عباس في اليوم العالمي للمياه: حق أساسي للفلسطينيين لا يمكن السكوت عن نهب إسرائيل له

22 مارس 2022
طرح عباس شعار: المياه الجوفية غير مرئية لكن تأثيرها مرئي في كل مكان(محمد تركمان/فرانس برس)
+ الخط -

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، "إنه لا يمكن السكوت عن النهب الإسرائيلي الخفي والخطير شبه الكامل لمصادرنا المائية".

وأكد عباس، في كلمة لمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يصادف اليوم 22 مارس/آذار، أن المجتمع الدولي مطالب بتكريس شعار هذا العام "المياه الجوفية غير مرئية، لكن تأثيرها مرئي في كل مكان"، من خلال العمل على دعم الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المائية.

وقال: "رغم كل الظروف الصعبة والمعوّقات الإسرائيلية، إلا أنها لن تمنعنا من تنفيذ خططنا، وسنواصل مسيرة التطوير ودعم المزيد من المشاريع لبناء نظام مائي مستقل، كأساس للحياة والتنمية، وصولاً إلى إقامة دولتنا بعاصمتها القدس".

وتساءل عباس: "إلى متى سيبقى العالم صامتاً أمام بقاء مصير وحياة شعبنا الفلسطيني رهينة بيد الاحتلال، من خلال سيطرته على مقدراتنا وحقوقنا المائية بشكل خاص والوطنية بشكل عام".

عباس: إذا ما استمر العالم بالاكتفاء بالتنديد للنهب الإسرائيلي شبه الكامل لمصادرنا المائية فسيكون مستقبل أطفالنا غدا العطش وهذا ما لا يمكن السكوت عنه

وأضاف: "يُعتبر يوم المياه العالمي فرصة مهمة جداً ليتشارك الجميع الاهتمام بهذا المورد الثمين، والتفكير الجدي في حلول للقضايا الجسيمة التي باتت تهدد وفرة المياه العذبة على الأرض، وتهدد الوجود الإنساني لعشرات الملايين من البشر. وعلى العالم، وهو يُصنّف هذه القضايا، ألّا يغفل عن أهمية طرح وإيجاد حلول عادلة لقضية احتلال المياه التي يعاني منها أبناء شعبنا والتي تتفاقم يومياً جراء إمعان الاحتلال في انتهاكاته ومواصلة نهبه لمصادرنا المائية، وعرقلته لجميع المساعي الرامية إلى توفير المياه لمواطنينا كحق إنساني أساسي كفلته القوانين والمواثيق الدولية كافة".

وتابع عباس: "طرح شعار هذا العام (المياه الجوفية غير مرئية، لكن تأثيرها مرئي في كل مكان)، كفيل بإظهار حجم الانتهاكات الاسرائيلية المخفية لحقوقنا المائية، فعلى العالم أن يعي خطورة معركة المياه التي يخوضها الاحتلال ضدنا منذ عقود، والتي وصلت إلى مستوى جرائم حرب، من خلال استهدافه الممنهج للبنية التحتية والعدوان الغاشم المتكرر على غزة، والتي يعاني أهلها أصلاً من حصار خانق جعلهم يعانون يومياً من ظروف معيشية صعبة على جميع الصعد، وآخرها عدوان مايو/ أيار الماضي، الذي ألحق أضراراً جسيمة بخدمات المياه والصرف الصحي، وأثر كثيراً بالإنجازات الكبيرة التي حققتها سلطة المياه، لتدارك الوضع المائي الكارثي هناك".

