طرد دبلوماسيين أوروبيين من متحف فلسطيني احتجاجاً على دعم حرب غزة

30 ابريل 2024
ممثل ألمانيا لدى فلسطين أوليفر أوفتشا، 26 يوليو 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مئات الطلبة من جامعة بيرزيت في الضفة الغربية طردوا دبلوماسيين ألمان وأوروبيين من المتحف الفلسطيني احتجاجًا على دعمهم للحرب في غزة، بقيادة الحركات الطلابية التي تؤكد أن قضية غزة هي أولوية.
- الاحتجاج استهدف بشكل أساسي الدبلوماسيين من ألمانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى، مع استثناء الحكومة الإسبانية لموقفها الداعم للشعب الفلسطيني، واستخدم الطلبة الصراخ والضغط لإجبار الدبلوماسيين على المغادرة.
- المتحف الفلسطيني، المستقل ثقافيًا والمقام على أرض تبرعت بها جامعة بيرزيت، قدم اعتذارًا رسميًا عن استضافة السفراء، مؤكدًا موقفه الرافض للإبادة الجماعية ودعمه للقضية الفلسطينية.

قام مئات الطلبة من جامعة بيرزيت شمال رام الله وسط الضفة الغربية ظهر اليوم الثلاثاء، بطرد دبلوماسيين ألمان وعدد من الدبلوماسيين الأوروبيين من المتحف الفلسطيني الملاصق للجامعة احتجاجاً على دعم ألمانيا الحرب في غزة. وبعد ظهر اليوم الثلاثاء، أطلقت حركات طلابية على رأسها القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي دعوة إلى الطلبة للتوجه إلى أمام المتحف الفلسطيني لطرد ممثل ألمانيا لدى فلسطين أوليفر أوفتشا، و"الوقوف في وجه من أباح دماء الشعب الفلسطيني"، كما جاء في الدعوات التي نشرها الطلبة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتابع أن دبلوماسيين إسباناً كانوا في الوفد، ولم يكونوا هدفاً لطردهم، حيث إن الحكومة الإسبانية تقف مع الشعب الفلسطيني، لكن الطلبة لديهم موقف من الاتحاد الأوروبي ومن فرنسا التي كان ممثلوها في الوفد. وأكدت مصادر أن الوفد مكون من ممثلي عدة دول عُرفت منها ألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وهولندا، وإسبانيا. وأضاف: "موقفنا ينبع من أننا جامعة الشهداء، نتحرك إلى الشارع ونرفض أن نستقبل في مؤسساتنا أي جهة تدعم الاحتلال، هؤلاء غير مرحب بهم، وهذا إيماننا بأن قضية غزة أولوية، وهؤلاء دعموا الإبادة الجماعية، ونحن ضد وجودهم في مكان قريب منا".

#فيديو | لحظة طرد السفير الألماني من المتحف الفلسطيني في بيرزيت pic.twitter.com/O5v1EwAFhj

— العربي الجديد (@alaraby_ar) April 30, 2024

وقال قيادي في القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي لـ"العربي الجديد"، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن المتحف الفلسطيني استقبل دبلوماسيين ألماناً وفرنسيين ومن دول أخرى، وقد وصل الخبر إلى الحركة الطلابية، وجمعت نفسها وتوجهت إلى المتحف الملاصق للجامعة. وتابع القيادي في القطب: "بدأنا بالكلام أنهم غير مرحب بهم بسبب مواقفهم المخزية تجاه القضية الفلسطينية، وبسبب دعمهم للاحتلال والحرب في غزة، لكنهم رفضوا الخروج، وصاروا يدّعون أنهم وفد من الاتحاد الأوروبي، فقلنا إننا لا نرحب بالاتحاد الأوروبي بسبب مواقفه، وبدأنا بالصراخ وإعلاء صوتنا لأنهم لم يستجيبوا، واستطعنا طردهم من داخل المتحف".

