جدّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان استعداد بلاده لإعادة بناء وتأهيل معامل إنتاج الطاقة الكهربائية في لبنان وبناء معامل جديدة "انطلاقاً من التوافق الذي يمكن التوصل إليه مع الحكومة اللبنانية".
من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، خلال لقائه مع عبد اللهيان، إن "الأوضاع في لبنان صعبة، ولكننا نعمل على تسيير الأمور، ولدينا الثقة والعزيمة للعمل على الخروج من هذه المحنة".
وقال المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة اللبنانية إن "الاجتماع بحث العلاقات بين لبنان وإيران وسبل تطويرها، إضافة إلى الوضع في المنطقة".
وأشار مصدرٌ مقرّبٌ من الرئيس ميقاتي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن وزير خارجية إيران تطرق إلى ملف الطاقة والفيول الإيراني، وأبدى استعداد إيران لمساعدة لبنان للخروج من الأزمة التي يعاني منها، ولا سيما على صعيد الكهرباء، "وقد شرح ميقاتي له صعوبة الموضوع والعوائق التي تحول دون إتمام الاتفاق، وأن هناك مكتباً قانونياً يتابع مع الجانب الأميركي الملف، وذلك لتفادي العقوبات الأميركية على لبنان".
وكان عبد اللهيان قد وصل، مساء أمس الخميس، إلى بيروت، في إطار زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين للتباحث بالملف اللبناني، وآخر المستجدات على صعيد المنطقة.
وقال عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مشترك، اليوم الجمعة، مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، إن إيران مستعدة في إطار الدعم الكامل الذي تودّ أن تقدّمه للبنان أن تلتزم بالأمور الملقاة على عاتقها من خلال هذا الاتفاق، وسبق أن زار فريق تقني وفني لبناني إيران، واجتمع مع المعنيين في إطار تأمين الفيول والمحروقات التي يحتاجها لبنان لتأمين الطاقة الكهربائية.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني أن "الأمن والتطور في لبنان هما من أمن وتطور إيران، بل من أمن وتطور المنطقة برمّتها"، مشدداً: "نشعر بالسعادة عندما نرى أن المشكلات والمتاعب التي يعاني منها لبنان تخفّ يوماً بعد يوم".
وأشار عبد اللهيان إلى أنه اتفق مع وزير خارجية لبنان، خلال اللقاء الأخير، على تفعيل العلاقات الثنائية، و"بدأنا نشهد بعض الخطوات الإيجابية والملموسة بهذا الإطار"، لافتاً "تداولنا اليوم حول أفضل السبل الآيلة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية بين البلدين، لما للتعاون من انعكاس إيجابي على مصلحتهما معاً".
عبد اللهيان: على ثقة بإيجاد مخرج للشغور الرئاسي
وفي ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، قال عبد اللهيان إن "إيران لا تتدخل في الشؤون اللبنانية.. نحن ندعو ونرحّب بتلاقي وتحاور كل التيارات السياسية اللبنانية للتوصّل إلى حل لمسألة الشغور الرئاسي، ونحن على ثقة بأن التيارات السياسية لها الوعي والبصيرة والتجربة لتجد مخرجاً للشغور، وتنتخب رئيساً جديداً في أقرب وقتٍ ممكنٍ".
بدوره، تحدث وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب، في المؤتمر الصحافي المشترك، عن وجود عوائق واختلاف سياسي وضغوط خارجية تحول دون الاستفادة من المساعدات الإيرانية للبنان، لكنه أكد في المقابل أن المساعي مستمرة والمحاولات جدية للاستفادة منها.
وقال بو حبيب إنه "جرى التباحث في عدد من المواضيع، واستمعنا من عبد اللهيان إلى حرص إيران على استقرار لبنان وأهمية نجاح اللبنانيين في التوصل لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن"، مشيراً إلى أنه "استمع من وزير الخارجية الإيراني إلى الوضع في إيران على ضوء الأحداث الأخيرة، وعبّر عن حرص لبنان على استقرار إيران ورفضه المبدئي تدخل أي دولة في شؤون الدول الأخرى".
عبد اللهيان: نرحب بعودة العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية
من جانب آخر، أكد عبد اللهيان أن إيران تقف داعمة بشكل واضح للمقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية تجاه تهديدات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على هذين البلدين.
وقال عبد اللهيان إن إيران ترحّب بعودة العلاقات الطبيعية مع المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى افتتاح المكاتب التمثيلية أو السفارات في الرياض وطهران، في إطار الحوار القائم، والذي ينبغي أن يستمرّ بين البلدين.
وأشار إلى أن "هناك اتفاقاً في وجهات النظر على استمرار الحوار السعودي الإيراني بالشكل الذي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين"، مؤكداً أن "إيران لم تبادر لتكون يوماً السباقة إلى قطع العلاقات مع أي دولة من دول العالم الإسلامي، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية".
وأيضاً، قال وزير خارجية إيران: "إننا سعداء بالحوار القائم بين سورية وتركيا، واللقاءات التي تحصل بين مسؤولي البلدين، ونعتقد أنه يمكن أن تنعكس بشكل إيجابي لمصلحة الطرفين".
ورأى أن "الطريقة الأنجع والأفضل لإيجاد مخرج لمسألة العلاقات السورية التركية تكمن في الالتزام بالمفاوضات في إطار أستانة، مع إعطاء دور للحضور السوري في هذا الحوار".
عبد اللهيان يلتقي نصر الله
إلى ذلك، أعلنت الدائرة الإعلامية في "حزب الله"، أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله استقبل اليوم وزير خارجية إيران حسين عبد اللهيان والوفد المرافق له، بحضور السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني.
وقال البيان إنه "جرى استعراض آخر التطورات السياسية في لبنان وفلسطين والمنطقة، وبالخصوص الاحتمالات والتهديدات الناشئة عن تشكيل حكومة الفاسدين والمتطرفين في كيان العدو، وموقع حركات المقاومة، وكل محور المقاومة، في مواجهة المستجدات والأحداث الإقليمية والدولية".
وقال مصدرٌ في "حزب الله" لـ"العربي الجديد"، إن "اللقاء بحث مجمل ملفات لبنان والمنطقة، والأزمة الاقتصادية اللبنانية، إضافة إلى بحث موضوع الهبة الإيرانية والعوائق التي تحول دون إتمامها، كما كان عرض للمساعدات الإيرانية التي قدمت للحزب، منها الوقود الإيراني، وكيفية توزيعه على دفعات على القرى والبلدات اللبنانية".
كما اجتمع وزير الخارجية الإيراني، مع رئيس البرلمان نبيه بري، وتناول اللقاء الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين، من دون أن يدليا بأي تصريح بعد اللقاء.