"ذا مونيتور": صفقات التطبيع تخلق بيئة دافئة للعلاقات المصرية الإسرائيلية

29 سبتمبر 2020
وصول أورون هو إشارة للقاهرة بأن إسرائيل تقدر العلاقات الثنائية بين البلدين (تويتر)
+ الخط -

قدم خمسة عشر سفيراً أوراق اعتمادهم الأسبوع الماضي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكانت من بينهم أميرة أورون السفيرة الإسرائيلية الجديدة للبلاد، وكُتب الكثير في السنوات الأخيرة عن الأزمة المحيطة بتعيين سفير إسرائيلي في القاهرة، ومنذ ما يقرب من عامين كانت سفارة أحد أهم شركاء الأمن الإسرائيليين تعمل من دون سفير.

ويقول موقع "ذا مونيتور" إن وصول أورون هو إشارة للقاهرة بأن "إسرائيل" تقدر العلاقات الثنائية بين البلدين، كما أن وصولها له معنى آخر، وهو أن الأمن لا ينبغي أن يكون المجال الوحيد للتعاون بين البلدين. وحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مدى العامين الماضيين، دون جدوى، تعيين أحد مساعديه، وزير الاتصالات السابق أيوب قرا في المنصب.

ويضيف الموقع نفسه أنه مع وجود أورون سفيرة، فإن الرسالة واضحة: بدلاً من الحفاظ على سلام بارد للمؤسسة الأمنية، يجب أن تشمل علاقات "إسرائيل" مع مصر جميع الجوانب التقليدية للدبلوماسية، بما في ذلك التجارة والثقافة والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني والعلوم.

وكتب السفير السابق في مصر حاييم كورين مقالاً الأسبوع الماضي، زعم فيه أن عصر وسائل التواصل الاجتماعي فتح فرصاً جديدة للشعبين لبناء جسور ثقافية. وأوضح أن الهوية المتوسطية المشتركة توفر أساساً عظيماً للعلاقات.

مع وجود السفيرة يبدو واضحاً التوجه نحو توسيع العلاقات لتشمل جميع الجوانب بما في ذلك التجارة والثقافة والمجتمع المدني والعلوم

وتقول "ذا مونيتور" إنه "بتشكيل حكومة الوحدة في إبريل/نيسان الماضي، أصبح لإسرائيل الآن وزير خارجية متفرغ تدفعه طموحات سياسية. لكن وصول أورون والطاقة الجديدة التي ظهرت مؤخراً ليسا العنصرين الوحيدين في المعادلة. ويشير دبلوماسيون إسرائيليون إلى أنه بعد سنوات عديدة من السلام البارد، تبدو القاهرة مهتمة أكثر بتوسيع العلاقات الثنائية".
ويضيف الموقع أن "مجال الطاقة هو مثال ممتاز. ففي 22 سبتمبر/أيلول، استضافت القاهرة مؤتمراً بالفيديو لمنتدى غاز شرقي المتوسط. وتم إنشاء المنتدى قبل عامين من قبل وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس ووزير الطاقة المصري طارق الملا، كتجمع غير رسمي لسبع دول متوسطية، بعد اكتشاف إسرائيل ومصر لحقول الغاز الطبيعي البحرية. وكان مؤتمر 22 سبتمبر/أيلول بمثابة علامة على إنشاء المنتدى، كهيئة دولية وحكومية دولية معترف بها، حيث طلبت فرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة صفة مراقب غير عضو".

ويشير الموقع إلى أنه بالنسبة لأورون "يشكل رفع مستوى منتدى الغاز أساساً ممتازاً لتعاون ثنائي أقوى في مختلف المجالات. وتصل إلى مصر في لحظة دبلوماسية مهمة لإسرائيل، مباشرة بعد توقيع اتفاقية التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة وإعلان مماثل مع البحرين".

وقال دبلوماسي إسرائيلي رفيع، للمونيتور، إن المجتمع الدبلوماسي يعتبر السيسي أكثر التزاماً بالقضية الفلسطينية من دول الخليج. إذ قال ذلك في خطابه يوم 22 سبتمبر/أيلول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومع ذلك فإن انضمام دول عربية أخرى إلى معسكر السلام يسهل على السيسي شرح تعاونه مع إسرائيل لجمهوره.

وأشار الدبلوماسي الإسرائيلي إلى أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل. للحفاظ على علاقاتها مع مصر وتوسيعها، يجب أن توضح أن العلاقات مع القاهرة هي أولوية. على هذا النحو، يجب القيام بلفتات حسن النية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين قريباً.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، قام وفد استخباراتي مصري رفيع المستوى برحلات مكوكية بين تل أبيب وغزة، لدفع التفاهمات بين إسرائيل وحماس. ولمصر مصلحة راسخة في أن تتجنب إسرائيل الصراع مع حماس وتهدئة قطاع غزة. وإذا تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق؛ فإن ذلك سيضيف مصداقية لعلاقات السيسي مع إسرائيل.

المساهمون