عباس يؤكد لوزير الخارجية الأردني ضرورة البدء العاجل بمسار سياسي بعد تثبيت التهدئة

25 مايو 2021
الأردن يجدد دعمه للسلطة الفلسطينية (Getty)
+ الخط -

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، خلال استقباله برام الله نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية أيمن الصفدي، ضرورة الانتقال بعد تثبيت التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي إلى مرحلة البدء العاجل بمسار سياسي تحت إشراف اللجنة الرباعية الدولية.
وشدد عباس على ضرورة أن ينهي ذلك المسار الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، ويؤدي لنيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولة ذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية، على أساس قرارات الشرعية الدولية.
ووفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، فقد حمل الصفدي رسالة تضامن ودعم من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، فيما أعرب عباس عن تقدير دولة فلسطين رئيساً وحكومة وشعباً، لمواقف المملكة الأردنية الداعمة للقضية الفلسطينية على الصعد كافة.
وثمن عباس الجهود التي قامت بها المملكة بالتعاون مع الأشقاء العرب والإدارة الأميركية والأطراف المعنية لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وبالتنسيق الكامل بين القيادتين الفلسطينية والأردنية.
وأطلع عباس الصفدي والوفد رفيع المستوى المرافق له، على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والاتصالات التي تجريها القيادة الفلسطينية مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأطراف العربية والدولية ذات العلاقة لوقف العدوان الإسرائيلي، الذي ما زال قائماً على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس.
وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة أن تتكثف جهود إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، وضرورة أن تشمل التهدئة التي يجري العمل عليها أيضا، وقف اعتداءات واقتحامات المستوطنين المتطرفين المدعومين من قوات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، وعلى أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة، واحترام الوضع التاريخي وبما يشمل الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وفي ما يتعلق بالحوار الوطني، جدد عباس التأكيد على استعداد القيادة الفلسطينية لمواصلة الحوار الفلسطيني لتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون ملتزمة بالشرعية الدولية.


بدوره، أكد الصفدي أن زيارته تأتي بتكليف من العاهل الأردني لإيصال رسالة دعم واستعداد دائم لتنسيق الجهود من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في القدس والمقدسات وتثبيت ودعم أبناء الشعب الفلسطيني في القدس، بما فيها الشيخ جراح وسلوان، ووقف اعتداءات مجموعات المستوطنين المتطرفين في القدس والضفة.
كما أكد أهمية تحقيق التهدئة لتشمل الضفة وغزة والعمل على إعادة الإعمار في قطاع غزة والإسراع بالانتقال لحل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وخلال مؤتمر صحافي عقده مع الصفدي، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطيني رياض المالكي "تحدثنا خلال اللقاء عن أهمية هذه المرحلة وضرورة استكمال التنسيق الأردني الفلسطيني الذي نعتبره مهما، وكان الحديث ليس فقط في تثبيت التهدئة، كي تكون تهدئة دائمة تشمل القدس الشرقية والضفة الغربية كما قطاع غزة".
وتابع المالكي أنه جرت خلال الاجتماع مناقشة "إعادة إعمار قطاع غزة، والذي يجب أن يكون جزءاً أصيلاً من خطة أكبر تشمل الحديث عن مسار سياسي يخرجنا من هذا الوضع المستمر منذ سنوات إلى أفق سياسي يسمح بالعودة إلى المفاوضات، وفق المرجعيات الدولية المعتمدة لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية والقدس الشرقية عاصمتها".
ودعا المالكي إلى ضرورة استمرار الحراك السياسي ليس بين الأردن وفلسطين فقط لتنفيذ هذه الرؤية والخطة الشاملة ومواصلة الحراك على المستوى العربي والإسلامي والإقليمي والدولي، ومحاولة ترجمة هذا الزخم الدولي الحالي غير المسبوق من أجل إيجاد حل سياسي لهذا الوضع، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وتجسيد دولته وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، قال الصفدي: "نقلت رسالة من الملك عبد الله الثاني إلى الرئيس محمود عباس أكدت على الموقف التاريخي للمملكة الأردنية الهاشمية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وبذل كل جهد ممكن حتى إقامة دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وأضاف الصفدي: "لا يتوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني إلا بوقف كافة الإجراءات التي فجرته في مدينة القدس، ووقف الخطة الإسرائيلية لترحيل المقدسيين من حي الشيخ جراح، وحي سلوان، فيما تشكل المدينة المقدسية أهمية قصوى للوصي على المقدسات الملك عبد الله الثاني".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأوضح الصفدي أن "الطريق للوصول إلى هدنة دائمة تأتي عبر إيجاد أفق سياسي من أجل حل الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ويسعى الأردن للعمل على عدم تكرار العدوان الإسرائيلي والحفاظ على التهدئة عبر معالجة الأسباب التي أدت إلى ذلك".
وأشار الصفدي إلى أن "اللقاء بحث أيضاً الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الأميركي (أنتوني بلينكن) إلى فلسطين اليوم، وإلى الأردن يوم غدٍ، حيث نرى بأن موقف الإدارة الأميركية الجديدة من الاستيطان وترحيل السكان وفرص تحقيق السلام إيجابي ويمكن البناء عليه، وسنبحث كيفية الانتقال من الموقف إلى الفعل لإيجاد مفاوضات جادة تقود إلى حل الدولتين".


ولفت الصفدي إلى أن التنسيق بين الأردن وفلسطين مستمر، مشيراً إلى أن الرسالة إلى العالم بأنه لا يمكن القفز فوق فلسطين والقضية الفلسطينية، ولا يمكن تحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة إلا إذا تم على أسس حل عادل للقضية الفلسطينية، واللحظة حاسمة جدًا.
وأضاف أن "التصعيد الأخير ذكر العالم كله بأن القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية، والنظر إلى الصراع سببه الاحتلال ونهايته هي نهاية الاحتلال".
وشدد الصفدي على أنه يجب أن يتم تنسيق الجهود بين الأردن وفلسطين بما يتعلق بإعمار قطاع غزة، قائلا: "يجب أن يتم تنسيق الجهود، وأن ننسق مع الشرعية الفلسطينية في إطار الجهود التي تقوم بها الأردن من إقامة مستشفى ميداني وغيره في غزة".

المساهمون