صالح مسلم: لا مانع من انعقاد مؤتمر "الوطني الكردي" في القامشلي

صالح مسلم: لا مانع من انعقاد مؤتمر "الوطني الكردي" في القامشلي

11 سبتمبر 2022
رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي" صالح مسلم (Getty)
+ الخط -

اتهم رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي"، صالح مسلم، المجلس الوطني الكردي بـ"التبعية للجانب التركي"، مؤكداً أنّ حزبه، الذي يسيطر على الشمال الشرقي من سورية، لا يمانع، رغم ذلك، عقد المجلس لمؤتمره الرابع في مدينة القامشلي. 

وأكد مسلم، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ الاتحاد الديمقراطي، والمعروف اختصاراً بـPYD، يسعى منذ تأسيسه في عام 2004 إلى "إيجاد تنسيق متكامل بين جميع القوى والأحزاب الكردية في شمال شرقي سورية"، مضيفاً: "نجحنا في بعض المواقع وفشلنا في مواقع أخرى".

وأشار رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي" إلى أنّ حزبه يسعى إلى جرّ المجلس الوطني الكردي من "الحضن التركي"، مضيفاً: "في جميع المفاوضات التي أجريناها مع المجلس الوطني الكردي، عجزنا عن إقناع قياداته بأن تركيا هي دولة محتلة لأجزاء من شمال سورية"، بحسب تعبيره. 

ويعد "المجلس الوطني الكردي"، الذي تأسس في عام 2011 من ائتلاف العديد من الأحزاب السورية الكردية، أبرز المنافسين لحزب "الاتحاد الديمقراطي" والأحزاب التي تدور في فلكه، في الشارع السوري الكردي. بينما يعد حزب الاتحاد الديمقراطي نسخة من حزب "العمال الكردستاني"، والمصنف لدى العديد من الدول في خانة التنظيمات الإرهابية.

ويسيطر هذا الحزب على جلّ الشمال الشرقي من سورية ومناطق غربي الفرات من خلال ذراعه العسكرية (الوحدات الكردية)، والتي تشكل الثقل الرئيسي في "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

ويتحضّر "المجلس الوطني الكردي" لعقد مؤتمره الرابع خلال الشهر الجاري في مدينة القامشلي، الخاضعة لـ"قسد" في أقصى الشمالي الشرقي من سورية.

في هذا الصدد، أكد مسلم أنّ حزبه لا يمانع في عقد "المجلس الوطني الكردي" مؤتمره في القامشلي، مستدركاً بالقول: "نحن ليست لدينا علاقة بهذا الشأن، فالأمر عائد لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سورية والأجهزة الأمنية التابعة لها، وعلى المجلس التنسيق معها وليس مع الاتحاد الديمقراطي، أو مع أحزاب الوحدة الوطنية الكردية. لا أعتقد أن هناك موانع لدى هذه الأحزاب في انعقاد المؤتمر في القامشلي". 

ويعد "الاتحاد الديمقراطي" أبرز الأحزاب التي شكلت الإدارة الذاتية التي تدير المناطق الواقعة تحت سيطرة "قسد" في شرقي الفرات وغربه، وهي المتحكمة سياسياً بالمشهد السياسي والإداري في هذه المناطق بشكل كامل، وتضيّق الخناق على كل التيارات السياسية المناوئة لها. 

واتهم مسلم "المجلس الوطني الكردي" بعدم الإسهام في "مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية" التي تواجه المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات "قسد"، التي تتلقى الدعم من التحالف الدولي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.

وطالب المجلس بـ"عدم محاربة الإدارة الذاتية في شمال شرقي سورية"، معرباً عن اعتقاده بأن المجلس ليس لديه "قاعدة جماهيرية" في الشارع السوري الكردي.

واتهم بعض أعضاء "المجلس الوطني الكردي" بالتورط مع "شبكة جواسيس كبيرة تم كشفها من قبل الأمن العام و"قوات سورية الديمقراطية"، كانت تتعامل مع الجانب التركي، وتسببت في مقتل العشرات من المدنيين والعسكريين ومن القادة"، وفق مسلم.

كما دعا مسلم "المجلس الوطني الكردي" لـ"الابتعاد عن ممارسات الدولة التركية وعدم خدمتها بطرق مباشرة أو ملتوية"، مضيفاً "ذلك يكفي لأن تعود المياه إلى مجاريها بيننا وبين المجلس، وليست لدينا أية شروط سوى أنّ يكونوا في خدمة شعبهم"، وفق قوله. 

وكان "الاتحاد الديمقراطي" والأحزاب المرتبطة به قد دخلت في حوار يرقى إلى مستوى المفاوضات مع "المجلس الوطني" في عام 2020، بدفع من وزارة الخارجية الأميركية، لتشكيل مرجعية سياسية واحدة للكرد السوريين، والمشاركة في إدارة شمال شرقي سورية، والذي يقع ضمن النفوذ الأميركي.

لكن الجانبين اللذين خاضا حواراً في عدة جولات لم يصلا إلى اتفاق، بسبب رفض "الاتحاد الديمقراطي" إبداء مرونة إزاء بعض القضايا، أبرزها فكّ الارتباط بينه وبين حزب العمال الكردستاني، وتعديل العقد الاجتماعي، وإلغاء التجنيد الإجباري، ودخول "البشمركة السورية" (فصيل عسكري تابع للمجلس يتمركز في شمال العراق) إلى الشمال الشرقي من سورية.