ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار، أخيراً، أن الدبلوماسي الروسي كيريل زهالو (35 عاماً)، الذي تم العثورعليه ميتاً خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الرصيف أمام سفارة بلاده في برلين؛ ليست لشخص عادي، إنما تعود لابن أحد أبرز ضباط المخابرات الروسية، وهو مسؤول عن جرائم قتل باسم الكرملين.
وقد أكد مكتب المدعي العام في برلين، أنه لم يتمكن من إجراء تحقيق بعملية الوفاة الغامضة. والتي أكدها المتحدث باسم الخارجية الألمانية وممثلو السفارة الروسية يوم الجمعة، وقيل إنه سقط من الطابق العلوي، وتم رفض إجراء تحقيق أو تشريح لجثته، التي نقلت على عجل إلى موسكو.
وأبرزت الصحيفة أن ما تبقى من القضية هو مجموعة من الأسئلة المعلقة، عمّا إذا كان ما حصل حادثًا أو عملية انتحار أو أطيح به أو تم التخلص منه، أو أن العملية برمتها محاولة للانتقام من والده ورئيسه، زعيم الكرملين، بواسطة مخابرات أجنبية، سيما وأنه يُنسب إلى الأب، ألكسي، من بين أمور عديدة؛ منها التحضير مع فريق من السفارة لعملية قتل بسلاح ناري بحق مواطن جورجي، حصلت في تيرغاتن، من قبل منفذ متعاقد مع الكرملين في برلين، خلال أغسطس/آب عام 2019، وما زالت القضية معلقة أمام المحكمة الإقليمية في العاصمة الألمانية. والتي وقعت بعد أسابيع قليلة من تعيين الابن، كيريل، في وظيفته الرسمية، كسكرتير ثانٍ في السفارة الروسية بألمانيا، وهو الذي أثيرت حوله العديد من الشكوك أيضاً، عمّا إذا كان جاسوساً مموهاً.
بالإضافة إلى ذلك، يتحمل الأب مسؤولية تنفيذ جرائم قتل باستخدام سم "نوفيتشوك"، ضد المنشق عن المخابرات الروسية سيرغي سكريبال وابنته عام 2018 في سالزبوري داخل المملكة المتحدة، ومحاولة قتل أشد معارضي بوتين، أليكسي نافالني، إلى جانب سلسلة من جرائم القتل ضد شيشانيين في أوروبا الغربية، وفي مقدمتها برلين عاصمة العملاء لأكثر من 100 عام، وبخاصة خلال الحرب الباردة.
وفي السياق، نقلت "بيلد" عن المعارض الروسي ليونيد فولكوف، المقرب من خصم الكرملين السجين نافالني؛ أن نوافذ المبنى ليست عالية بما يكفي للانتحار، وأنه يشتبه بأن نجل الضابط ألقي به من النافذة، مما يجعل الأمر خطيراً جداً.
ويفترض الخبراء، وفق "بيلد"، أن ما بين 3000 إلى 5000 من العملاء الروس، بين نشط وخامل موجودون في ألمانيا. ومن بينهم العديد من المهاجرين غير الشرعيين الذين تم تهريبهم إلى كلا شطري ألمانيا خلال الحقبة السوفييتية. كما يشير الخبراء إلى أن 25 بالمئة من الروس الـ300 المتواجدين في السفارة الروسية في برلين هم من العملاء.
وتضيف "بيلد" أن موسكو متجذرة بعمق في برلين، لدرجة أنها لم تعد تقوم بعمل تجسسي محض، حيث يتم الآن نشر العديد من الجواسيس لتأمين الممتلكات الخفية لأزلام بوتين، بعد أن استثمرت زوجات مسؤولين روس، ومن بينهن زوجة وزير الدفاع، ملايين اليوروهات عبر قنوات سرية في كل من برلين وميونخ وهامبورغ، في مراكز تسوّق معروفة، بحسب سلطات الأمن الألمانية. ناهيك عن أن الكرملين لا يكسب في أي مكان من الغاز والنفط؛ كما يفعل في أوروبا، وبخاصة ألمانيا، حيث تصل نسبة الوقود القادم من المصافي الروسية إلى ما يقارب 90 بالمئة من إجمالي الوقود المستهلك في ألمانيا.