أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، أنه لا يوجد أي حوار مباشر أو غير مباشر مع الولايات المتحدة حول الاتفاق النووي أو القضايا الأخرى.
وقال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، ورداً على سؤال حول إجراء المفاوضات قبل عودة أميركا إلى الاتفاق النووي: "أعلنا ثلاث خطوات، الالتزام النهائي والتنفيذ المؤثر ثم العودة إلى الاتفاق النووي، هذا الاتفاق يتضمن كل التفاصيل، وتحتاج الإدارة الأميركية الحالية إلى التراجع عن عكس الاتجاه، والعودة إلى الطريق السريع والتحرك في الاتجاه الصحيح".
وانتقد خطيب زادة أداء أوروبا بشأن الاتفاق النووي قائلاً: "لم تقم أوروبا بواجبها، وبعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، قدّمت 11 التزاماً محدداً لإيران ولم تفِ بأي منها". وأضاف: "نحاول أن نرى ما يفعله الاتحاد الأوروبي اليوم للقيام بدور تنسيقي، لكن أوروبا، إلى جانب أميركا، لم تفِ بالكثير من التزاماتها برفع الحظر. لقد طالبنا الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي بتنفيذ التزاماتها، وقد بعث وزير الخارجية محمد جواد ظريف برسائل في هذا الصدد بفترات مختلفة".
وقال: "رسالة إيران واضحة، الدبلوماسية مسار أفضل وأقل تكلفة وأكثر دقة، وكلما أسرعت أطراف الاتفاق النووي المنتهكة التزاماتها بالعودة إلى الدبلوماسية، ستتلقى رداً أفضل"، مبيناً أن ما فعلته إيران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو فتح نافذة دبلوماسية.
وفي معرض إجابته عن سؤال حول مقترح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشأن إيجاد آلية متعددة الأطراف بمشاركة إيران بشأن السلام في أفغانستان، قال "ليس هناك أي حوار مباشر أو غير مباشر مع الولايات المتحدة حول الاتفاق النووي أو القضايا الأخرى"، لافتاً إلى أن "رؤيتنا للأصدقاء قائمة على الصداقة وليست أداة، وأفغانستان ليست ورقة للتفاوض مع أحد"، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية لم تكن قضية تعاطٍ بين الأحزاب السياسية، بل هي قضية الأمن الوطني، والخارجية هي التي تبيّن المواقف الإيرانية. وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: "أجرينا محادثات وثيقة للغاية مع أطراف الاتفاق النووي ولم نجرِ أي محادثات مع أميركا".
وأكد أن طهران لم تتلقَ دعوة من الأمم المتحدة بشأن عقد اجتماع حول أفغانستان، مشيراً إلى أنها ستدرس المشاركة في هذا الاجتماع بعد تلقي الدعوة رسمياً.
وفي ما خص زيارة البابا للعراق، قال خطيب زادة إنها كانت زيارة مهمة في الأساس، وإن وقفة المرجعية هي التي أوجدت الأجواء المستقرة التي مهّدت لزيارة البابا، مضيفاً: "رسالة البابا كانت رسالة الحوار والسلام والتعاون الحضاري، ومن جانبها، فإنّ رسائل المرجعية كانت مهمة كالاهتمام بالعدالة والإيمان وطرحها المواضيع المهمة على الساحة الدولية".
وتطرّق خطيب زادة إلى الأزمة اليمنية قائلاً: "نشعر بالقلق تجاه الأزمة المأساوية في اليمن، إذ إن عدة ملايين من المواطنين اليمنيين في حاجة ماسة إلى المواد الغذائية ومياه الشرب، وعلى مدى السنوات الست الماضية، أكدت إيران دوماً أنه يجب التوصل إلى وقف إطلاق النار لإيصال المساعدات الإنسانية ورفع الحصار".
ودعا المتحدث باسم الخارجية الايرانية السعودية إلى وقف هذه الحرب المدمرة وغير المتكافئة بأسرع ما يمكن، مضيفاً أن "السبيل لحلّ الأزمة اليمنية ليس سوى مسار سياسي، وقد أكدت حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية ذلك مراراً وتكراراً".
وحول الهجمات التي شنتها القوات المسلحة اليمنية على منشآت نفطية في السعودية، قال خطيب زادة: إن سبب ما يحدث في اليمن اليوم هو العدوان المستمر منذ 6 سنوات والظلم السافر الذي يتعرض له ملايين اليمنيين، وما نشهده هو عمليات القصف العشوائية التي تجرى في مناطق متفرقة من اليمن.
وحول اتهام السعودية لإيران في ما يتعلق بهجوم الطائرات المسيّرة اليمنية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن جذور الأزمة التي نراها في اليمن اليوم هي الحرب التي اعتقد ولي عهد السعودية محمد بن سلمان أنها ستنتهي في ثلاثة أسابيع بقتل الشعب اليمني، وخلال مدة ست سنوات، تمكن الشعب اليمني من الدفاع عن نفسه رغم عمليات القصف المختلفة.
وأكد أن توجيه الاتهامات إلى الآخرين لا يحلّ مشكلة السعودية، فقد قدمت إيران خطة من أربع نقاط منذ اليوم الأول، وهي مستعدة لتقديم مساعدة فعالة إذا خرجت السعودية من وهم الحرب لحلّ القضية اليمنية.