أكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" محمد نعيم، أن الحركة مستعدة لاستئناف المفاوضات مع الجانب الحكومي، والتي من المقرر أن تعقد في الدوحة غدا الثلاثاء، في حين هدّدت الحركة بـ"الانتقام" بسبب استهداف القوات الأميركية عددًا من مواقعها، وهو ما عدّته "خرقًا" لاتفاق الدوحة.
وقال نعيم، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إن "أجندة هذه الجولة من المفاوضات سيتفق الطرفان عليها بعد الجلوس إلى الطاولة".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت "طالبان" ستوافق على بحث وقف إطلاق النار في أفغانستان في هذه الجولة من المفاوضات مع الجانب الحكومي، قال نعيم إن وقف إطلاق النار سيكون ضمن أجندة المفاوضات، وسيناقش حسب اتفاق الدوحة لإحلال السلام في أفغانستان، مستدركًا بالقول إن توقيت مناقشة ذلك لا يزال محلّ سؤال، مضيفا أن "تعيين موضوعات الأجندة سيكون باتفاق الجانبين".
وجرى تعليق المفاوضات بين الطرفين مؤقتا في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعدما استمرت هذه الجولة لمدة ثلاثة أشهر، أعلن في نهايتها عن التوصل لاتفاق على القواعد الإجرائية للمفاوضات، كما اتفق الجانبان على استئنافها في الخامس من يناير/ كانون الثاني الجاري.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدولة لشؤون السلام، ناجية أنواري، إن "فريق التفاوض لجمهورية أفغانستان الإسلامية سيكون في مكان المحادثات في الوقت المحدد للجولة القادمة من المفاوضات".
وعقد فريق التفاوض الحكومي ثلاثة اجتماعات مع اللجنة القيادية للمجلس الأعلى للمصالحة الوطنية خلال فترة استراحة استمرت 23 يومًا، بهدف إجراء مزيد من المناقشات حول الخطوات التالية في عملية المفاوضات.
ويضغط مفاوضو الحكومة الأفغانية من أجل وقف دائم لإطلاق النار وحماية نظام الحكم القائم منذ إطاحة طالبان من السلطة في العام 2001 بغزو قادته الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.
وقال غلام فاروق مجروح، أحد المفاوضين باسم الحكومة، لوكالة "فرانس برس"، إن "المحادثات ستكون معقدة للغاية وستستغرق وقتا. لكننا نأمل في تحقيق نتيجة في أسرع وقت ممكن لأن الناس سئموا من هذه الحرب الدموية".
وتأتي المحادثات عقب اتفاق انسحاب تاريخي للقوات الأميركية وقعته "طالبان" وواشنطن في شباط/فبراير، سيخرج بموجبه جميع الجنود الأجانب من الدولة بحلول شهر مايو/ أيار المقبل.
"طالبان" تهدد بالانتقام من القصف الأميركي
في سياق متصل، اتهمت حركة "طالبان" القوات الأميركية في أفغانستان بخرق توافق الدوحة من خلال قصف طائرات لمواقع الحركة في ثلاثة أقاليم في جنوب وشرق أفغانستان. من جهتها، أكدت القوات الأميركية أنها فعلت ذلك من أجل الدفاع عن القوات الأفغانية، وهو ليس خرقا لتوافق الدوحة.
وقال المتحدث باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، في بيان، إنه خلال الأيام الماضية قصفت القوات الأميركية مواقع الحركة في إقليم ننجرهار في الشرق وإقليم هلمند في الجنوب.
كما أكد مجاهد أن القوات الأفغانية شنت عملية برية ضد مسلحي طالبان في مديرية أرغنداب بإقليم قندهار، كما قصف سلاح الجو الأميركي مواقع الحركة هناك أيضا.
وادعى مجاهد أن القصف وعمليات القوات الأفغانية قد بدأت في مناطق ليست فيها حرب وهي مناطق آمنة.
كما هدد مجاهد بأن الأمور إذا استمرت على هذا المنوال، فإن الحركة ستقوم بالرد وستكون المسؤولية حينها على عاتق القوات الأميركية وليس "طالبان"، معتبرا القصف خرقا لتوافق الدوحة بين الحركة وواشنطن.
في المقابل، قال المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان، سوني لغت، في بيان، إن الأخيرة متعهدة بتوافق الدوحة، ولكنها ستستمر في القصف من أجل الدفاع عن القوات الأفغانية، مطالبا كلا من "طالبان" والحكومة الأفغانية بخفض وتيرة العنف.
كما طلب المسؤول الأميركي من "طالبان" وقف اغتيالات الصحافيين والنشطاء المدنيين والموظفين في الحكومة الأفغانية، من أجل إتاحة الفرصة لإنجاح عملية السلام. لكن "طالبان" نفت مسؤوليتها عن تلك العمليات.
وكانت الحكومة الأفغانية قد أكدت، أمس، أن حركة "طالبان تقاتل ضد الحكومة والشعب الأفغانيَين"، ردا على تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، التي افتخر فيها بأنه خلال عام 2020 لم يقتل أي جندي أميركي في أفغانستان بعد توقيع اتفاق الدوحة.