ضجّة داخل "حماس": فلنترك حكم غزّة

27 فبراير 2014
عرض عسكري للقوة التنفيذية التابعة لحماس في غزة
+ الخط -

بدأت أصوات من داخل الأطر القيادية لحركة "حماس" في قطاع غزة، تنادي بضرورة "الانسحاب الآمن" من حكم القطاع، ذلك أن السلطة أرهقت الحركة، خصوصاً بعد اشتداد الحصار الاسرائيلي، وما تبع الانقلاب في مصر من خطوات حيال غزة و"حماس". تعيش "حماس" ظروفاً معقدة، ليس أقلّ عناوينها الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها حكومتها، إلى جانب أزمة الحصار السياسي الذي عاد بقوة يضرب الحركة، ويمنع سفر قادتها مثلما كان يحصل سابقاً.

أما الغزيون، فباتت حياتهم في غاية الصعوبة. وقد استطلع "العربي الجديد" آراء الشارع الغزي، وجاءت غالبية الآراء سلبية، إذ إنّ خيارات العيش الكريم بدأت تضيق، مع ارتفاع البطالة وغياب فرص التطوير والنهوض في قطاع أنهكته حربان إسرائيليتان، وحصار إسرائيلي ومصري مشدّد.

وأبلغ مسؤول رفيع المستوى في "حماس"، "العربي الجديد"، أن أطر الحركة تناقش فعلياً خيار الانسحاب الآمن من الحكم في غزة، والمقصود فيه "أن نسلم الحكم لائتلاف وطني ومن ثم نعود لترتيب صفوفنا وأوضاعنا وإعادة التماسك لحركتنا".

وأضاف أنّ "تياراً عريضاً في حماس يؤيد هذا الانسحاب، في ظل ما تعانيه الحركة، وما يبدو لحماس أنها خسرته جراء استمرارها في الحكم منذ العام 2007، وخصوصاً في منطقة كقطاع غزة، الحكم فيها مكلف جداً ولا تستطيع حركة مقاومة أن تستمر فيه".

وذكر المسؤول "الحمساوي" أن حركته "نفذت هجوماً لتطبيق وتنفيذ المصالحة مع فتح، عقب خطوات رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية الأخيرة، لكنها فوجئت بردود باهتة وضعيفة من فتح التي لم تقابل خطوات حماس بأي شيء، حتى أنهم شككوا في نوايانا".

ولم يُخف هذا المسؤول وجود قلق دائم لدى صناع القرار في "حماس"، من أنّ تزايد الضغوط على الحركة لسنوات أخرى، في ظل أوضاع مشابهة عاشتها غزة وأكثر تعقيداً ربما، سيرتدّ سلباً على شعبيتها التي تبدو مطمئنة حتى الآن على بقائها في مستواها السابق، أو انخفاضها قليلاً.

في المقابل، أكد المسؤول في "حماس" وجود أصوات "لا يُستهان بها"، ترفض الانسحاب الآمن، وترى أن الأمر سيكون بمثابة انسحاب وتراجع أمام الضغوط، وسيدفع ذلك إلى التعجيل بـ"نهاية حماس"، وسيسهّل عملية ضربها.

وبحسب هذا التيار، الذي يبدو أن غالبيته من قيادات داخل غزة، فإنّ الانسحاب من الحكم له مردود سلبي جداً على الجناح العسكري للحركة، "كتائب القسام"، الذي استفاد من وجود "حماس" في الحكم لتطوير نفسه.

وكذلك، فإن التيار نفسه يرى أن خصوم الحركة الاسلامية المحليين والإقليميين، سيستفيدون من هذا الانسحاب أكثر من "حماس" نفسها، معتقداً أن المصالحة مع "فتح" وفق أسس الشراكة، يمكن أن تعفي "حماس" من دفع ثمن الضيق في القطاع المحاصر.

المساهمون