صحيفة دنماركية: خطة الجنرالات من غزة إلى لبنان و"إسرائيل الموسعة"

04 نوفمبر 2024
فلسطينيون نازحون من شمال قطاع غزة بفعل القصف الإسرائيلي، 11 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تناول تقرير صحيفة بوليتيكن الدنماركية تزايد التطرف الصهيوني في إسرائيل، مشيراً إلى "خطة الجنرالات" لتوسيع "أرض إسرائيل" عبر تطهير عرقي في غزة وجنوب لبنان، ودعم رئيس الوزراء نتنياهو لبناء مستوطنات جديدة.
- أوضحت الصحيفة أن إسرائيل تواجه اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، مع تطلعات توسعية نحو لبنان، مما يعكس تصاعد الأفكار المتطرفة.
- أشارت بوليتيكن إلى أن فكرة "إسرائيل الكبرى" تعود إلى ثيودور هرتزل، وتعمل الحكومة الحالية على توسيع الأراضي بحجة الأمن، مع انتظار دعم ترامب.

تناول تقرير لصحيفة بوليتيكن الدنماركية في عدد نهاية الأسبوع تزايد التطرف الصهيوني في إسرائيل وتشابكه مع الدعوات الدينية لـ"توسيع أرض إسرائيل" باتجاه تطهير عرقي في قطاع غزة وجنوب لبنان. وتحت عنوان "الأرض ملكنا"، رأت الصحيفة أنه بينما يُمطَر قطاع غزة بقذائف القتل والتدمير والتهجير الممنهج والتجويع المتعمد، فإن ما يسمى "خطة الجنرالات" يعبر بشكل متزايد عن أفكار "إسرائيل الموسعة".

وأشارت الصحيفة الدنماركية في السياق إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد التمهيد لبناء مستوطنات في المنطقة، مستدلة على ذلك بمؤتمر عقد بين 20 و21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في مستوطنة بئيري في غلاف غزة، بمشاركة ساسة وأعضاء كنيست، لتدارس عودة المستوطنات إلى القطاع. ووصفت "بوليتيكن" المشهد في المؤتمر: "وقف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على منصة المؤتمر ليقول: سنقدم فرصة لهم (للغزيين) للانتقال إلى بلدان أخرى، لأن الأرض ملك لنا".

وبعد تناول الصحيفة الوضع القانوني للأراضي المحتلة عام 1967 وللحصار المفروض على قطاع غزة منذ 2007، شددت على أن "خبراء ومنظمات دولية يرون أن ما يجري في القطاع هو تطهير كل المنطقة الواقعة إلى شمال ممر نتساريم"، مشيرة إلى أنه  في ذات السياق، يُقرأ مؤتمر حركة الاستيطان اليمينية المتطرفة "ناشالا" من أجل "التحضير لإعادة المستوطنات في غزة".

وتعبر اللغة التي استخدمتها "بوليتيكن" في تقريرها عن تحولات في التغطيات الإعلامية الاسكندنافية التي تتناول إسرائيل، وقالت الصحيفة: "بالطبع، الحديث عن هجرة طوعية لسكان قطاع غزة لا طوعية فيه إذا كنت تعيش تجربة الإبادة الجماعية". ويقول الباحث في الاستعمار الاستيطاني في فلسطين بجامعة تامبيري الفنلندية وسيم غنطوس للصحيفة إن "الفكرة هي خلق ظروف لا تطاق للفلسطينيين حتى يوافقوا على التحرك".

إبادة وتطهير عرقي

وأوضحت الصحيفة واسعة الانتشار في الدنمارك أن "إسرائيل تواجه اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية. وينص القرار الأولي الصادر في شهر يناير/كانون الثاني الماضي على أنه من المحتمل أن تؤدي الحرب في غزة إلى إبادة جماعية"، مضيفة أن "الأمر لم يتوقف هنا، لأنه في المجتمع الإسرائيلي يُعبَّر بشكل متزايد عن أفكار حول إسرائيل أكبر، بحدود موسعة"، قبل أن تتناول ما لا تتناوله بصورة موسعة صحف كثيرة في الغرب حول أن لبنان بات أيضاً في دائرة استهداف التطرف الصهيوني بقولها: "هذه الأفكار برزت عندما نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالاً بعنوان: هل لبنان جزء من أرض إسرائيل الموعودة؟"، مشددة على أن مقال الصحيفة العبرية نُشر بعد أيام قليلة من تكثيف إسرائيل قصفها بيروت، وأنه سرعان ما حُذف من موقع الصحيفة. ومضت "بوليتيكن" تكشف للقراء كيف أن "حركة المستوطنين أوري تزافون نشرت إشعاراً بشأن المنازل المبنية حديثاً في جنوب لبنان، بالقول  إنه جزء من إسرائيل التاريخية الموعودة".

