طيار أردني بيد "داعش"... والأردن مستمر بمواجهة "الإرهاب"

25 ديسمبر 2014
القوات الأردنية تشارك بالحرب على "داعش" (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -

كأن المشاكل التي يواجهها الأردن جراء مشاركته في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ظل المعارضة الداخلية، لا تكفيه، حتى جاء حادث وقوع الطيار الأردني الملازم أول معاذ الكساسبة (26 عاماً)، في قبضة التنظيم، ليزيد الإرباك الأردني.

فقد أصبح الكساسبة، بعد إسقاط طائرته أمس، أول أسير للتحالف الدولي يقع في يد التنظيم، وهو ما أربك الأردن وفي الوقت ذاته قيادة التحالف التي تقع عليها مسؤولية التعامل مع الموقف.

التطور الخطير الذي نتج عن إسقاط الطائرة وأسر طيارها الأردني، دفع بالمملكة الأردنية إلى فتح غرفة عمليات تضم في عضويتها كل الأجهزة المعنية بالحادثة، لبحث سبيل وخيارات التعامل معها، كما يكشف مصدر أردني مسؤول لـ "العربي الجديد"، وهي غرفة العمليات التي تنسّق مع التحالف الدولي في الحرب على "داعش"، الذي كان الطيار في مهمة ضمن صفوفه.

غير أن الحادثة لم تترك أثراً على الموقف الاستراتيجي الأردني تجاه التحالف، إذ يؤكد المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أن "الحرب على الإرهاب مستمرة، فمعركتنا ضده هي من أجل الدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف"، واصفاً في حديث لـ "العربي الجديد" الطيار الأسير بأنه "نموذج للبطولة والفداء"، معلناً تعاضد الجميع مع أهله وعشيرته وزملائه في السلاح.

وفي ظل تمسّك الحكومة بدورها في التحالف، أعاد إسقاط الطائرة وأسر قائدها، الجدل حول المشاركة الأردنية في الحرب على "داعش"، لينطلق على مواقع التواصل الاجتماعي، وَسم (هاشتاغ)، يدعو لحرية الطيار الكساسبة، ويرفض الدور الأردني في التحالف، بعنوان "ليست حربنا"، ويُحمّل الناشطون من خلاله الحكومة الأردنية المسؤولية عن سلامة وحياة الطيار.

عضو مجلس النواب الأردني خليل عطية، الذي تبنى في وقت سابق لإعلان الأردن مشاركته في التحالف، مذكرة نيابية بعنوان "ليست حربنا" تطالب بعدم المشاركة في الحرب على "داعش"، يقول "حدث ما حذرنا منه".

ويشدد عطية في حديث لـ "العربي الجديد" على أن "المعركة ضد "داعش" ليست معركة الأردن، بل هي معركة السوريين والعراقيين"، مشيراً إلى أن "الدور الأردني في الحرب على "داعش" يجب أن ينحصر في تأمين حدود المملكة لمواجهة أي محاولة اختراق لها من قِبل التنظيم، وليس محاربته خارج حدودنا"، داعياً الحكومة إلى إعادة النظر في مشاركتها بالتحالف الدولي.

يُذكر أن ملك الأردن عبد الله الثاني، منح المشاركة في التحالف غطاءً ملكياً، عندما قال خلال خطبة العرش أمام مجلس الأمة في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن "الحرب على الإرهاب هي حربنا"، في رد صريح ومباشر منه على شعار "ليست حربنا"، الذي تبناه معارضو المشاركة الأردنية في التحالف.

وكان تنظيم "داعش" بثّ أمس صور الطيار الكساسبة وهو على قيد الحياة، ما يعطي أملاً بإمكانية عودته إلى بلاده على الرغم من أن التنظيم توعّد بقتله. ويقول شقيقه مدحت الكساسبة لـ "العربي الجديد" إن "القوات المسلّحة طمأنتنا وتعهّدت ببذل كل الجهود لضمان عودته".

وفي وقت تبقى فيه خيارات غرفة العمليات الأردنية والتحالف الدولي، طي الكتمان، يرى الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، أن خيار الإفراج عن الطيار ضمن صفقة أمر وارد.

ويوضح في حديث لـ "العربي الجديد" أن "تنظيم داعش وعلى الرغم من نهجه المتشدد ايديولوجياً، فإنه على صعيد الممارسة العملية تنظيم براغماتي يستخدم كل الوسائل التي تجلب له المنافع أو التعاطف".

ويرى أن "التنظيم سيستثمر الحدث حتى مداه الأخير، ضمن سيناريوهات تتراوح بين إطلاق سراح الطيار لكسب تأييد الأردنيين، أو الإفراج عنه مقابل فدية، أو مقابل انسحاب الأردن من التحالف، وأخيراً القتل في حال أُغلقت كل الأبواب".

ويشير أبو هنية إلى سوابق في التفاوض مع التنظيم، حين فاوضه الفرنسيون وتمكّنوا من إطلاق سراح أسرى لديه مقابل فدية مالية، معتبراً بالتالي أن "التنظيم ينقل الكرة إلى الجانب الأردني".

المساهمون