وأشار عباس إلى أن الوضع بالضفة ليس أفضل حالاً، "الاحتلال يسيطر على مصادر المياه تحت الأرض وفوقها، وإلى اليوم ما زالت أطماع الاحتلال في أرضنا ومياهنا الأساس للتوسع الاستيطاني غير الشرعي، وما زالت مشاهد الانتهاكات على الأرض تتكرر وتتزايد، لتدلل بما لا يترك مجالاً للشك على العنصرية الاسرائيلية. ففي الوقت الذي تقوم فيه اسرائيل بحفر الآبار الجوفية وإقامة المشاريع في المستوطنات، وخطوط مياه ناقلة ضخمة تلتهم الأرض الفلسطينية ضاربة عرض الحائط بكل قوانين وقرارت الشرعية الدولية، فإننا بالمقابل نجدها تهدم وتعرقل باستخدام القوة حفر آبار مياه بسيطة تخدم تجمعات فلسطينية تعاني من عدم توافر المياه، لتجبرنا أمام التزايد السكاني على شراء المياه منه؛ لتوفير متطلبات شعبنا بما يخدم أجنداتها السياسية".

عباس: عدوان مايو/ أيار الماضي على غزة ألحق أضراراً جسيمة بخدمات المياه والصرف الصحي  وأثر بشكل كبير على الإنجازات الكبيرة التي حققتها سلطة المياه لتدارك الوضع المائي الكارثي هناك

وشدد عباس على "أنه إذا ما استمر العالم بالاكتفاء بالتنديد للنهب الإسرائيلي شبه الكامل لمصادرنا المائية، فسيكون مستقبل أطفالنا غداً العطش، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه".

وقال عباس: "إدراكاً منا أن حياة وتنمية أبناء شعبنا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمياه، ورغم تواصل الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية، بالتوازي مع ما نمرّ به اليوم من ظروف سياسية واقتصادية استثنائية، إلا أن الحكومة الفلسطينية ممثلة بسلطة المياه ضاعفت الجهود، ضمن استراتيجيات مبنية على أولويات مدروسة، استطاعت من خلالها تطوير هذا القطاع الحيوي ليشهد مشاريع استراتيجية باتت علامة فارقة في تطوير القطاع في جميع محافظات الوطن".

عباس: في الضفة يسيطر الاحتلال على مصادر المياه تحت وفوق الأرض وما زالت مشاهد الانتهاكات على الأرض تتكرر وتتزايد

وشدد عباس على أنّ "على العالم أن يعي خطورة النهب الخفي والخطير لمياهنا الجوفية، والمجتمع الدولي مطالب اليوم بتكريس شعار هذا العام من خلال العمل على دعمنا لاستعادة حقوقنا المائية".

وأكد عباس أن "كل الظروف الصعبة والمعوّقات الإسرائيلية لن تمنعنا من تنفيذ خططنا، وسنواصل مسيرة التطوير ودعم المزيد من المشاريع لبناء نظام مائي مستقل كأساس للحياة والتنمية، وصولاً إلى إقامة دولتنا بعاصمتها القدس".

اشتية: السياسي لتحسين الاقتصادي

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الثلاثاء، أن الجهود المبذولة من أجل إعداد أجندة الإصلاح الإداري والمالي في العديد من القطاعات "يجب أن يرافقها ضغط دولي جاد على إسرائيل من أجل وقف الاقتطاعات الإسرائيلية الجائرة من الأموال الفلسطينية، والإفراج عن الأموال المحتجزة، واستئناف الدعم الدولي لفلسطين بما يساهم في وقف الأزمة المالية التي نمر بها".

وأشار اشتية إلى أن تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية "يحتاج إلى أفق وحل سياسي ليجعلها ذات أثر وفاعلية أكثر".

جاء ذلك خلال استقبال اشتية، الثلاثاء، في مكتبه برام الله، وفداً من المديرين التنفيذيين للبنك الدولي يمثلون أكثر من 60 دولة، برئاسة عميد مجلس المديرين التنفيذيين ميرزا حسن، وبحث معهم سبل رفع مستوى دعم البنك الدولي لفلسطين والمشاريع التنموية.

وثمّن دعم البنك الدولي وجهوده المبذولة للمساندة في بناء مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى دعم المشاريع التنموية والحيوية، مشيراً إلى أهمية التركيز على دعم المشاريع التي تساهم في خلق فرص عمل لخفض البطالة، خاصة بين صفوف خريجي الجامعات.