عبد اللهيان من بيروت: واشنطن طلبت تجنب حرب شاملة بين "حزب الله" وإسرائيل

10 فبراير 2024
عبد اللهيان: خلال الحرب وفي الأسابيع الماضية تبادلت إيران وأميركا الرسائل (فرانس برس)
+ الخط -

طهران وواشنطن تبادلتا رسائل في الأسابيع الماضية

جبهة جنوب لبنان تشهد تصاعداً خطيراً في حدّة المواجهات

عبد اللهيان التقى وزير خارجية لبنان وأمين عام "حزب الله"

قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم السبت، إن بلاده تبادلت رسائل مع الولايات المتحدة منذ تنفيذ حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أن الرسائل تحدثت كذلك عن "حزب الله" اللبناني.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني عبد الله بو جبيب في بيروت، بحسب ما نقلته وكالة رويترز، "خلال هذه الحرب وفي الأسابيع القليلة الماضية، تبادلت إيران وأميركا الرسائل"، مؤكداً أن واشنطن طلبت من طهران مطالبة "حزب الله" بـ"عدم الانخراط على نطاق واسع وكامل" في حرب مع إسرائيل.

وكان عبد اللهيان استهل لقاءاته، اليوم السبت، بالأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، حيث جرى عرض التطورات في المنطقة والجنوب اللبناني.

وتشهد جبهة الجنوب في لبنان تصاعداً خطيراً في حدّة المواجهات بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في وقتٍ تتزايد الضغوط الدولية والحراك الدبلوماسي لمنع توسّع رقعة الاشتباكات ومحاولة إيجاد صيغة حلول سياسية لنزع فتيل التوترات على الحدود.

وقال "حزب الله" في بيان إن "عبد اللهيان ونصر الله استعرضا آخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، خصوصاً في قطاع غزة وجنوب لبنان، وبقية جبهات المقاومة، وتباحثا حول المستقبل القريب للأوضاع في لبنان والمنطقة".

وقال مصدرٌ نيابي في "حزب الله"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللقاء تناول آخر التطورات على صعيد مفاوضات الهدنة في غزة، والمواجهات الدائرة في الجنوب اللبناني، وكانت هناك تحية من الوزير الإيراني لأداء المقاومة والدور الكبير الذي تلعبه في مساندة فلسطين، فضلا عن التشديد على دعم إيران للمقاومة في لبنان".

وأشار إلى أنّ "حزب الله يرد على كل اعتداء إسرائيلي وتجاوز بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب، وهو لن يسكت عن الاستهدافات الإسرائيلية، لا سيما للمدنيين، وعملياته النوعية تكثفت في الفترة الأخيرة، وهذا لا يزال جزءاً بسيطاً من قدرات وقوة المقاومة"، لافتاً إلى أنّ "الجبهة ستبقى مفتوحة ما دام العدوان على غزة مستمرّاً، وكل التهديدات الإسرائيلية لا تخيف حزب الله".

الصورة
نصر الله وعبد اللهيان
اللقاء تناول آخر التطورات على صعيد مفاوضات الهدنة في غزة (تليغرام)

ولفت المصدر إلى أن "حزب الله وجّه ضربات مؤذية للعدو أمس الجمعة، خصوصاً استهدافه ثكنة كيلع في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وهي قاعدة مهمّة جداً لجيش الاحتلال، وهذه رسالة بأنّ الحزب قادر على الحاق الأذى الكبير بالعدو، وصواريخه يمكن أن تصل إلى أي موقع".

كما التقى وزير الخارجية الإيراني قادة المقاومة الفلسطينية، في مقدمتهم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، والقيادي في حركة حماس أسامة حمدان، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر.

وأكد عبد اللهيان في اللقاء أن "على اللاعبين الإقليميين والدوليين تجنّب فرض مشاريعهم على الشعب الفلسطيني"، داعياً إياهم إلى السماح للفلسطينيين بتقرير مصيرهم وفق آليات يتفقون عليها.

وانتقل عبد اللهيان إلى السرايا الحكومية، حيث التقى صباحاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وذلك في إطار جولته في بيروت على المسؤولين اللبنانيين، وشخصيات سياسية.

