد عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة مع كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك في العاصمة العمانية، توصلت أحيانا إلى تفاهمات جزئية بشأن خفض التوتر والتصعيد.
وخلال مايو/ أيار الماضي، عقدت جولة أخرى من هذه المباحثات السرية غير المباشرة في عمان بعد جولة يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بعد أن شكلت عملية "طوفان الأقصى" والحرب على غزة عقبة أمام استمرار مسار التفاهمات الجزئية التي كانت تتركز حول الملف النووي وسبل خفض التصعيد بشأنه.
دعم "محور المقاومة"
كما أكد وزير خارجية إيران الجديد أن بلاده ستواصل دعم محور المقاومة في المنطقة "تحت أي ظرف"، مشيراً إلى أنه عند حديثه عن أن بعض أشكال الصراع مع أميركا "غير قابل للحل"، قصد دعم المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي. وأضاف عراقجي أن دعم لبنان وفلسطين واليمن "من السياسات غير القابلة للتغيير"، مسمياً عدة أولويات في العلاقات الخارجية للحكومة الإيرانية الجديدة، وقال إن الأولوية الأولى هي للعلاقات مع الجيران ودول المنطقة.
وبين أن الأولوية الثانية هي لتوسيع العلاقات مع أفريقيا وأميركيا اللاتينية والدول الراغبة في تطوير العلاقات مع طهران، والأولوية الثالثة للصين وروسيا ودول أخرى "كانت إلى جانب إيران في الأيام الصعبة"، مشيراً إلى أن العلاقات مع القوى الصاعدة مثل الهند وتركيا والبرازيل تمثل الأولوية الرابعة.
وقال عراقجي إن العلاقات مع أوروبا ليست حالياً ضمن أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، رابطاً عودة أوروبا إلى خانة الأولويات الإيرانية بإصلاح سياساتها تجاه طهران. وشدد عراقجي على أن بلاده لا تعمل على إنهاء الصراع مع أميركا لوجود "خلافات أساسية"، قائلاً إنها ستسعى إلى إدارة هذا الصراع، ومؤكداً أنه "لا ينبغي أن نسمح بتشكيل إجماع دولي ضدنا".