من ناحيته، اعتبر الباحث غنطوس أن فكرة توسيع "أرض إسرائيل" ليست جديدة، بل جرى التعاقد مع الحركة الاستيطانية منذ عام 1979 لأجل توسيع حدود الدولة. ولم تتردد الصحيفة الدنماركية، التي عبرت في عقود ماضية عن النخبة اليهودية الدنماركية قبل تحولاتها الناقدة للصهيونية خلال الأعوام الأخيرة، في نقل ما يجري على اعتبار أنه ينم عن نيات الإبادة والتطهير العرقي للفلسطينيين واللبنانيين.

وقالت الصحيفة إن الفكرة تقوم على "استعادة مملكة الملك داود، كما يشيع وزير مالية نتنياهو بتسلئيل سموتريتش في الرؤية المسيانية". وفي الإطار نفسه، نقلت عن الأستاذ المشارك في جامعة تل أبيب أورييل أبولوف قوله: "منذ ما قبل عام 1948، كانت الحركة الصهيونية تعمل على بناء المستوطنات في فلسطين، وتوسيع أراضيها وطرد الفلسطينيين من أجل إنشاء دولة يهودية حصرية".

وأعادت "بوليتيكن" فكرة "إسرائيل الكبرى" إلى مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل، الذي "فكر في دولة يهودية توراتية تمتد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات"، وأضافت أنه في أعقاب حرب عام 1967، نشأت حركة "إسرائيل الكبرى"، وهي إحدى الحركات التي ساعدت في تأسيس حزب الليكود الذي ينتمي إليه بنيامين نتنياهو.

وشرحت الصحيفة أن بن غفير وسموتريتش لديهما مشروع لتطبيق توسيع "أرض إسرائيل" على أساس أن لديهما "خطة مسيانية واضحة للغاية لمستقبل الحرب". ونقلت عن أبولوف أنه على تلك الخلفية، تزايد ارتداء تاج مملكة داود من قبل العسكريين المنتمين إلى ذلك التيار مع صورة موحدة تظهر خريطة إسرائيل الموسعة، في وقت تشير فيها استطلاعات رأي أن 64% من الإسرائيليين يعارضون حل الدولتين.

ويرى غنطوس أن حكومة نتنياهو ليست بعيدة عن تلك الخطة ويقول: "إنهم يعملون خطوة بخطوة ويختبرون هذه الامتدادات بحجة الأمن"، مضيفاً أن تصريحات نتنياهو لأعضاء من حزبه عن محادثات مع دول أخرى لاستيعاب سكان غزة، أي طرد الفلسطينيين وتوسيع أراضي إسرائيل، هي تعبير عن "زواج بين الاستعمار والدين" إلى جانب وجود حوافز اقتصادية وأمنية. ويجري ذلك، وفقاً للصحيفة الدنماركية، أيضاً في الضفة الغربية حيث استولت إسرائيل على مساحة كبيرة من الأراضي خلال العام الماضي، وبحسب أورييل أبولوف، فإن "الاهتمام موجه نحو غزة ولبنان، وهذه فرصة ذهبية لنتنياهو في الضفة الغربية المحتلة".

إجمالاً، يرى تقرير صحيفة بوليتيكن أن القائمين على "خطة الجنرالات" ينتظرون وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض للانتقال إلى تنفيذ إجراءات أكثر مباشرة وتطبيق الخطة، "والهدف هو تطهير المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم"، ويعتقد وسيم غنطوس أن "منع تطبيق الخطة سيعتمد على المقاومة محلياً وعالمياً".