أعادت صربيا، الجمعة، تهديدها بالتدخل عسكرياً في إقليمها السابق كوسوفو إذا أخفقت قوات حفظ السلام، بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) هناك في حماية الأقلية الصربية، مما وصفته بلغراد بالتهديد "الإرهابي" للسلطات العرقية الألبانية في كوسوفو.
ففي كلمة موجزة متلفزة، صرح رئيس أركان الجيش الصربي، الجنرال ميلان مويسيلوفيتش، بأنّ صرب كوسوفو لم يعد بإمكانهم "تحمل إرهاب" الحكومة هناك، وأن جيش صربيا مستعد لأداء مهامه "وفقاً للدستور الصربي، وأي أوامر صادرة من الرئيس ألكسندر فوتشيتش".
ووضعت صربيا قواتها على الحدود مع كوسوفو في حالة تأهب قصوى، وسط سلسلة من الاشتباكات أخيراً بين صرب كوسوفو من جانب وشرطة كوسوفو وقوات حفظ السلام التي يقودها الناتو (كفور) من ناحية أخرى.
وفي الأسابيع الأخيرة أرسل الناتو تعزيزات وسط مخاوف من صدام مفتوح بين الألبان والصرب.
التدخل العسكري الصربي في كوسوفو قد يعني صداماً مباشراً مع نحو 4000 جندي من الناتو متمركزين حالياً هناك.
توازياً، لم يحرز الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي في اجتماعهما في بروكسل، الخميس، أي تقدم في المحادثات الطارئة التي استضافها الاتحاد الأوروبي.
ووصف منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، التوترات العرقية المتصاعدة في شمال كوسوفو بأنها "مثيرة للقلق".
وغرد الجمعة على "تويتر"، قائلاً: "رغم اجتماع أمس، فإن التصعيد مستمر (و) أصبح خطيراً لن نتسامح مع ذلك".
Very alarmed by situation in north of Kosovo: extrajudicial arrests of K-Serbs & Kosovo Security Forces marching in South Mitrovica; followed by heavy rhetoric from Serbia.
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) June 23, 2023
Despite yesterday's crisis meeting, escalation continues & is becoming dangerous. We will not tolerate it.
من جهته، تعهّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الخميس، بأن تواصل قوات حفظ السلام التابعة للحلف "العمل بحياد"، وتعزيز وجودها لضمان حرية الحركة لجميع المجتمعات في كوسوفو.
وتسعى كل من صربيا وكوسوفو إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، ويتعين عليهما تطبيع علاقاتهما لتحقيق ذلك.
وهناك مخاوف من أن تقوم روسيا، حليفة صربيا، بإشعال نزاع مسلح آخر في وسط أوروبا، لتحويل الانتباه الدولي جزئياً بعيداً عن غزوها لأوكرانيا.
وكانت صربيا وإقليمها السابق كوسوفو على خلاف منذ عقود، ما أثار حرباً بينهما عامي 1998-1999، خلفت أكثر من 10000 قتيل، معظمهم من ألبان كوسوفو. ورفضت بلغراد الاعتراف بإعلان كوسوفو الاستقلال عام 2008.
واندلعت التوترات مجدداً، الشهر الماضي، بعدما استولت شرطة كوسوفو على مباني بلدية في شمال كوسوفو، حيث يمثل الصرب الأغلبية هناك، لتنصيب رؤساء بلديات من أصل ألباني جرى اختيارهم في انتخابات محلية قاطعها معظم الصرب.
(أسوشييتد برس)