تداولت شبكات ووسائل إعلامية ونشطاء محليون من المنطقة الشرقية لسورية، بعد منتصف ليل الأربعاء، تسجيلاً صوتياً لشيخ قبيلة العكيدات، أكبر القبائل العربية في شرق سورية، إبراهيم الهفل، دعا فيه إلى توحيد العشائر ومواجهة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وجاء في التسجيل الصوتي الذي أكد ناشطون أنه لشيخ قبيلة العكيدات: "أدعو جميع العشائر العربية عامة، وعشائر قبيلة العكيدات خاصة، إلى توحيد الصف والكلمة والوقوف وقفة رجل واحد نظراً للأحداث والمجريات في منطقة دير الزور، والسياسات الممنهجة ضد أبناء العشائر، وذلك من خلال أسر وقتل الأطفال والنساء"، مؤكداً أنّ "هذا الحراك عشائري بالمعنى المطلق وليس كما تدعي قوات سوريا الديمقراطية أنها خلايا إرهابية".
#ديرالزور
— صهيب اليعربي (@SOHEB2019) August 30, 2023
شيخ قبيلة العكيدات الشيخ إبراهيم الهفل يدعو العشائر العربية للوحدة و النفير العام في مواجهة ميليشيا PYD/PKK بعد ارتكابها جرائم بحق المدنيين إثر حملتها الأخيرة على ريف ديرالزور. pic.twitter.com/1eT6G6JYV2
ووجه الهفل، في التسجيل الصوتي، رسالة إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش"، تؤكد مطالب العشائر العربية في دير الزور، وخاصة قبيلة العكيدات، بتشكيل مجلس قيادة عسكرية من أعيان عشائر دير الزور من الثقاة والعسكر (الضباط وصف الضباط) ذوي الخبرات من أبناء العشائر العربية، مشدداً على ضرورة أن "يكون الاتصال مباشرا بين العشائر والقبائل العربية في دير الزور والتحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة وضبط الأمن والخدمات في المنطقة بالشكل المطلوب".
وأضاف أنه "على اتصال مع جميع العشائر لتهدئة الأوضاع بما يحقق الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة، وذلك في حال الموافقة وتأمين المطالب المشروعة، وتقديم ضمانات مؤكدة من التحالف الدولي".
وأعلن شيخ قبيلة العكيدات، في ختام التسجيل الصوتي، عن "الوقوف مع أبناء عمومتنا من عشائر البكير (عشيرة قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل)"، مطالباً بـ"الإفراج عن جميع المعتقلين وإيقاف الحملة العسكرية على دير الزور".
وكانت "قسد" قد أقدمت على احتجاز قائد "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل (أبو خولة)، مساء الأحد الماضي، إثر استدراجه إلى اجتماع في الحسكة، شمال شرقي سورية، تبعه اعتقال قياديين آخرين من أبناء العشائر العربية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع العشائر.
وشنّ مقاتلو "مجلس دير الزور العسكري" بالاشتراك مع مجموعات من أبناء قبيلة العكيدات هجوماً موسعاً، ليل الأربعاء/ الخميس، على نقاط وحواجز "قسد" في جبل مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف "قسد"، بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع تابعة لها في المنطقة.
إلى ذلك، تمكن مقاتلو المجلس بمؤازرة أبناء عشيرة البكير التابعة لقبيلة العكيدات من السيطرة، فجر اليوم الخميس، على بلدة جديد بكارة، بعد هجوم موسع على نقطة المقسم في البلدة بريف محافظة دير الزور الشرقي، بالإضافة إلى السيطرة على بلدتي الدحلة وجديدة عكيدات بالريف ذاته.
وجاء ذلك بعد اشتباكات عنيفة مع "قسد"، تزامنت مع هجوم لمقاتلي المجلس مع أبناء العشائر على حاجز لـ"قسد" قرب محطة المياه وحاجز المسعود في بلدة ذيبان بالريف ذاته، حيث استخدمت "قسد" خلال الاشتباكات الأسلحة الثقيلة والطائرات المُسيّرة والقنابل المُضيئة.
