قالت قوات الدعم السريع، اليوم الأربعاء، إنها تمكنت من السيطرة على مصنع اليرموك للأسلحة التابع للجيش السوداني، بعد قتال استمر منذ مساء أمس الثلاثاء.
ونشرت القوات مقطع فيديو لجنود تابعين لها وهم يتجولون داخل المصنع الواقع بمنطقة جنوب الخرطوم، وأشارت إلى أن "أفراد قوات الانقلابيين والفلول" قد هربوا من المكان، بحسب منشورها في "فيسبوك".
ونقلت وكالة "رويترز" عن سكان، اليوم الأربعاء، أن الجيش السوداني يقاتل دفاعاً عن مجمع صناعي عسكري يُعتقد أنه يحتوي على مخزونات كبيرة من الأسلحة والذخيرة في جنوب الخرطوم، بالقرب من مستودعات للوقود والغاز معرضة لخطر الانفجار.
وقال شهود للوكالة، إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي تخوض صراعاً على السلطة مع الجيش للأسبوع الثامن، هاجمت المنطقة التي تضم مجمع اليرموك، في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، قبل أن تنسحب بعد قتال عنيف. واستمر دوي الاشتباكات صباح اليوم الأربعاء.
ميدانياً أيضاً، شهدت عدد من مناطق العاصمة الخرطوم، اليوم الأربعاء، اشتباكات متواصلة استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وأصدرت لجان مقاومة صالحة المركزية، غرب الخرطوم، بياناً قالت فيه إن منطقة المويلح غرب صالحة تعرضت لقصف جوي صباح اليوم، استهدف تجمعات لقوات الدعم السريع، التى تعسكر بالقرب من المنطقة، ما أدى إلى مقتل 12 مواطناً، منهم أربعة من أسرة واحدة، وسقوط آخرين ما بين مصاب وجريح، جراحهم متفاوتة، وجارٍ حصر عددهم.
وأوضحت اللجان أن ممتلكات المواطنين تضررت بشكل كبير، ونفقت أعداد من الماشية داخل المحاجر جراء القصف.
من جهتها، حثت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي على تصنيف قوات الدعم "منظمة إرهابية"، وتحميلها المسؤولية "القانونية والأخلاقية عن انتهاك حرمة البعثات الدبلوماسية".
واتهمت الوزارة، قوات الدعم السريع باقتحام سفارتي الصين وفلسطين ومنزل السفير العماني.
وأدانت بأشد العبارات قيام قوات مليشيا الدعم السريع المتمردة، صباح أمس الثلاثاء، باقتحام كل من سفارة جمهورية الصين الشعبية، ومنزل ومقر سفارة دولة فلسطين بالخرطوم، ومنزل سفير سلطنة عمان بضاحية المنشية، شرقي الخرطوم، وذلك في "انتهاك صارخ للقانون الدولي والأعراف الخاصة بحرمة وحماية مقار وممتلكات البعثات الدبلوماسية"، مشيرة إلى أن "المليشيا المتمردة" سرقت وعبثت بمحتويات مقار البعثات، واعتدت بالضرب على عمال محليين كانوا في بعض تلك المقار.
وسرعان ما سيطرت قوات الدعم السريع على مساحات من العاصمة بعد اندلاع الحرب في الخرطوم في 15 إبريل/نيسان. ولم تنجح ضربات الجيش الجوية ولا المدفعية في طردها، لكن مع استمرار القتال من المحتمل أن تواجه قوات الدعم السريع تحديا لإعادة ملء مخزونها من الذخيرة والوقود.
واحتدم القتال في المدن الثلاث التي تشكل العاصمة الكبرى، الخرطوم وبحري وأم درمان، منذ انتهاء وقف إطلاق نار استمر 12 يوما رسميا في الثالث من يونيو/حزيران بعد انتهاكه بشكل متكرر.
وقال نادر يوسف، الذي يسكن بالقرب من اليرموك، لوكالة "رويترز": "منذ أمس اندلعت معركة عنيفة شهدت استخدام الطائرات والمدفعية واشتباكات على الأرض وتصاعد أعمدة الدخان".
وأوضح أنه نظراً لقرب مستودعات الوقود والغاز "فإن أي انفجار يمكن أن يدمر السكان والمنطقة بأكملها".
وعرقل الصراع خطوات الانتقال إلى حكم مدني بعد أربع سنوات من انتفاضة شعبية أطاحت الرئيس عمر البشير. وشب الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن نفذا معاً انقلاباً في عام 2021، على تسلسل القيادة وخطط إعادة هيكلة الجيش خلال الفترة الانتقالية.
شح المياه
بث الصراع الفوضى في العاصمة وفجر موجات جديدة من العنف في إقليم دارفور غرب البلاد الذي يعاني من الاضطرابات بالفعل منذ فترة طويلة، وتسبب في نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص.
وانهارت معظم الخدمات الصحية، كما تنقطع إمدادات الكهرباء والمياه كثيراً، وتنتشر أعمال النهب.
وقال نشطاء في بحري إن كثيرين نزحوا عن ديارهم نتيجة انقطاع المياه المتكرر لأكثر من 50 يوماً، ليجدوا أنفسهم في مواجهة نيران الحرب أثناء بحثهم عن المياه.
ونزح أكثر من 1.428 مليون شخص من ديارهم داخل السودان، بينما فر 476800 إلى بلدان مجاورة يعاني معظمها بالفعل من الفقر والصراعات الداخلية، وفقا لتقديرات نشرتها المنظمة الدولية للهجرة أمس الثلاثاء.
وسجلت وزارة الصحة السودانية مقتل ما لا يقل عن 780 مدنيا نتيجة الصراع. وقُتل مئات آخرون في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور. ويقول المسؤولون الطبيون إن هناك عدداً كبيراً من الجثث لم يتم جمعها بعد أو تسجيلها.