وأكد أن الحركة الطلابية في الجامعة ستشارك عصر اليوم في مسيرة عند السفارة الكندية في رام الله، لتوجيه رسالة إليهم أنهم غير مرحب بهم في الأراضي الفلسطينية، وغير مرحب بممثلي أية دولة تدعم الاحتلال والإبادة الجماعية". ونشر طلبة مقاطع فيديو لعملية طرد الدبلوماسيين، وإلقاء حجارة باتجاه عدد من مركباتهم، والدق على المركبات بواسطة الأيدي.

وأكد مصدر في الممثلية الألمانية لدى السلطة الفلسطينية، لـ"العربي الجديد"، أن رئيس ممثلية جمهورية ألمانيا الاتحادية في الأراضي الفلسطينية أوليفر أوفتشا كان موجودا في الاجتماع الذي عُقد في المتحف الفلسطيني في بيرزيت.

وفي تغريدة على "إكس"، أكد أوفتشا حضوره الاجتماع في المتحف، قائلا: "الاحتجاج السلمي والحوار لهما مكانهما دائمًا، نأسف لمقاطعة اجتماع رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي اليوم في المتحف الفلسطيني في بيرزيت من قبل المتظاهرين، ومع ذلك، فإننا لا نزال ملتزمين بالعمل بشكل بنّاء مع شركائنا الفلسطينيين".

وقدم المتحف الفلسطيني اعتذاره، في بيان رسمي مساء اليوم، عن وجود سفراء من دول غير مناصرة لفلسطين، في أعقاب طرد المئات من طلبة جامعة بيرزيت ممثلي دبلوماسيين أوروبيين، بينهم أوفتشا. وقال المتحف، في بيانه، إنه يكرّر إدانته ومقاطعته لجميع الدول التي تشارك في حرب الإبادة على قطاع غزّة، سواء بإمداد مجرم الحرب الإسرائيلي بالسلاح، أو بدعمه من خلال المواقف السياسيّة، أو حتّى الصمت.

وتابع: "نعلن أنّنا لم ندعُ أيًّا من سفراء الدول الذين حضروا خلال اليوم، وإنّما اقتصر الأمر على تأجير غرفة اجتماعات لسفارة دولة بلجيكا التي تقف منذ بدء العدوان على أهلنا في قطاع غزّة مع الصوت الفلسطيني والقضيّة الفلسطينيّة، سواء من خلال تصريحات سياسيّيها، أو حراكاتها الشعبيّة، وذلك من أجل عقدهم اجتماعًا خاصًّا، لا علاقة له بالمتحف الفلسطيني كمؤسّسة ثقافيّة، للقاء شخصيّات فلسطينيّة، ولم تُعرض عليه قائمة بأسماء المدعوّين". واعتذر المتحف لأنّه لم يطلب قائمة بأسماء المدعوّين وصفتهم الرسميّة. وأردف: "علمًا أنّنا لو عرفنا بوجود سفراء من دول غير مناصرة كنّا رفضنا تأجير القاعة، كما فعلنا في مرّات عديدة خلال الأشهر الماضية".

 والمتحف الفلسطيني كما يعرف نفسه؛ جمعيّة غير حكوميّة ثقافيّة مستقلّة، يقع على أراضٍ تبرعت بها جامعة بيرزيت لإقامته، وكانت انتهت المرحلة الأولى منه عام 2016، أما الفكرة فتعود إلى مبادرة أعضاء مجلس أمناء مؤسّسة التعاون بفكرة تأسيس المتحف سنة 1997 تخليداً للذكرى الخمسين للنكبة، لتوثيق الكارثة التي شكّلت نقطة تحوّل في تاريخ فلسطين الحديث.

وفي مارس/ آذار 2024، رفعت نيكاراغوا قضية أمام محكمة العدل الدولية تُطالب فيها بإلزام ألمانيا بوقف دعمها العسكري لإسرائيل في الحرب في غزة. وذكرت المحكمة في بيان، أن القرار المتعلق بطلبات اتخاذ تدابير مؤقتة في القضية التي رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا بتاريخ 1 مارس/ آذار الماضي، سيتم إعلانه اليوم الثلاثاء. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل الحرب على غزة والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية. وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

المساهمون