كبير المفاوضين الإيرانيين: القضايا الرئيسية لم تحل بعد في مفاوضات فيينا

09 يونيو 2021
ستنطلق الجولة السادسة للمفاوضات الأسبوع المقبل (Getty)
+ الخط -

أكد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، أن القضايا الرئيسية في مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن "لم تحل بعد"، مشيرا إلى أن الجولة السادسة من المفاوضات ستنطلق الأسبوع المقبل.  
جاءت تصريحات عراقجي في مقابلة مع وكالة "خانه ملت" التابعة للبرلمان الإيرانية، بعد لقائه مع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، لمناقشة آخر التطورات في مباحثات فيينا، والرد على أسئلة البرلمانيين الأعضاء في اللجنة.
ونقلت الوكالة عن عراقجي قوله إن "المفاوضات وصلت إلى مرحلة بقيت بعض القضايا الرئيسية من دون حل (..) يجب اتخاذ القرار بشأنها"، معربا عن أمله في حصول التقدم في مختلف القضايا خلال الجولة الجديدة. 

كما أكد عراقجي أنه من السابق لأوانه الحديث عن أن الجولة السادسة ستكون الأخيرة أم لا، موضحًا أن الخلافات ليست حول قضايا جديدة، بل بشأن قضايا رئيسية مرتبطة بطريقة عودة الطرفين إلى الاتفاق النووي، في إشارة إلى طهران وواشنطن.
وتأتي تصريحات عراقجي عن استمرار الخلافات بشأن القضايا الرئيسة بعد أسبوع من حديث الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء الماضي، الذي أكد فيه أن القضايا الأساسية تم حلها مع الأميركيين في مباحثات فيينا، باستثناء قضايا فرعية ستواصل إيران التفاوض بشأنها.
وأوضح روحاني، الذي لم يبق من ولايته سوى شهرين، في اجتماع الحكومة، أنه "إذا كانت هناك إرادة فسيتم حل بقية القضايا في هذه الحكومة"، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية. 
من جهته، قال مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب أبادي، ردا على طلب بعثة الولايات المتحدة ودول أخرى في الوكالة الدولية للطاقة الذرية من بلاده بالعودة إلى تنفيذ تعهداتها النووية، إن على هذه البعثات أن لا تتوقع من إيران تنفيذ تعهداتها النووية بموجب الاتفاق النووي بينما هي تتعرض لعقوبات "ظالمة وأحادية".

وأضاف أبادي في تصريحات صحافية، أن وقف طهران التزاماتها النووية جاء ردا على انتهاك أميركا والاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث تعهداتها، في إشارة إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الشريكة بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.  
وقال إن بلاده شاركت بشكل جاد وهادف في مفاوضات فيينا، مضيفًا أن "المهم هو أن تكون نتيجة هذه الجهود هي تقديم ضمانات كافية لإلغاء جميع العقوبات على نحو يمكن التحقق من رفعها، بحيث لا تواجه طهران مرة أخرى وضعا متأزما ناتجا عن الانسحاب الأميركي من الاتفاق أو استغلال الآليات المنصوص عليها في الاتفاق النووي ونقض جميع التزاماتها، بينما إيران تلتزم به بشكل كامل".
ويقصد غريب أبادي آلية "فض النزاع" الواردة في الاتفاق النووي لحل الخلافات، والتي من شأن تفعيلها إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران وتفعيل القرارات الدولية التي أوقفت بعد التوصل إلى الاتفاق النووي. 
وفي السياق، ترى أوساط إعلامية محافظة في إيران أن الهدف الأميركي من العودة إلى الاتفاق النووي ليس تنفيذ التعهدات وإنما استغلال آلية "فض النزاع" للضغط على إيران. 
وتابع مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "لم نلاحظ بعد أن لدى أميركا إرادة كافية واستعدادا لترك إدمانها على الإجراءات الأحادية المتنمرة، وكذلك استعدادها لاحترام القانون الدولي وتنفيذ التزاماتها في رفع العقوبات بطريقة مؤثرة وكاملة واتخاذ قرارات صعبة وضرورية".
ولفت إلى أن طهران مستعدة للعودة عن خطواتها النووية وتنفيذ التزاماتها المنصوص عليها بالاتفاق النووي في حال رفع جميع العقوبات بشكل مؤثر وكامل مع إمكانية التحقق من ذلك.  

وبدأت مباحثات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي بواسطة أطراف الاتفاق المكونة من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في الثاني من إبريل/ نيسان الماضي، وعُقدت خمس جولات حتى الآن بهدف إحياء الاتفاق النووي، بهدف عودة واشنطن إلى الاتفاق ورفعها العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية.

المساهمون