وأكد الوزير الإيراني، بحسب ما نقل عنه المكتب الإعلامي لميقاتي، "ضرورة تضافر كلّ الجهود للتوصّل إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والوصول إلى حلول عادلة لكلّ دول المنطقة".

وأفادت الخارجية الإيرانية، في بيان، بأن عبد اللهيان أكد خلال اللقاء مع ميقاتي أن "استمرار الحوارات والمشاورات مع لبنان يعدّ من الأولويات المهمة لإيران"، متهماً أطرافاً لم يسمها بالسعي لبث الفرقة بين الحكومة والشعب والمقاومة في لبنان.

وأضاف أن بلاده قامت بتحركات خلال الشهور الأربعة الأخيرة لوقف الحرب على غزة، ومنع اتساع نطاقها إقليمياً. مشيراً إلى أن "الهجمات الأميركية والبريطانية على اليمن مستفزة، وتنتهك سيادة ووحدة الأراضي اليمنية".

وقال إن "هذه الهجمات تأتي استمراراً لدعم هذه الدول للاحتلال الإسرائيلي، وتزيد من مخاطر التصعيد بالمنطقة، وتتنافى مع المزاعم الأميركية بشأن عدم الرغبة في اتساع الحرب بالمنطقة"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة لم تخفّض مبيعاتها من الأسلحة لإسرائيل".

وأضاف: "الفلسطينيين وحدهم من يقررون بشأن مستقبلهم، ونحن نعلم أن لديهم خطتهم ومبادرتهم السياسية لمرحلة ما بعد الحرب"، مشدداً على أن "تطورات غزة تتجه نحو حل سياسي، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ما زال يتمسك بالحرب كحل لإنقاذ نفسه".

من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إن "ظروف المنطقة معقدة ومتغيرة"، مؤكداً أهمية قضية غزة وفلسطين، وضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار"، وفق بيان الخارجية الإيرانية.

وأضاف: "نسعى إلى السلام والاستقرار في المنطقة"، داعياً إلى ضرورة إنهاء الحرب على غزة، ومحذراً من خطر توسعها في المنطقة.

عبد اللهيان: الحرب ليست الحل

وقال حسين أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، إن "المفاوضات مع القادة اللبنانيين كانت جيدة، وإيران ولبنان يؤكدان أن الحرب ليست الحل ولا نتطلع إلى توسيع نطاقها".

وأضاف: "نحن نعتقد بأن المقاومة الفلسطينية وحركة حماس قامت بعملها بشكل دقيق بحق الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني وعلى الصعيد السياسي، وواضح للعالم بأنه بعد مضي أكثر من 4 أشهر على الحرب والإبادة الجماعية أن الكيان وداعميه لم يحققوا أي إنجاز".

وأردف عبد اللهيان أن "الولايات المتحدة تتجه بمسارين بشكل متزامن، المسار الأول استمرار إرسال الأسلحة للكيان والمشاركة بالإبادة الجماعية، والثاني هو الحديث عن التوصل لحل سياسي".

وتابع: "نحن نقول بكل صراحة بأنه إذا كانت أميركا تتطلع نحو إرساء الهدوء فيعني ذلك وقف الإبادة والحرب بحق غزة والضفة الغربية".

وزاد قائلاً: "تلقينا تقارير جيدة من المسؤولين في لبنان، وإيران لا تريد إلا الخير للبنان".

من جهته، قال بوحبيب إن "لبنان لم يرغب يوماً في الحرب ولا يسعى إليها"، مضيفاً: "قدمت لوزير الخارجية الإيراني رؤيتنا لحل شامل للتوتر في جنوب لبنان على أساس القرار الأممي رقم 1701".

وفي وقت سابق لدى وصوله إلى بيروت أمس الجمعة، قال عبد اللهيان إن "إيران ستستمرّ في دعمها القوي للمقاومة وللبنان"، مؤكداً أن "الحرب ليست حلاً".

كما شدد وزير الخارجية الإيراني على أن "أمن لبنان هو من أمن إيران والمنطقة"، لافتاً إلى أنه "بعد أربعة أشهر من الإبادة الجماعية والاعتداءات الصهيونية ضدّ غزة والضفة الغربية، نشهد أن تل أبيب لم تحقق أياً من أهدافها المُعلَنة حتى الآن، وذلك بقوة المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة".