دخلت إيران، اليوم الخميس، من الساعة السابعة صباحاً، فترة الصمت الانتخابي، قبل 24 ساعة من بدء الانتخابات الرئاسية الـ13 لاختيار رئيسها الثامن.
وشهدت الساعات الماضية قبل حظر النشاط الانتخابي من قبل الحملات الانتخابية للمرشحين، تطورات وتصاعدت الدعوات للمشاركة في الانتخابات.
وفي السياق، دعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الإيرانيين إلى الاقتراع لـ"إحباط الأعداء والمتآمرين"، قائلاً إنّ "الخلل في عمل مجموعة لا يصرفنا عن أدائنا الواجب"، في إشارة غير مباشرة إلى استبعاد مجلس صيانة الدستور معظم المرشحين. ودعا روحاني إلى تغيير "الفتور الانتخابي" من خلال المشاركة في الانتخابات.
وخاطب روحاني الإيرانيين قائلاً "إذا لم نجد في القائمة مرشحنا المطلوب فلنصوت لمن هو الأقرب إليه ونختاره"، في دعوة غير مباشرة للتصويت للمرشح عبد الناصر همتي.
وهاجم بقية المرشحين بلا استثناء حكومة روحاني وسياساته، ما عدا همتي الذي اختاره روحاني قبل عامين لرئاسة البنك المركزي.
واختلف روحاني مع همتي بعد ترشحه للرئاسة، ليعزله من منصبه قبل أسبوعين، كما أنّ همتي وجّه في المناظرات انتقادات هادئة لسياسات الرئيس الاقتصادية، لكن على ما يبدو لم يمنع ذلك الرئيس الإيراني من التلميح إلى التصويت له في تصريحاته، اليوم الخميس.
يذكر أنّ جبهة الإصلاحات، المظلة الشاملة للقوى الإصلاحية في إيران، أعلنت أن ليس لها أي مرشح في هذه الانتخابات، ورفضت دعم أحد المرشحين الإصلاحيين، عبد الناصر همتي ومحسن مهر علي زادة، اللذين ترشحا بشكل مستقل خارج الأطر الإصلاحية، وقد انسحب الأخير من السباق، أمس الأربعاء، لصالح الأول.
للتعرف على المرشحين في الانتخابات الإيرانية: انقر هنا
في الأثناء، أصدرت جماعة "الدعوة والإصلاح" السنية، التي تنشط في 12 محافظة إيرانية، يتواجد فيها السنة، وهي أكثر التيارات السنية تنظيماً، بياناً، دعت فيها السنة إلى المشاركة في الانتخابات. وعلى الرغم من عدم تسميتها المرشح عبد الناصر همتي، إلا أنّ لغة بيانها دعت بشكل غير مباشر إلى التصويت له.
وأكدت الجماعة التي تتخذ العاصمة طهران مقرها الرئيسي، أن "موسم الانتخابات يمكنه أن يشكل احتفالاً وطنياً تتجسد فيه إرادة الشعب لتداول السلطة بشكل سلمي بشرط وجود التحضيرات لانتخابات حرة".
وكانت أصوات أهل السنة في إيران، قد لعبت أدواراً مؤثرة وأحياناً حاسمة في فترات انتخابية لصالح المرشحين الإصلاحيين، عندما تتكافأ فرص الفوز بينهم وبين المرشحين المحافظين، ففي الانتخابات السابقة، وقف السنة بجانب الرئيس حسن روحاني، كتلكة موحدة، لكنهم عبروا عن عدم رضاهم عن سياساته وعدم تنفيذه وعوده لتحسين وضع أبناء الطائفة والقوميات الإيرانية.
وفي هذه الانتخابات، لا يختلف المزاج العام في الشارع السني الإيراني كثيراً عن المزاج العام في الشارع الإيراني كله، بين المشاركة في الانتخابات والمقاطعة واللامبالاة.
لا توجد أرقام رسمية عن عدد السنة الإيرانيين، لكن ثمة إحصائيات وتقارير غير رسمية تشير إلى أن نسبتهم من سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة، تتراوح بين 10 إلى 20%.
ووفقاً للمعطيات الراهنة، تتشتت أصوات المشاركين من أهل السنة الإيرانيين خلال هذه الدورة من الانتخابات، فبينما كانت هذه الأصوات محسوبة على الإصلاحيين في الانتخابات السابقة، إلا أنه خلال الدورة الراهنة، أعلن الزعيم السني البارز، المولوي عبدالحميد إسماعيل زهي، خطيب جمعة مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان، دعمه للمرشح المحافظ إبراهيم رئيسي، في خطوة، اعتبرها البعض انقلاباً على تحالفه مع الإصلاحيين، وتعبيراً عن الانزعاج لعدم التعامل بشكل جاد مع مطالب السنة.
ويقول مقربون من إسماعيل زهي إنه تلقى وعوداً من رئيسي لتحسين أوضاع أهل السنة، وخاصة في محافظة بلوشستان.
ورقة ظريف
في الأثناء، وفي اليوم الأخير قبل بدء فترة الصمت الانتخابي، كثف المرشحون حملاتهم الانتخابية بغية استقطاب أصوات الإيرانيين، ودغدغة مشاعر العازفين عن المشاركة لاستمالتهم إلى صناديق الاقتراع، غداً الجمعة.
وفي السياق، أكد المرشح الإصلاحي عبدالناصر همتي أنه سيختار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي رفض الترشح للانتخابات الرئاسية، نائباً أول له في حال فاز، في خطوة لكسب أصوات مؤيديه في الشارع الإيراني.
وأكد همتي أنّ ظريف وافق على اقتراحه للحضور في حكومته، قائلاً "إننا من خلال التعاون مع البعض يمكننا تشكيل فريق قوي لإخراج البلاد من الوضع الراهن".
في الأثناء، تعالت أصوات التيارات الإصلاحية للمشاركة في الانتخابات والتصويت لصالح المرشح عبد الناصر همتي، فبهزاد نبوي رئيس مؤسسة "صناعة الإجماع" الإصلاحية، التي تشكلت قبل أشهر من جميع القوى الإصلاحية لترتيب البيت الإصلاحي في الانتخابات، دعا إلى التصويت لهمتي، على الرغم من أنّ المؤسسة نفسها لم تتبن همتي مرشحاً رسمياً له، حيث أخفق في حصول على أصوات أغلبية أعضائه قبل يومين.
في غضون ذلك، دعا حفيد مؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية، حسن الخميني، الإيرانيين إلى "التصويت الصحيح" في الانتخابات، قائلاً إنّ ذلك يحفظ الجمهورية في ظل القلق على مستقبل البعد الجمهوري للجمهورية الإسلامية بسبب "السلوك غير الصحيح".
وكان الخميني قد وجه انتقادات شديدة لمجلس صيانة الدستور بعد الإعلان عن الترشيحات الرسمية النهائية، يوم 26 من الشهر الماضي، لاستبعاد مرشحين بارزين من السباق الرئاسي.