صورة تحرض على بناء الهيكل المزعوم خلال الحرب في غزة تثير غضباً مقدسياً

18 يناير 2024
تصعيد من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة بحق المسجد الأقصى (مصطفى الخاروف/الأناضول)
+ الخط -

أثارت صورة نشرتها منظمة يهودية متطرفة تحوي رسالة تسعى لبناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك حملها جندي إسرائيلي في قطاع غزة، غضباً واسعاً في صفوف المرجعيات الدينية والوطنية في القدس المحتلة، في وقت دعا نشطاء مقدسيون إلى مواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض قيوداً مشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى، والتصدي للمستوطنين المقتحمين.

وفي رسالة موجهة إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والعالم العربي حملها من قطاع غزة، عاد يهوشوا ليبلر، الجندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي ورئيس قسم التعليم في منظمة "بيدينو هار هبايت" أي "جبل البيت بأيدينا"، ونشرتها المنظمة ورد ما يلي: "من أنقاض غزة سنبني هيكلنا".

ووصف رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، خلال حديث مع "العربي الجديد"، نشر هذه الرسالة من قبل المنظمة اليهودية المتطرفة التي تدعو ليل نهار لهدم المسجد الأقصى بأنه "تصرف أرعن وخطير يشير إلى ما تخطط له هذه الجماعات المتطرفة ضد المسجد الأقصى، في وقت يقترف عناصرها في غزة جرائم حرب يومية ضد النساء والأطفال، ثم تخرج من هناك لتنشر رسالتها البشعة على أنقاض البيوت المدمرة".

صورة منظمة جبل البيت بأيدينا

ووجه صبري نداء إلى قادة الأمتين العربية والإسلامية ناشدهم فيه تحمل مسؤولياتهم حيال المسجد الأقصى الذي يتعرض منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى اليوم، لأخطر استهداف من قبل سلطات الاحتلال ومن قبل جماعات التطرف اليهودية، التي لم تعد تخفي أطماعها ومخططاتها الخبيثة ضد الأقصى، سواء من خلال منع المصلين الشبان من دخوله أو من خلال زيادة أعداد المقتحمين للمسجد وما يتخللها من أداء طقوس وصلوات تلمودية.

أما رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية في القدس، حاتم عبد القادر، فقال لـ "العربي الجديد"، إن الرسالة التي بثتها منظمة الهيكل هذه ومن داخل قطاع غزة تحمل أبعاداً خطيرة جداً، لعل أبرزها الربط بين الدمار الواسع الذي يقترفه الاحتلال في القطاع وحرب الإبادة ضد المدنيين، وبين ما يخططون له ضد المسجد الأقصى المستباح يومياً من قبل هذه المنظمة المتطرفة التي تدعو بصورة مستمرة لهدم الأقصى وتوسع كل يوم من اقتحاماتها وتدنيسها له.

وحث عبد القادر، الأردن من خلال وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية المسؤولة حصراً عن إدارة شؤون المسجد للتصدي لتلك الأطماع، مؤكداً أن التطورات التي أعقبت السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تؤكد خطورة ما يمارس ضد المسجد الأقصى ومصليه. 

وحذر عبد القادر من انفجار وشيك بسبب هذه الإجراءات التي إن استمرت وتواصلت خلال شهر رمضان القادم فستؤدي إلى اشتعال المنطقة برمتها، حيث إن "صبر المقدسيين بدأ ينفد"، وفقا لعبد القادر.

يأتي ذلك، وسط تجدد دعوات حراكات شبابية مقدسية الليلة الماضية، للمقدسيين من أجل التصدي للاحتلال ومستوطنيه ومواجهة اعتداءاتهم على المسجد الأقصى ومنع المصلين الشبان من دخوله.

وتعليقاً على ما ورد في رسالة المنظمة، قال أحد النشطاء وفضل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ "العربي الجديد": إن "الرسالة من غزة التي حملها أحد أعضاء هذه المنظمة هي رسالة لنا، ونحن قادرون على إفشال مخططات هذه الجماعة وغيرها، كما فعلنا في معركة البوابات الإلكترونية ومن بعدها هبّة مصلى باب الرحمة".

ويأتي هذا التصعيد من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة بحق المسجد الأقصى في وقت زجت سلطات الاحتلال بالمئات من الشبان المقدسيين في سجونها، منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام المنصرم، وأصدرت أوامر أبعاد عن المسجد وحتى البلدة القديمة من القدس للعشرات من المرابطين والمرابطات.

وتواصل قوات الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بحظر تجمعات الشبان في المناطق الملاصقة لأبواب المسجد، كما هو الحال في حي الجالية الأفريقية المتاخم تماما لباب الناظر، أحد أبواب الأقصى.

المساهمون