استمع إلى الملخص
- مارين لوبان قادت الحزب نحو صورة أكثر اعتدالًا، مما ساهم في توسيع قاعدته الانتخابية، وتغيير اسم الحزب إلى التجمع الوطني وتعزيز حضوره الإعلامي والاحترافي.
- فوز التجمع الوطني في الانتخابات البرلمانية الأوروبية يعكس نفوذ اليمين المتطرف المتزايد في السياسة الفرنسية، مما يضعه في موقع قوة قبل الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا إليها ماكرون.
بعد عقود من الإقصاء السياسي ربما يتاح أمام اليمين المتطرف في فرنسا أخيراً فرصة لتشكيل حكومة للمرة الأولى، منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وحكومة فيشي، بعد انتخابات تشريعية على مرحلتين تبدأ اليوم الأحد وتنتهي في السابع من يوليو/ تموز المقبل. وتأتي هذه الانتخابات بعد تصدّر هذا اليمين نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، التي أجريت بين 6 و9 يونيو/ حزيران الحالي، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدعوة لانتخابات مبكرة.
ويراهن ماكرون عبر دعوته إلى هذه الانتخابات المبكرة، على إحداث صحوة في أذهان الفرنسيين تدفعهم إلى مراجعة حساباتهم وإدراك فداحة سقوط الحكومة للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة (1958)، بقبضة اليمين المتطرف وتجنيبه سيناريو التعايش مع هذه القوة السياسية المتطرفة. وفيما يلي أبرز المحطات في تاريخ التيار اليميني المتطرف الذي يتزعمه حزب التجمع الوطني، الذي انبثق عام 2018 من "الجبهة الوطنية" التي شكلها جان ماري لوبان في 1972، وهيمنت عليه عائلة لوبان لأكثر من نصف قرن:
1972
أسس الجندي السابق جان ماري لوبان الجبهة الوطنية، وهو حزب يميني متطرف يتألف من قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب الجزائر والمتعاونين الفرنسيين من نظام فيشي.
1974
خاض لوبان الانتخابات الرئاسية، لكنه حصل على أقل من 1% من الأصوات، وبعد ذلك بعامين تعرض منزله في باريس لهجوم بقنبلة، ولم يتم تحديد الجناة.
1981
لم يستطع لوبان جمع العدد الكافي لتأييد ترشحه للانتخابات الرئاسية والتي فاز بها اليساري فرانسوا ميتران. وفي السنوات التالية، اجتذب لوبان تدريجياً مؤيدين جدداً.
1986
فاز الحزب بأول مقاعده في البرلمان المعروف باسم الجمعية الوطنية.
1987
أدلى لوبان بتعليقات مهينة تتعلق بالرجال المثليين المصابين بفيروس نقص المناعة (إيدز) في إطار ميله الدائم إلى إثارة الغضب بتوجيه إهانات عنصرية ومعادية للسامية ومعادية للمثليين، وهو ما عرضه في أحيان كثيرة لمشكلات قانونية، لكنه ظل يحظى بدعم قطاع من الناخبين.
1988
حصل لوبان على 14.4% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وفي العام التالي فاز حزب الجبهة الوطنية بأكثر من 10% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية، كما بدأ الحزب بالتركيز على الإسلام والمهاجرين المسلمين باعتبارهم أحد اهتماماته السياسية الرئيسية.
1995
فاز حزب الجبهة الوطنية بثلاثة مجالس بلدية في الجنوب، تولون وأورانج ومارينيان، مما يشير إلى تنامي شعبيته.
2002
ترشح لوبان للرئاسة وحصل على 16.86% من الأصوات، وهو ما كان كفيلاً بتأهيله إلى خوض جولة إعادة أمام جاك شيراك. أحدث هذا الأداء القوي صدمة في جميع أنحاء فرنسا، وشاع الاشمئزاز من احتمال تحقيق مثل هذا الحزب اليميني المتطرف نتائجَ جيدة. وتضامن سياسيون من اليمين واليسار معاً لمنع لوبان من الفوز في الجولة الثانية. وفاز شيراك بأكثر من 80% من الأصوات في جولة الإعادة.
2008
قضت محكمة بسجن لوبان ثلاثة أشهر مع إيقاف التنفيذ وتغريمه عشرة آلاف يورو لقوله إن الاحتلال النازي لفرنسا "لم يكن غير إنساني إلى حد كبير".
2011
أصبحت مارين لوبان، ابنة لوبان، الزعيمة الجديدة للجبهة الوطنية بعد فترة اتسم فيها أداء الحزب بالضعف في استطلاعات الرأي، وواجه فيها ضغوطاً مالية متزايدة.
2012
مارين لوبان تخوض أول انتخابات رئاسية وتنتهي مساعيها بالفشل.
2014
حقق حزب الجبهة الوطنية نتائج مميزة في انتخابات العام ليصبح له السيطرة على 11 مجلساً بلدياً، كما حصل على المركز الأول في انتخابات البرلمان الأوروبي.
2015
تم تعليق عضوية جان ماري لوبان في الحزب بعد وصف المحرقة بأنها "تفصيلة" من الحرب العالمية الثانية، وفي العام نفسه فصلته ابنته من الحزب.
2017
ترشحت مارين لوبان للرئاسة مرة أخرى، لكنها خسرت أمام إيمانويل ماكرون. وبعد ذلك، كثفت جهودها لجعل الحزب أكثر قبولاً لدى جمهور أوسع من الناخبين، سعياً إلى النأي به عن ماضيه العنصري والمعادي للسامية، وفي الوقت نفسه منح نوابه البرلمانيين مظهراً أكثر احترافية عبر تدريب إعلامي وحضور واضح على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي عام 2018، غيرت اسم الحزب إلى التجمع الوطني.
2022
تم اختيار جوردان بارديلا، البالغ من العمر 28 عاماً، وهو أحد تلاميذ مارين لوبان، ليكون الرئيس الجديد لحزب التجمع الوطني.
يونيو 2024
قاد بارديلا الحزب في انتخابات البرلمان الأوروبي وهزم حزب ماكرون، ودفع الرئيس إلى الدعوة إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وبارديلا مرشح حزب التجمع الوطني لرئاسة الوزراء.
(رويترز، العربي الجديد)