عبد اللهيان من بيروت: تعاون اقتصادي "كهربائي" وتأكيد على أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها

24 مارس 2022
أكد عبداللهيان على ضرورة أن تُجرى الانتخابات النيابية في موعدها (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

عقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الخميس، لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت جدّد خلالها التأكيد على استعداد إيران مدّ جسور التعاون مع الجمهورية اللبنانية في مختلف المجالات بشكل عام لا سيما اقتصادياً وتجارياً وإنمائياً بشكل خاص. 

ولدى وصوله إلى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت، على رأس وفد قادم من دمشق، صرّح وزير الخارجية الإيراني بأنه طرح على رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، يوم التقاه في منتدى ميونخ منذ شهر تقريباً، استعداد إيران المساهمة في بناء معملين لتوليد الطاقة الكهربائية في لبنان بقوة ألف ميغاواط لكل محطة، مبدياً استعداد بلاده التعاون الكامل والدائم في مجالات عدّة إنمائية واقتصادية أخرى. 

وقال إنّ "الزيارة اليوم إلى لبنان تأتي في سياق العلاقات الطيبة الأخوية والبناءة الموجودة بين البلدين الشقيقين، وستشكل مناسبة لعقد سلسلة لقاءات رسمية مع المسؤولين اللبنانيين للتباحث وتبادل وجهات النظر معهم حول مختلف التطورات الجارية بهذه المرحلة". 

وقدّم عبد اللهيان خلال زيارته لبنان، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جملة عروض ومشاريع خلال المحادثات التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين للدعم في قطاعات حيوية عدة، خصوصاً في مجال الطاقة، وأعلن حينها استعداد الشركات الإيرانية المتخصصة في فترة زمنية لا تتجاوز 18 شهراً بناء معملين لإنتاج الطاقة الكهربائية كل منهما بقوة ألف ميغاواط، الأول في بيروت والثاني في الجنوب، في حال طلب الجانب اللبناني الرسمي ذلك. 

وتأخر وصول وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت، الأمر الذي أدى إلى تغيير جدول برامج لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين والتي استهلها، "بعد التعديلات"، برئيس البرلمان نبيه بري، بعد ظهر اليوم، في اجتماع دام زهاء الساعة، وغادر بعدها عبد اللهيان من دون الإدلاء بأي تصريح. 

وقال مصدرٌ مقربٌ من بري لـ"العربي الجديد"، إنّ اللقاء تناول الأوضاع التي تمرّ بها المنطقة والملف اللبناني خصوصاً من الناحية الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة في البلاد وكذلك الانتخابات النيابية، وأن الجانب الإيراني أكد على أهمية حصولها في موعدها في مايو/أيار 2022، واعتبار هذا الاستحقاق أساسياً لإخراج لبنان مما يعانيه، وإظهار حجم "حزب الله" وحركة أمل شعبياً، في ظل محاربتهما خارجياً، خصوصاً "حزب الله". كما كرر عبد اللهيان استعداد بلاده دعم لبنان ومؤسساته على رأسها الجيش اللبناني. 

عبد اللهيان: الرياض تبعث برسائل متضاربة بشأن تطبيع العلاقات

وعقب لقائه نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، رحّب وزير الخارجية الإيراني في مؤتمر صحافي بعودة العلاقات الطبيعية بين السعودية وإيران، متمنياً على المسؤولين السعوديين أن يتحركوا في الاتجاه الذي يخدم المنطقة. لكنه قال إنّ بلاده تلقت حتى الآن رسائل متباينة من المملكة.

الصورة
عبد اللهيان في بيروت مع عبدالله بوحبيب (حسين بيضون)
عبد اللهيان في بيروت مع عبدالله بوحبيب (حسين بيضون)

وبدأت السعودية وإيران محادثات مباشرة العام الماضي في محاولة لاحتواء التوتر بين البلدين. وكان وزير الخارجية العراقي، الذي يتوسط في المحادثات بين الطرفين في بغداد، قد قال من قبل إنّ الجولة الخامسة ستعقد في 16 مارس/ آذار. لكن وكالة "نور نيوز" الإيرانية قالت إنّ طهران "علّقت من جانب واحد المحادثات مع السعودية" دون ذكر السبب.

عبد اللهيان: التوصل لاتفاق نووي ممكن إذا اتبعت أميركا نهجاً عملياً

وعرّج وزير الخارجية الإيراني على الملف النووي، معتبراً أنه "ينبغي على الولايات المتحدة الأميركية التوقف عن التلاعب، وإفساح الطريق أمام إنجاز الاتفاق النووي"، مبدياً استعداد بلاده لإنجاز اتفاق قوي وجيد لكن "لن نقبل أن يتجاوز الخطوط الإيرانية الحمراء". 

وقال إنّ إحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران والقوى العالمية يمكن أن يتحقق على المدى القصير إذا اتبعت الولايات المتحدة نهجاً عملياً في مفاوضات فيينا. وقال "إذا كانت الولايات المتحدة برغماتية.. يمكن التوصل لاتفاق نووي في المدى القريب".

وفي ملف الانتخابات النيابية لبنانياً، قال عبد اللهيان "إننا على ثقة تامة بأنه بفضل الحكمة الموجودة فإنّ لبنان سوف يتمكن من إنجاز هذا الاستحقاق لرسم مستقبل أفضل لهذا البلد". 

والتقى وزير الخارجية الإيراني رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، في السراي الحكومي، مساء اليوم الخميس، على أن يجتمع مع رئيس الجمهورية ميشال عون

كما أعلنت وكالات أنباء إيرانية عن أنّ "عبد اللهيان استقبل اليوم عدداً من الشخصيات وقادة الفصائل الفلسطينية في بيروت". 

لهيان في بيروت

في سياق آخر، وعلى وقع ترقب عودة السفير السعودي وليد بخاري إلى لبنان والحماسة اللبنانية للانفراج في العلاقات مع المملكة بالدرجة الأولى، أدانت كتلة "الوفاء للمقاومة"، التي تمثل "حزب الله" في البرلمان، "الإجراءات والممارسات الإرهابية التي يقوم بها النظام السعودي منتهكاً كل حقوق الإنسان"، مضيفة أنّ "استهداف 41 شخصاً من معتقلي الرأي من أصل 81 محكوماً قطعت رؤوسهم هو ظلم فاضح وفعل إجرامي موصوف". 

كما أكدت الكتلة عقب اجتماعها الدوري، اليوم الخميس، أنها تخوض الانتخابات تحت شعار "باقون نحمي ونبني"، مشيرة إلى أنها ستعلن عن برنامجها الانتخابي الأسبوع المقبل. 

وحيت الكتلة موقف الرئيس ميشال عون من روما الذي وصفته بـ"الصريح والمسؤول حول المقاومة وأهمية دورها في مواجهة الاحتلال"، ورأت فيه "تعبيراً صادقاً ومنصفاً عن حقيقة موقف اللبنانيين ومشاعرهم وعن مبرر تمسكهم بخيار المقاومة"، مع الإشارة إلى أن موقف عون هوجم في المقابل من قبل معارضيه معتبرين أنه لا يمثل إلا رأيه الشخصي السياسي الذي يحاول من خلاله الحصول على دعم الحزب انتخابياً ولا يمثل لبنان الرسمي.