كما سيطر مقاتلو المجلس مع أبناء العشائر على نقطة الختلان التابعة لـ"قسد" في بلدة الشحيل، فيما استقدمت "قسد" تعزيزات عسكرية مكونة من آليات مصفحة من حقل العمر النفطي إلى حاجز الري بين بلدتي الشحيل والزر، شرقي دير الزور.
وانسحبت "قسد"، فجر اليوم الخميس، من حاجزي السرب والمقسم في بلدة الطيانة بريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد هجوم موسع لمقاتلي المجلس بالاشتراك مع أفراد من أبناء العشائر، ترافق معه إرسال "قسد" رتلاً عسكرياً باتجاه بلدتي جديد عكيدات وجديد بكارة، شرق دير الزور، بعد الهجوم الموسع الذي نفذه مقاتلو المجلس وأبناء العشائر في المنطقة.
وكانت "قسد" قد داهمت، يوم أمس الأربعاء، بلدة الضمان بريف دير الزور الشمالي، وأعدمت 4 مدنيين رمياً بالرصاص في منازلهم، بينهم طفل ووالده.
كما أطلق عناصر "قسد" النار، أمس الأربعاء، على جموع من المصلين في بلدة الجرذي بريف دير الزور الشرقي، أثناء خروجهم من أحد مساجد البلدة بعد صلاة الظهر، ما أدى إلى مقتل مدرس وشخص آخر، إضافة الى إصابة 12 آخرين، ليبادر الأهالي بعدها إلى قطع الطرقات في البلدة والمطالبة بطرد "قسد" منها.
وقتل مدنيان أيضاً برصاص "قسد" في قرية عطالة بريف الحسكة بعد استهداف سيارتهما بشكل مباشر أمس الأربعاء، فيما قتل طفل إثر إصابته برصاص عناصر "قسد" جراء الاشتباكات الجارية مع مقاتلي العشائر في منطقة الصنور في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي.
التحالف يدعو لوقف الاشتباكات
إلى ذلك، حذر التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سورية والعراق من استمرار المعارك بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وعشائر عربية في محافظة دير الزور شرقي سورية، مشيرًا إلى أن هذه الاشتباكات ستؤدي إلى "عدم الاستقرار وتزيد من خطر عودة ظهور تنظيم (داعش)".
وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، الخميس، إن "قوة العمل المشتركة (عملية العزم المتأصل) تواصل مراقبة الأحداث عن كثب في شرق سورية، وما زالت تركز على العمل مع السوريين والقوى الديمقراطية لضمان هزيمة تنظيم (داعش) دعما للأمن الإقليمي والاستقرار في المنطقة".
وأضافت أن "الانحرافات عن هذا العمل الحاسم تخلق عدم الاستقرار وتزيد من خطر عودة التنظيم". ودعت إلى توقف العنف في شرق سورية، وعودة الجهود لخلق الاستقرار في المنطقة.
التحالف يطلب الاجتماع بممثلي ووجهاء العشائر
في سياق متصل، نقل موقع "تلفزيون سوريا" عن مصادر قولها إن التحالف الدولي طلب الاجتماع بممثلي ووجهاء العشائر في دير الزور، ومن بينهم شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل.
وقال الناشط الإعلامي أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد"، إن الهفل أعلن النفير العام بعد اشتداد المعارك في بلدتي ذيبان والشحيل بريف دير الزور، إذ دعا جميع القبائل العربية للمشاركة ومؤازرة قبيلة العكيدات، خصوصا بعد وقوع قتلى وجرحى.
مقتل اثنين من مقاتلي "قسد"
من جانبها، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في بيان، مقتل اثنين من مقاتليها ومدنيين آخرين خلال اشتباكات مع مجموعة مسلحة في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي.
وتشهد مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية"، منذ 4 أيام، اشتباكات ومواجهات عسكرية بين قوات مساندة لمجلس دير الزور العسكري و"قوات سوريا الديمقراطية"، ما أدى إلى شلّ الحياة في ظل قطع الطرقات وعزل بلدات عن محيطها.